عندما يكون عمر الجيش أكبر من عمر الدولة..؟

السماني بشير يكتب.. عندما يكون عمر الجيش أكبر من عمر الدولة..؟

الوضعية الطبيعية للجيوش تأتي من أهميتها كأداة تحتكر العنف الشرعي و تحمي الشعب و الأرض وبالتالي قرار تأسيسها وبنائها قراراً يرتبط بوجود الدولة وسيادتها..

ففي حالة أن يكون عمر الجيش أكبر من عمر الدولة هذا خلل بنيوي و أخلاقي لأنه جزء من عهدي (الاستعمار والاستقلال) ولم يقاوم المستعمر حينذاك بل كان مساعداً له و متعلماً منه الكثير من السياسة و القليل من الجندية وعقلية الاستعمار.

بالأمس كنت أشرح لمتقاعد فرنسي حدثني عن تجربته كجندي فرنسي عمل في عدد من القواعد الفرنسية بأفريقيا…

كان متشوقاً لفهم ما يحدث بالسودان ..!!؟
شرحت له طرفي الحرب . ما أن بدأت له بخلفية عن الجيش السوداني قاطعني بعدد من الأسئلة.. ثم لحقها بتعليق …؟؟
قال متعجباً ..!؟
“غريب أمركم دولة عمر استقلالها أصغر من عمر جيشها ولا يسأل الناس أين كان دور جيشها حينما كانت تحت قبضة الاستعمار هل هذا طبيعي …”

ثم أردف تعليق آخر مقارباً الوضعية ذاتها بنماذج أفريقية أخرى.

قال “كانت قواعدنا الفرنسية تتعاون مع عدد من الجيوش بافريقيا وجميعها تأسست بعد تأسيس وبناء الدولة وكان قادة تلك الدول هم من قاموا ببناء جيشها فكيف تفتخرون بدولة مستقله و لم يقود جيشها اي معركة ضد من استعمرها أين كان هذا الجيش عندما كان السودان مستعمراً من بريطانيا هل كان متمرداً بالغابات و الجبال وسهول أفريقيا.. ”

حاولت الإجابة مستخدماً المنهج “البلبوسي” وضعت الرد على سؤاله بكذبه منهجية لغلق هذا النقاش لأن استمراره سيهدد امتيازاتي ..!!

ثم هرب ضميري من حقائق المسكوت عنه وقال لي أهرب من هذا
يا وقح هذا النقاش ليس لك فيه مصلحة .. وقل له .. نحن حضارة عمرها سبعة ألف سنة ..

الخلاصة ..!

ستظل العيوب البنيوية تنتج أزماتها في الدولة ولن تتوفر عوامل الاستقرار و يتحقق السلام و الأداة المحتكرة للعنف (الجيش) لا يمتلك الشعب شهادة ميلاده وقرار تأسيسه..

تولد الشعوب جيشها في أول ليلة من عمر تحررها غير ذلك استثنثاء فقط إذا لم يتعرضوا للاستعمار ..!

الجيش الذي يتقاطع عمره بين حقبتين من
حقبة الاستعمار
حقبة الاستقلال هو جيش يحمل في جيناته خلل بنيوي للدولة نفسها ويصبح عطبها الذي لا يعالجه الإصلاح بل التأسيس والبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى