غلاء الأسعار يفسد استعدادات السودانيين لشهر رمضان

غلاء الأسعار يفسد استعدادات السودانيين لشهر رمضان

أزمة الغلاء تلقي بظلالها على مائدة رمضان

اختفاء بعض الأصناف من صينية رمضان بسبب الغلاء

الخرطوم- آية من الله

هناك صعوبات وتحديات يواجهها السودانيين هذه الأيام بسبب الغلاء الذي أدى إلى تدني القدرة الشرائية وعدم إمكانية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، وبينما اعتاد السودانيين أن تكون موائدهم عامرة، فقد اختفت أصناف كثيرة اعتادت الأسر على وجودها في الشهر الكريم ووصل الأمر إلى الاستعداد لشهر رمضان بنظام (اليوم باليوم)، وهو ما أدى من وجهة نظر كثيرين إلى إفساد فرحة الناس المعتادة بحلول شهر رمضان .

أجرت الـ(الصيحة) استطلاعاً لآراء بعض المواطنين وربات البيوت حول قضية غلاء الأسعار وتأثيرها على مائدة رمضان وكانت الآراء كما يلي:

استغلال أوضاع

مسرة فضل، ربة منزل حكت لـ(الصيحة) تجربتها في التحضير لشهر رمضان في ظل الغلاء قائلة: ذهبت كالعادة لشراء مستلزمات رمضان وضعت نفس الميزانية التي أضعها عادة لشراء مستلزمات الأسبوع العادية، ولكن عندما ذهبت إلى السوق وجدت أن الأسعار زادت الضعف، وعلقت قائلة : إن التجار عندما يقترب شهر يستغلون الأوضاع ويزيدون الأسعار بصورة خرافية، ثم واصلت قائلة: اضطررت أن أشتري المستلزمات الرئيسة فقط، وتنازلت عن كثير من الأصناف، حتى العصائر اضطررت أن أشتري العصائر البلدية وتخليت عن الفواكه، لأن الميزانية لا تكفي .

شراء الضروريات

تأثير الغلاء لم يتوقف على اختفاء بعض الأصناف من مائدة رمضان، بل أثَّر -أيضاً- على كمية المواد في الطبخ نفسه، حيث قالت الموظفة سامية لـ (الصيحة): أصبحت البهارات واللحوم غالية جداً لذلك قلَّلت من كمية اللحوم هذا العام وقمت بشراء البهارات المهمة فقط، وهذان المكوِّنان مهمان جداً في كثير من طبخاتنا السودانية خصوصاً البلدية كـ (طبيخ الويكة والتقلية) التي تعتمد على (اللحمة المفرومة) واللحوم المجففة، أما اللحوم البيضاء (الفراخ) فلا أظن أننا سنشتريها هذا العام .

مستلزمات اليوم باليوم

الكثير من الأسر السودانية اعتادت شراء مستلزماتها قبل فترة من حلول الشهر الكريم، ولكن هذا العام الأوضاع اختلفت، البعض قال إنه سيضطر لشراء مستلزمات اليوم باليوم. نادية موظفة حكومية تحدثت لـ (الصيحة) قائلة: كنا نشتري مستلزمات رمضان من لحوم بيضاء وحمراء وبعض الخضر القابلة للتخزين والبهارات، والبلح والفواكهة وعصير (قمر الدين) ومنتجات العصائر البلدية مثل: التبلدي (القنقليز) والعرديب والكركدي قبل حلول رمضان بفترة لتخزينها، ونبدأ (عواسة الآبري) قبل رمضان بثلاثة أو أربعة أشهر ومعه الأصناف البلدية الأخرى (الرقاق، الآبري الأبيض)، وفي رمضان كنت أتفنن في الطهي حيث وحرصت على أن يكون في كل يوم طبخة جديدة تغيِّر جو المائدة، الآن لا نستطيع فعل ذلك بالكاد نكفي احتياجاتنا بلا رفاهيات وأصبح شراء اللحوم أمراً بالغ الصعوبة على معظم السودانيين محدودي الدخل. تحدثت -أيضاً- جميلة بائعة (فول سوداني وتسالي) في أحد الأسواق المحلية لـ (الصيحة) قائلة: كنت أجمع المال قبل فترة كافية من شهر رمضان لشراء المستلزمات كاملة حتى لا أضطر أو يضطر أحد أبنائي للذهاب للسوق في شهر رمضان، ولكن مع الغلاء ومصاريف المدارس والجامعات ومصاريف المعيشة  لم أستطع جمع شئ وربما أضطر لشراء مستلزمات اليوم باليوم هذا العام .

ارتفاع الترحيل

اعتاد جزء من الأسر السودانية على أن يرسل لهم أهاليهم بعض المستلزمات الرمضانية بصورة دورية من الأرياف (البلد) ولكن لغلاء أسعار التراحيل تخلى الكثير عن هذه العادة، تحدثت لـ (الصيحة) تسابيح إحدى المعلمات بمدينة أم درمان قائلة : كانت أمي ترسل لي من (البلد) منتجات العصائر البلدية (الكركدي والعرديب والقنقليز) ودقيق العيش الأبيض والأحمر (الفتريتية) ودقيق الذرة ودقيق القمح و (الحلو مر  أو الآبري الأبيض والأحمر) و(الرقاق) والويكة والدكوة واللحوم المجففة والبصل المجفف ولكن بسبب ارتفاع تكلفة الترحيل انقطعت هذه الأشياء منذ رمضانين وهذا العام- أيضاً- لن تستطيع الإرسال لنفس السبب، وهذا يعني أننا سنضطر هذا العام للاستغناء عن جزء كبير من الأشياء وشراء الأساسي منها فقط، لأننا إذا حاولنا شراؤها من السوق مكلفة جداً وخارج قدرة شرائنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى