الدعم السريع.. جسر الصداقة ومعادلة الأمن!!

تعتبر الأدوار المهمة التي لعبتها قوات الدعم السريع في محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وضبط التحركات السالبة على الحدود المفتوحة للسودان كفيلة بأن تكون للدعم السريع أدوار أكبر في المرحلة الانتقالية التي يتوقع أن تكون لها أمواج عاتية من الأزمات سيما أن السودان يلتصق مع بعض دول الجوار الملتهبة وتشهد صراعات داخلية عنيفة تتمدد نحو السودان، وتعتبر مهام قوات الدعم السريع السابقة التي قامت بها بكفاءة مع المنظومة الأمنية في الجيش والأمن والشرطة لضبط تحركات الحدود من أهم عناصر القوة التي يتطلب أن تواصل فيها هذه القوات، سيما أن تاريخ السودان مع مراحل الحكم الانتقالية تبدو الحكومات فيها هشة والأوضاع السياسية في البلاد مضطربة أمنياً، والأكثر أهمية بالنسبة لأوربا ومجتمع الغرب، وهو الذي شكل عربوناً للصداقة مع السودان هو أن قوات الدعم السريع في السابق قامت بأدوار ناجحة في محاربة الإرهاب والتنبيه بمخاطره على أوربا من خلال الهجرات غير الشرعية التي تأثرت بها الدول والسواحل الأوربية كثيراً وتأذت منها دولها اقتصادياً واجتماعياً بل تعدت ذلك وتنوعت وأصبحت تحدياً دولياً ومدخلاً للإرهاب وأزمة ومشكلة من مشكلات التنمية لكثير من دول البحر المتوسط، حيث جنوب أوربا ودول الجوار الإفريقي الملتهبة أصلًا على سبيل المثال  ليبيا التي تحولت من حكم الدولة إلى حكم (جيش المليشيات).

 ويتشابه الوضع في ليبيا مع أفريقيا الوسطى وغيرها من المناطق التي ينشط فيها تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا الذي تأسس فيها عام 2012 أي بعد الثورة الليبية مباشرة، وقد شارك عدد من منسوبي القاعدة في الثورة الليبية وهي حالة من الإرهاب النوعي الذي يراد له أن يعم المنطقة، وهو يتطلب وجود قوات رادعة مثل الدعم السريع التي أثبتت جسارتها وتحسباتها لكل المغامرات ومحاولات زرع الفوضى وحروب الوكالة كالتي وقعت بين النوبة والبني عامر بشرق السودان.

 وبالأمس تابع الجميع الدور المهم الذي لعبته قوات السريع في بسط الاستقرار بولاية البحر الأحمر بعد أن أشاع النزاع الذي وقع بين قبائل البني عامر والحباب وقبائل النوبة الفوضى والاضطراب والذي توج بالصلح الذي شهده قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد دقلو وعدد من أعضاء المجلس السيادي، وكان حميدتي حاسماً وضابطاً لحالة الهرج والمرج التي حدثت أثناء توقيع اتفاق (القلد)، وكادت أن تفسد مراسم الاتفاق النهائي وتلغيه، لكن حكمة حميدتي وقوة شخصيته غلبته. هذه الأدوار الداعمة للأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي تحتم أن تدعم وتمكن قوات الدعم السريع فنياً ومالياً وهيكلياً خلال الفترة الانتقالية لتقوم بتنفيذ مهامها على أكمل وجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى