بعد التحرك الدولي.. دعوات سودانية لتصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية

تطالب جهات وشخصيات سودانية بضرورة توحيد الجهود نحو تصنيف جماعة الإخوان في السودان “منظمة إرهابية”، واستغلال الظرف الدولي الذي بدأ من باريس نهاية مايو الماضي، بعد دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حكومته لوضع مقترحات للتعامل مع الإخوان، إثر تقارير تحدثت عن تهديدهم لـ “التماسك الوطني”.
وبعد أيام فقط، كانت الحملة الدولية ضد الإخوان تنتقل إلى أمريكا، مع كشف موقع “واشنطن فري بيكون”، الأسبوع الماضي عن توجّه لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب، لتصنيف الجماعة كيانًا إرهابيًّا، وسط تقارير عن عمل مشرّعين على إيجاد سبل لعرقلة تمويل الإخوان.
وتعتقد أوساط سودانية أنه ينبغي التحرك واستثمار الظرف الدولي، مع اعتبار أن السودان أشد حاجة لتصنيف الإخوان، أو “الكيزان” كما يعرفون محلياً، كجماعة إرهابية، بالاستناد إلى إرثهم القديم في الحُكم، ودورهم الحالي في إطالة أمد الصراع، وتورّط ميليشياتهم في جرائم حرب موثقة.
وكان السودان الدولة الوحيدة في المنطقة التي وقعت تحت حُكم إخواني امتدّ لنحو ثلاثين عامًا، عندما نفّذت الجماعة انقلابًا عام 1989 على الرئيس الأسبق جعفر نميري، وعلى حكومته المنتخبة ديمقراطيًّا، قبل أن يتداعى حُكم الجماعة إثر ثورة شعبية عام 2019.
لكن الجماعة وفي سبيل استعادة الحُكم “الضائع” عقدت منذ أبريل 2023 تحالفًا مع القادة العسكريين في سلطة الأمر الواقع في بورتسودان، لتؤجج الصراع الأهلي في السودان، وترتكب ميليشياتها مجازر قوبلت بتنديد دولي وعقوبات أممية.
وفي تصريحات لوسائل إعلام سودانية، قال الوزير السابق والقيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف، في معرض تعداد أسباب تنامي الدعوات المحلية لتنصيف الجماعة إرهابية، إن “أجندة الحركة عمّقت الانقسام وقادت إلى جرائم إبادة، ولا تزال تشعل الحرب وتُطيل أمدها”.
وشدد يوسف على أن “الضغط الدولي لعزل الجماعة يُمثل خطوة ضرورية لإعادة الاستقرار”، في السودان، منوهًا إلى أن “الإخوان يمجّدون العنف ويتبنون إقصاء الخصوم جسديًّا، وبالتالي يجب التعامل معها وفق تصنيف الإرهاب”.
كذلك، وفي تصريحات مماثلة، أكد وزير العدل السوداني السابق، نصر الدين عبد الباري، أن “حركة الإخوان أسهمت في بناء أجهزة القمع، ولعبت دورًا محوريًّا في إشعال حرب الـ15 من أبريل 2023، مستذكرًا ارتباطها تاريخيًّا بشبكات التطرف العالمي، في تشديده على ضرورة خطوة تصنيفها لـ “تفكيك الإرهاب”.
تاريخ من العنف والصلات المشبوهة
شهد حكم الإخوان في السودان (1989 – 2019) جرائم وارتباطات مشبوهة بجماعة إرهابية، جعلت من نظامها منبوذًا وعرضة لعقوبات دولية في فترة طويلة من العزلة امتدت لنحو ثلاثين عاماً، كانت فيها البلاد على قائمة “الدول الراعية للإرهاب”.
وفي عهد البشير، تعرّض السودان لانتقادات حقوقية بعد تقارير دولية عن التعذيب في السجون والاغتيالات خارج القانون، لكن كان أبرز ما جعل نظام الإخوان هدفًا للعقوبات الدولية، الصلات المشبوهة لهم مع جماعات إرهابية بوزن القاعدة، إذ استضافت الخرطوم بين عامي 1992 و1996 قائدَي التنظيم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.
ولم تقتصر الأنشطة الإرهابية لنظام البشير الإخواني، إذ وُجهت إليه اتهامات دولية للتخطيط لهجماتٍ على سفارات أمريكية، مثل: كينينا وتنزانيا، كما كان للنظام دور معروف في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.
أما في الصراع الحالي، المستمر منذ أبريل 2023، فقد أسهمت الميليشيات الإخوانية الموالية لحكومة بورتسودان، مثل: “كتيبة البراء بن مالك” و”البرق الخاطف” و”البنيان المرصوص” بإطالة أمد الحرب، مع ارتكابها جرائم مروعة وموثقة، قتلت خلالها عشرات الآلاف من السودانيين ودفعت المنظمات الحقوقية لإدانتها واتهامها باستجرار ممارسات تنظيم داعش المتشدد إلى السودان.