“دم على نهد”.. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه

لا تزال ملابسات مسلسل “دم على نهد” المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، المعروف بآرائه ومواقفه المثيرة للجدل، محاطة بالكثير من الغموض في ظل مخاوف حقيقية من “صدام محتمل” مع الجهات الرقابية بسبب مضمون العمل.

وتستند تلك المخاوف إلى أحداث الرواية التي صدرت طبعتها الأولى عام 1996 وتتناول نماذج من الانحراف والسلوكات المثيرة للشبهات في قطاعات مختلفة وحيوية في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، وتطرح علامات استفهام حول مدى مصداقية بعض رجال الصحافة والمال والأعمال وأصحاب النفوذ.

ويخشى صناع “دم على نهد” من أن يلقى العمل مصير فيلم “الملحد” لإبراهيم عيسى، والذي تم منعه من العرض في اللحظات الأخيرة بعد طرح الفيديو الترويجي له في يوليو من العام الماضي، في خطوة بدت صادمة و”غير مسبوقة” على السينما المصرية التي لطالما اتسع صدر الرقابة معها لطرح أعمال مثيرة للجدل طوال تارخها الممتد عبر 130 عامًا.

ويحمل غلاف الرواية الترويجي تلك العبارة اللافتة: “رواية جريئة ومشوقة تحكي لنا عن الحقيقة.. تلك التي تتمنى لو أنك لم تعرفها قط”، كما أنها صدرت حين كان عمر المؤلف 25 عامًا، أي في قمة حماس الشباب وولعه بكل ما هو “جريء” و”صادم”.

وكان لافتًا كذلك أن تصدر الطبعة الأولى من الرواية عن دار “ميريت للنشر والتوزيع” المعروفة آنذاك باحتضانها للكتّاب المصنفين بأنهم من “مثيري الشغب الفكري” ولا ترحب بأعمالهم دور النشر الرسمية أو ذات الطابع المحافظ.

وتدور أحداث العمل حول الصحافية مي الجبالي التي تُعِد كتابًا حول “السفاح محمود حلمي” المحكوم بالإعدام، حيث تتمكن بمساعدة أحد “عشاقها” من ذوي النفوذ من لقاء “السفاح” عدة ساعات كل أسبوع.

وتُذهل الجبالي من كم الحقائق والمعلومات الصادمة التي يرويها “السفاح” حول الوجه الآخر لبعض مشاهير المجتمع، وكيف تورطوا في أعمال منافية للقانون، فتتغير نظرتها إلى العدالة والمساواة وتشعر كم كانت ساذجة وبريئة.

من جانبه، سعى السيناريست محمد هشام عبية الذي يتولى الإعداد الدرامي للنص الأدبي إلى تجنب سيناريو الصدام مع الجهات الرقابية من خلال حذف شخصية “الدكتور سميح”، رجل الدين الذي تحول إلى نجم وضيف دائم على القنوات الفضائية، ليتفادى حدوث أي أزمة محتملة، مع التركيز على الخط الرئيس المتمثل في الصحفية و”السفاح”.

وأوضح عبية في تصريحات إعلامية سابقة أنه سبق وحاول مرتين تحويل نصوص أدبية لإبراهيم عيسى إلى مسلسلات لكن مضمون العمل كان يتسبب في كل مرة بإجهاض المحاولة، معربًا عن أمله هذه المرة في أن “تنتهي تلك اللعنة”، على حد تعبيره.

ومن المنتظر أن يبدأ تصوير المسلسل قريبًا ليُعرض عبر إحدى المنصات خارج موسم رمضان في 15 حلقة، بعد الكشف عن هوية بطليه الرئيسين وهما هند صبري وآسر ياسين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى