حكومة منبوذة!!

حكومة منبوذة!!
صباح محمد الحسن
طيف أول :
تؤلمه منعطفات الحظ
يدرك أن الزيف لم يؤدِّ دوره
لطالما أن الحقيقة أصبحت الآن تتعرى !!
ولماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية، فرض عقوبات على السودان في هذا التوقيت، لطالما أن إستخدام السلاح الكيماوي حدث في العام الماضي؟!.
سؤال طرحة المذيع بقناة الجزيرة أمس على السفير الأمريكي السابق لدى السودان تيموثي مايكل كارني، وهو دبلوماسي ومستشار أمريكي متقاعد شغل منصب مسؤول في الخدمة الخارجية لمدة ٣٢ عامًا،تم تعيينه سفيرًا في السودان في إدارة بوش كآخر سفير قطعت بعده العلاقات الدبلوماسية إلى عهد حكومة ثورة ديسمبر المجيدة وهو الذي دعا إلى التواصل مع السودان في وقتٍ أراد فيه عدد من المسئولين بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية إغلاق السفارة الأمريكية في الخرطوم وقتذاك.
ورد كاني على المذيع بإجابة تجاوزته، وعكست نظرة الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة السودانية الحالية حين قال: ( إن قانون الولايات المتحدة الأمريكية للعام 1991 المتعلق بالإسلحة الكيميائية يتطلب من الولايات المتحدة أن تفرض عقوبات على الدول اذا ماثبت لها أن اسلحة كيميائية استخدمت في الحرب، والادارة الامريكية الآن ابلغت الكونغرس انه خلال 15 يوما سوف تطبق العقوبات الأمريكية على الصادرات وأي إجراءات مالية).
ولكن كاني لم يكتف بالإجابة على السؤال وقرر بالوقوف على ردة فعل الحكومة، وقال: (إنه لأمر لافت أن تقول حكومة السودان أن امريكا لاتملك الدليل وتصور امريكا انها الدولة ” الشريرة” علما أن حكومة السودان أصبحت ” منبوذة” على صعيد الأسرة الدولية، فما يتعين عليها بعد الإتهام هو أن تقوم بالبحث والتحقيق في هذه المزاعم لتثبت أن ليس هناك حقيقة أو دليل، ولكن حكومة البرهان فشلت في التعاطي مع هذه القضية).
وتيموثي هو رجل دبلوماسي وديمقراطي مُتزن، حظى تعيينه في مناصب دبلوماسية بإشادة وانتقاد المراقبين لإسلوبه المباشر، وكان تعيينه دائماً في دول غالباً ما كانت علاقاتها مع الولايات المتحدة متوترة، لكن ساهمت آراؤه القوية بشأن جهود إعادة إعمار العراق بعد الحرب عام 2003 في تغيير جذري في استراتيجية إدارة بوش لتحقيق الإستقرار، كما دعا إلى التواصل مع السودان في وقتٍ أراد فيه عدد من المسئولين بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية إغلاق السفارة الأمريكية في الخرطوم.
وبعد فوز ترامب دعا كاني إدارة البيت الأبيض إلى “تقديم الدعم اللوجستي والمالي للسودان، ودعم جهود نشر قوات حفظ السلام ولكن ولطالما أن الرجل عرف بدبلوماسيته المباشرة، لذلك عكس إسلوبه في الإجابة ولكن بنبرة قاسية واتهم حكومة بورتسودان ووصفها بأنها أصبحت منبوذة على صعيد الأسرة الدولية!!
وهذا يعني أن السفير رأى انه لا حاجة لإستخدامه الإسلوب الناعم في رده ومخاطبته لحكومة بورتسودان، وهو بهذا يرفع الغطاء ليوضح المكانة التي تجلس عليها الآن حكومة بورتسودان، والتي يبدو أن العالم وضعها في مقعد معزول، وقرر ألا يتعامل معها، وهذا مايعني أن قرار امريكا بفرض عقوبات بسبب إستخدام الكيماوي هي بداية ستكتب نهاية الحكومة، وتهدد المستقبل السياسي للفريق عبد الفتاح البرهان وتنظيم الإخوان.
وللقارئ.. أنه وفي ( 23 فبراير 2024) كانت صحيفة” الجريدة” تحصلت على بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان عن السودان وقامت بنشره وكان حول تقرير للأمم المتحدة يستعرض بالتفصيل انتهاكات وتجاوزات مروعة ارتكبتها أطراف الصراع المتعددة في ظل توسع القتال وقال التقرير إن صور الأقمار الإصطناعية وفديوهات ومعلومات من مصادر مفتوحة أخرى، جمعت العديد من الأدلة حيث أظهر التقرير أن أطراف الحرب استخدمت أسلحة متفجرة ذات تأثيرخطير وواسع النطاق في مناطق عالية الكثافة السكانية وكنا تحدثنا هنا في هذه الزاوية عن أن التقرير رصد انتهاكات خطيرة ربما تكون مستنداً واضحاً لإدانة طرفي الصراع في الحرب مستقبلاً، وربما تفرض الولايات المتحدة الإمريكية عقوبات على قادة الحرب، كان ذلك قبل عام من الآن، وقتها كانت الحكومة لا تسمع، لأنها تصغي فقط لإعلامها الذي كان يطالبها بالمزيد من ”البل” وكانت وقتها “قونات” الحرب يتغنن للبرهان “دبل لي” ولكن عندما تقع الفٱس على الرأس سيختفي كل الذين دعموا الحرب “بالمال او بالمجان”، وستلقي الفلول اللوم على قيادة الجيش التي ستقف أمام مرآة جرائمها، ولن تجد أحد حولها، عندها ستحمل وزرها ووزرهم.!!
الجريدة