أبرزهم مفرح وانتصار والبوشي وأسماء

وزراء (حمدوك) ... (ظهور) مثير للجدل

الخرطوم: هويدا حمزة

تناقلت وسائل الإعلام في الأيام الماضية تصريحات لعدد من وزراء الحكومة الانتقالية أثارت جدلاً وسط الرأي العام، البعض (هضمها)  بينما أصابت البعض منهم ما يشبه الصدمة من وزراء أتت بهم ثورة الشباب لتصريف أعمال الدولة خلال الفترة الانتقالية.. تلك التصريحات  المثيرة للجدل عبر الظهور الأول للوزراء جعلت الكثير من المراقبين يعتقدون بأن هؤلاء الوزراء لا يجيدون الكلام ناهيك عن الفعل .

مؤشر سالب

أمس الأول بدت المذيعة بقناة الـ”بي بي سي” العربية مصدومة وهي تتلقى إجابات وزيرة الخارجية أسماء عبد الله حول الأسئلة التي طرحتها عليها ليس لأن الوزيرة كانت (تذاكر) الإجابات  من على ورق بطريقة تذكرنا بطريقة المذاكرة بالمرحلة الإبتدائية، إجابات الوزيرة أعطت إشارات للمراقبين بأن الوزيرة لا يمكنها أن تصلح لإداراة وزارة الخارجية، وأن ظهورها على الفضائيات وهي تتناول السياسات الخارجية للمرحلة القادمة أعطى مؤشرًا سالباً لأداء الوزيرة وكيفية تعاطيها للملفات، فشن عدد كبير من الناشطين بالأسافير هجوماً لاذعاً على الوزيرة،  هذا الهجوم أعقبته مطالبات لرئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بإقالة الوزيرة. 

الاعتصام حاضر

أما وزيرة الشباب والرياضة الشابة آلاء البوشي،  فقد كانت إجاباتها لقناة الجزيرة الفضائية أيضاً تنم بحسب من شاهد اللقاء بأنه ربما لم تشاهد في حياتها مباراة قمة ناهيك عن قدرتها على إدارة ملف شائك كملف الرياضة، فإلاء بحسب (مشاهديها) كانت تدخل كلمة (الإعتصام) في معظم اجاباتها رغم أن الاعتصام قد تجاوزه الزمن بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، ومن الأمثلة التي تدلل على ذلك السؤال الذي طرحه مقدم الحوار عليها حول خطة وزارتها  للنهوض بالشباب ومكافحة العطالة؟ فأجابت البوشي(اعتصام القيادة يجب إدراجه ضمن المقررات الدراسية)!

تطبيع إسرائيلي

وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين  مفرح كان الأكثر حماساً بين الوزاراء الجدد  حين طالب يهود السودان بالعودة إلى السودان، وهي دعوة  أحدثت جدلاً واسعاً في وسائط الإعلام فمطالبة مفرح قبل أدائه القسم بعودة اليهود إلى السودان اعتبرها البعض مغازلة لإسرائيل وإلقاء حجر في بركة  التطبيع الساكنة.

مثيرة للجدل

آخر الوزراء القادمين للتصريحات المثيرة للجدل كانت وزيرة التعليم العالي والبحث العالي  انتصار صغيرون عندما اعتبرت في بداياتها في الوزارة (المذاهب الأربعة مزعجة قبل أن تتساءل عن أهمية الرقم (4) لأن الدين واحد  مما جعلها عرضة للنقد الإسفيري وعلى الصحف من العامة ومن رجال الدين الذين يعدون تعدد المذاهب نعمة وليس نقمة وأن ذلك محمدة وليس مذمة. 

آخر تصريحات صغيرون جاءت أمس الأول من جامعة أم درمان الإسلامية حين هددت الموالين للنظام السابق من مديري وأساتذة الجامعات بـ(الكنس والكسح والمسح) وأن ذلك سيتم بأولويات وأن من  مهام مديرالجامعة المكلف هي الكنس والكسح والمسح والإقالات.

صراع القناعات والوظيفة

وزير الإعلام فيصل محمد صالح ربما كان الأفضل في أول تصريحاته بحكم عمله كصحفي وقد بدا موفقاً حين أقر بأن هناك صحفيين ضد الثورة، ولكنه لا يستطيع إيقافهم وقد فهم حديثه في إطار الحريات التي كان منافحاً عنها بشراسة.

سيداو مرة أخرى

وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ، قالت مصادر إنها قالت في أحد المجالس الخاصة إنها ستعمل على إقناع السودان بالتوقيع على  اتفاقية (سيداو) المرفوضة من قبل حكومة السودان السابقة ، رغم أن وزيرة الضمان الاجتماعي السابقة مشاعر الدولب على وشك اتخاذ ذات الخطوة وبررت في حوار سابق أن سيداو ليست كلها (شيطانية).

أجواء الثورة

المحلل السياسي والكاتب الصحفي دكتور عبد اللطيف البوني تحدث عن عدة زوايا للنظر في في تصريحات الوزراء تلك، ولكن في تقديره يجب على الوزراء الجدد أن يتريثوا قليلاً وعلى كل واحد منهم أن يطلع على ملفات وزارته ويتحدث عنها، ولكن حسب البوني، المناخ ثوري والشرعية الثورية سائدة في الأفق لذلك أي واحد يحاول أن يثبت ولاءه للثورة في مثل هذه الأجواء ، ومن زاوية أخرى يرى البوني أن تهافت الإعلام على المسؤول الجديد سبب من أسباب تلك التصريحات المتسرعة لأنه إذا رفض التصريح يتهم بأنه ضد الإعلام، واتهم البوني بعض  وسائل الإعلام بعدم الأمانة لأنها تنتقي السواقط من ثنايا الخطب الطويلة لذلك فالوضع الطبيعي للتصريحات صعب في هذه الظروف .

ظاهرة صحية 

الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم، طلبنا منها تقييمًا لتصريحات الوزراء ومقبوليتها لدى المجتمع السوداني المحافظ وما ينبغي أن تكون عليه تصريحات المسئول الجديد في المنصب، فقالت إن المشكلة ليست في الوزراء الجدد ولكن في الكلام الجديد وتوضح ثريا (الشعب السوداني تربى خطأ طوال الـ30 سنة الماضية، لم يكن الاختلاف في الآراء وانتقاد المسئولين مسموحاً به، ولكن اليوم يوجد مناخ ديموقراطي، لذلك أصبح النقد وحرية التعبير مسموحاً به، وهذه ظاهرة صحية، وزير الأوقاف عندما دعا لعودة اليهود فهو لم يرتكب جرمًا لأن اليهود سودانيون ولا يمكن تفسير دعوته على أساس أنها مبادرة للتطبيع مع إسرائيل) .

وللخروج من مأزق التصريحات وما يجب أن يكون عليه حديث المسئول قالت ثريا إنه ليس بالضرورة أن يظهر الوزير كثيراً في أجهزة الإعلام وأن يتحدث في اي شيء لأن هناك ملفات تتقاطع مع جهات أخرى، وبالتالي يجب أن يتحدث بدبلوماسية وبصورة محددة، ودعت لعدم تقييم الوزراء حالياً لأنهم لم يكملوا شهراً ولكن أجواء الحرية هي التي جعلت الناس (تبرطع كده)، حسب قولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى