“حلفا” تلوح بالانفصال عن “الشمالية”

عبّر المجلس الأعلى لأهالي وادي حلفا عن رفضه القاطع لقرار إدراج المدينة ضمن برمجة الإمداد الكهربائي، واصفًا القرار بأنه “خداع ممنهج” يُجسّد استمرار تهميش المدينة من قِبل حكومات الولاية المتعاقبة.
وأكد في بيان أن صبر أهالي حلفا قد بلغ منتهاه، ولوّح المجلس بخيار الانفكاك عن الولاية الشمالية إذا استمر تجاهل قضايا المدينة ومعاناة سكانها.
ورفضت حلفا القديمة وقبيلة الحلفاويين، دعم ما يسمى بـ (معركة الكرامة) والانخراط في الاستنفار الذي دعت له قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في مناطق سيطرة الجيش، ويتهم أن أوامر صدرت بقطع الكهرباء عن مدينة حلفا بسبب رفضهم دعم استمرار الحرب في البلاد.
وتنشر (الصيحة) نص بيان المجلس الاعلى لأهالي وادي حلفا:
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الأعلي لأهالي #وادي_حلفا
الاخ/ والي الشمالية المكلف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛؛
وقد استبشرنا خيرا عندما آثرت أن تحظي محليتنا بأولى زياراتكم لمحليات الولاية بعد تكليفكم لقيادة دفة الحكم في هذه الولاية وقد وقفتم ميدانيا على الاوضاع التي تعيشها حاضرة المحلية وادي حلفا وجلسنا معكم في اجتماع موسع وطويل في زمنه لإحاطتكم بكل ما تعانيه هذه المدينة منذ نشأتها في ستينات القرن الماضي، وطرحنا أمامكم حزمة من القضايا الحيوية التي لم تجد من حكومات الولاية المتعاقبة سوى مزيد من الإستهداف السلبي بكل توصيفاته لهذه المدينة وتركيع أهلها الصامدين الصابرين الذين أبقوا لكم أرضا لولا صمودهم ونضالهم لما كانت حلفا ولا كنتم حكاما عليها وقد إستبشرنا بما نثرتها من وعود امامنا في تلكم الجلسة وتفاءلنا خيرا عندها ; ولم تمض سوي أسابيع فإذا بنا نفاجأ بقرار لا ندري مصدره يقضي بإدراج هذه المدينة في برمجة الإمداد الكهربي الذي يشكل شريان الحياة لكل المرافق الحيوية التي وقفتم عليها ميدانيا في طوافكم، نعم قرار يصدر ولا زالت آثار مركباتكم باقية على طرقات المدينة.
قرار يصدر في وقت كنا نتوقع أن تكون إستهلالية إنفاذ تلكم الوعود علي أياديكم، قرار أقل ما يمكن وصفه بالخداع المعهود الذي ظل سنة كل من يتربع علي أريكة الحكم في هذه الولاية، كفانا سيادة الوالي السكوت عن الوعود الكاذبة التي شربناها بمذاقاتها المرة، فلن نسكت بعد اليوم بعد أن طفح الكيل ولم يتبق أمامنا سوى أن ننفك وتنفك مدينتنا من قيود هذه الولاية أرضا وإنسانا، فقد عشناها من قبل سنين عددا بلا حكومة عندما تخلت عنا حكومة الطاغية عبود وسحبت كل خدماتها ظنا منها أنها تجبرنا علي الإنصياع لمشروع التهجير رغم المعاناة التي عشناها في صحراء قاحلة، فنحن قادرون سعادة الوالي على تكرار ذات المشهد بإيماننا العميق بمن وهب الحياة لذرية إبراهيم الخليل عليه السلام في أصعب بقاع العالم قسوة وجفافا هو القادر على الأخذ بأيادينا بعد أن ننفك من أسر القيود التي تربطنا بولايتكم فاتركونا بما لدينا فلسنا في حاجة اليكم بعد اليوم فهنيئا لكم ولايتكم بما حملت، فأتركونا غير مأسوفين، ما دامت حدودنا مفتوحة على مصرعيها مع بني عمومتنا في شمال الوادي الذين وقع عليهم ذات كارثة التهجير وهم ينعمون اليوم بما وفرت لهم دولتهم من سبل الحياة والعيش الكريم، فلن يبخلوا علينا مما يفيض عنهم، ونحن قادرون من جانبنا على تطويع ما لدينا من موارد لنكمل المسيرة لإعادة مدينتنا إلى سيرتها الأولى التي خط شعارحروفه الرعيل الأول من الأجداد والآباء ولا زالت تتراقص حروف ذلك الشعار أمام أعيننا نحن أبناء وأحفاد أولئك الأبطال الذين تحدوا العسكر في قمة جبروتهم، وستبقي حلفا عصية على كل من تسول له نفسه للنيل من عزيمة بنيها .
والسلام ختام
مهندس صبحي محجوب جنبلان
رئيس المجلس الأعلي لأهالي وادي حلفا
بأمر المجلس