“مجرمو حرب” في سلطة بورتسودان.. البرهان يواجه أزمة جديدة

في خطوة ستكون لها تداعيات خطيرة ومعقدة، كشفت تقارير صحفية أن السلطات الجديدة ببورتسودان، برئاسة كامل إدريس، والمتوقع أن يؤدي اليمين الدستورية غداً الخميس، ستضم “قادة” ميليشيات متهمين بارتكاب جرائم حرب في فريقها الوزاري، المفترض الإعلان عنه بشكل رسمي الشهر المقبل.

ومن الأسماء التي ينوي إدريس ضمّها لفريقه الوزاري، أبو عاقلة كيكل، وهو قائد ميليشيا “درع السودان”، إضافة إلى قيادي لم يتم الكشف عن اسمه بعد، سيكون من ميليشيا “البراء بن مالك” الإخوانية، وذلك بترشيح مباشر من مساعد لعبد الفتاح البرهان، هو ياسر العطا.

ويعدّ “كيكل” واحداً من “أمراء الحرب” في السودان، وهو وصف ذكرته منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في فبراير الماضي، عندما ألقت الضوء على مجازر مروّعة ارتكبتها الميليشيا التي يقودها، إذ أقدم عناصر ما تسمى “قوات درع السودان” على تنفيذ إعدامات ميدانية في قرية كمبو طيبة بولاية الجزيرة، لـ 26 شخصاً بينهم أطفال، في واحدة من عشرات المجازر المتورطة فيها والتي وثقتها منظمات حقوقية.

أما ميليشيا “البراء بن مالك”؛ فإن قادتها متهمون بجرائم حرب موثقة، فالميليشيا الإخوانية التي يقودها المصباح أبو زيد طلحة، لها تاريخ مروّع من الانتهاكات في حرب السودان، كما أن أساليب بطشها تشبه إلى حد كبير تنظيم داعش، وهو ما اتضح بعد كشف تقارير عن صلة تنظيمية بينهما.

ويرى مراقبون أن ضمّ مجرمي حرب إلى سلطة بورتسودان خطوة بالغة الخطورة، يهدف عبد الفتاح البرهان من خلالها، إلى “تمدين” الكيانات العسكرية، كما ينطوي تعيين “أمراء حرب” إلى ترهيب النشاطات الحراكية التي بدأت منذ أشهر في محاولة لـ “الثورة” على سلطة بورتسودان.

واستهدفت قوى أمن تابعة لسلطة بورتسودان حملة ممنهجة ضد نشطاء وإعلاميين، شملت اعتقالات واغتيالات واسعة استهدفت عناصر شاركت في الثورة ضد نظام الرئيس المخلوع عمر حسن البشير، لتعبيرها عن رفض استمرار الحرب، ومطالِبة بعودة الحكم المدني، ليأتي تصعيد مجرمي حرب إلى مناصب حكومية بمثابة تلويح صريح بمرحلة أشد في القمع، بحسب مراقبين.

ولا تستبعد أوساط سياسية سودانية، أن تكون خطوة “توزير” مجرمي حرب في السلطة الجديدة، تحدياً صريحاً لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورداً مباشراً على العقوبات الأمريكية الأخيرة التي طالت قادة في قوات بروتسودان، بعد ثبوت استخدامها أسلحة كيميائية في الصراع، كما قد تؤكد الخطوة على “يأس” البرهان من أي إمكانية لإصلاح العلاقة مع واشنطن.

حكومة حرب

منذ الإعلان عن تعيين كامل الطيب إدريس رئيساً لوزراء سلطة بورتسودان، في الثامن عشر من مايو الجاري، وهي تواجه انتقادات وتشكيكاً من قبل النخبة السياسية في السودان، إلى حد اعتبارها في بيانات صادرة عن كيانات سياسية سودانية بأنها “حكومة حرب”.

وبتعيين قادة ميليشيات في السلطة الجديدة، فإن سياسيين سودانيين يرون أن الهدف الأبرز سيكون تصفية أي بوادر ثورة، وترهيب الناشطين الشبّان، إضافة إلى تعقيد الطريق أكثر أمام أي محاولة للحكم المدني.

كما يذهب البعض بأن الترهيب موجّه أيضاً لأحزاب وقوى موالية لقوات عبد الفتاح البرهان، والتي أبدت استياءها من تعيين إدريس رئيساً للوزراء، في صراعات محتدمة على المناصب والنفوذ في بورتسودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى