رسالة لـ (كامل إدريس)

رسالة لـ (كامل إدريس)

صفاء الفحل

يبدو أن رئيس وزراء البرهان الجديد كامل إدريس سيدور لفترة طويلة في نفس (الحلقة المفرغة) التي ظل يدور فيها من قام بتعيينه بالمنصب منذ انقلابه على حكومة ثورة ديسمبر ولن يقدم جديداً يذكر نحو التحول الديمقراطي الحقيقي الذي يرغب فيه الشعب السوداني وتقف معه في ذلك كافة دول العالم ويفقد فرصته تدريجياً لإثبات (قوة شخصيته) وانه يحمل رؤية (حقيقية) نحو ذلك التحول المنشود وأنه أصلاً ما جاء لذلك، بل جاء لتحقيق حلم حياته بأن يصبح رئيس وزراء فقط وان كان ذلك كـ(دمية) تحرك دون قناعاته.

الرجل ترك كل أحلامه (الحرة) القديمة خلال فترة ثورة ديسمبر العظيمة و(الموثقة) بالصورة والصوت وأحاديث الحرية والسلام والعدالة وتحول إلى بوق يردد أهازيج القتل والذبح واستمرار الحرب العبثية، لن يتضرر من ذلك وحده بل سيتضرر معه كامل الوطن الذي كان ينتظر (التغيير) من أفق القتل والدمار الي مربع الديمقراطية والتعمير كما سيخيب آمال أحرار العالم الذين كانو ينتظرون الوعد الصادق بقيام حكومة مدنية تقودها كفاءات حقيقية لتعيد التنفس لهذا الشعب الذي ظل يرزح لسنوات تحت وابل الرصاص والقتل والدمار وهو يتجاهل بأن بتحقيقه لحلمه (الصغير) قد دمر أحلاماً كبيرة وأنه باناتيته وحبه لذاته يساهم في دعم دكتاتورية عسكرية ويدعم تاريخ أسود لن يمحى من سيرتة الذاتية.

والحكومة الجديدة التي سيقودها (سيادته) لا تفرق كثيراً عن سابقاتها منذ ذلك الإنقلاب المشؤوم بعد (استسلامه) تماماً لابتزاز الحركات الدارفورية والمجموعة الكيزانية وإعادة الوزارات الاقتصادية لهم وتسليم الداخلية والدفاع للمجموعة الكيزانية ليكتفي هو بقرع الجرس بالمدارس وتناول الشاي تحت ظلال الأشجار في بورتسودان التي لا يستطيع مغادرتها.

لقد انتظرنا طوال الفترة الماضية ولم نتحدث على أمل أن يسجل الرجل موقفاً تاريخياً بالتمسك بحكومة الكفاءات وتحدي كل الضغوط ولو أدى ذلك إلى تقديمه إستقالته كما فعل سابقه الرجل الصادق الشجاع عبد الله حمدوك الذي فضل أن تكون سيرته طاهرة نقية على ذلك المقعد المهتري فالتاريخ يخلد فقط الشجعان الثابتون على مواقفهم ويلقي بالضعفاء في مزبلته.. وقد تنعم بالمجد وجاه والمال حينا، ولكنك لن تسجل في سجل الشرفاء رغم الفرصة التي أتيحت لك ..

وثورتنا لن تتوقف

والمحاسبة والقصاص ستأتي يوماً لامحالة ..

والمجد والخلود للشهداء ..

الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى