إعادة تعبئة (العَرَقِي) القديم في (كريستالات) جديدة..

إعادة تعبئة (العَرَقِي) القديم في (كريستالات) جديدة..

تحوير من تعبير (إعادة تعبئة الجِعَّة القديمة في قُنَينة جديدة)..

و (إعادة تدوير النِّفايات)..

أو

إعادة (اللجنة السياسية لأبناء جبال النوبة بالمؤتمر الوطني) في ثياب (المجتمع السياسي والمدني لجبال النوبة)..

عُمَر مَنصُور فَضُل

[email protected]

1- المهرجان الثقافي لتراث جبال النُّوبا..

2- مجلس عموم النُّوبا..

3- مُلتَقَى حوار النُّوبا..

4- قروبات توحيد النُّوبا..

5- كيان وحدة شعب النُّوبا..

6- منبر قضايا النُّوبا..

7- تحالف شعب النُّوبا..

8- منبر التنوُّع السياسي للنُّوبا..

9- هيئة دفاع إقليم جبال النُّوبا..

10- إتحاد عام النُّوبا..

11- منبر نُشطاء وسياسيي جبال النُّوبا..

12- تنسيقية منابر وكيانات أبناء جبال النِّوبا والشخصيات

 الإعتبارية..

(فقط هذه الدستة من اللافتات مثالاً)..

و أخيراً وليس آخر وُلِد قيصرياً (المجتمع السياسي والمدني لجبال النوبة)..

على ما أظُنُّ (وليس كلّ الظنِّ إثم) أنَّ من يدَّعون ويطلقون على أنفسهم مُسمَّى وصفة قيادات ورموز أبناء جبال النُّوبا هم وحدهم (دونَ خلقِ اللَّهِ كلِّهُمُ) من يجيدون ويتقنون هذا الفن العجيب من مُمارسة التَّشرذُم والتَّشظِّي والتَّفرُّق والإنشطار بإسم الوحدة والبحث عن قواسم مُشتَرَكة لأبناء هذا الكيان العملاق المُبتلَى بسياسييه الأقزام..

أقول هذا وأنا أعلم أنَّه سـ(ينبري) للتعليق على مثل هذا القول من يتحدَُثون بتبريرات من نوع (وماذا في هذا فلسنا وحدنا من نتشرذم ونتقسَّم، أنظر إلى…، وإلى…)، ويكفي ها هُنا خيابةً وبؤساً في التبرير أن يكون الإنشطار والتَّشظِّي في الكيانات شيئاً للمعايَرة والقياس بها مع الآخرين و(التنافُس) عليه..

ولا أظُنُّ (وليس كلّ الظنِّ إثم) أنَّ هناك شعب أو قومية يُمارَس عليه كل هذا الكم والنوع من التدليس والتلبيس، والإستهبال والإستسهال والإستغفال والإستغلال، بمثل ما يُمارَس على هذا الكيان العظيم عبر وُسطاء و(كومسيونجية) و(كوميشَنجية) ومُرتَزَقة يطلقون على أنفسهم نُشطاء وساسة وهُم في الواقع سماسرة في سوق نخاسة يعملون على بيع ورهن مصير مجتمعهم نظير بطونهم وجيوبهم التي لا -و لن- تمتلئ أبداً..

كان من البِدَع السياسية للمؤتمر الوطني (صاحب أكبر نماذج من البِدَع السياسية في تاريخ السودان) أنَّهُ كان قد أفرد كياناً في تنظيمه بإسم (اللجنة السياسية لأبناء جبال النُّوبا بالمؤتمر الوطني)، كان من نتائجها (نتائجها، ولا أقول من أهدافها لعدم إلمامي بماهية الأهداف الحقيقية التي كُوِّنت لها هذه اللجنة) إشغال رموز  النُّوبا في المؤتمر الوطني بالصراع بينهم مع بعضهم البعض حول من يكون الأوَّل وصاحب الحظوة والثقة لدي القيادة العليا، لا سٌيَّما لدى نافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه، ولإسكات وإلجام المشاغبين التنظيميين من أبناء النُّوبا الذين يحاولون إبتزاز المركز بكروت وديباجات وكوبونات من نوع (مَكِنُّونا لنقاوِم لكم الحركة الشعبية والمد الكنسي والتنصيري بجبال النُّوبا)، فجمعهم المؤتمر الوطني في تلك الحظيرة لينشغلوا ببعضهم البعض..

وكان هذا (الشَّكِل) هو الأول من نوعه في تاريخ القوى السياسية السودانية، بل ربما في تاريخ كل الأحزاب في العالم، بأن يفرد الحزب هيكل قَبَلي أو عشائري رسمياً داخل التنظيم، فالعُرف المعتاد أن الهياكل التنظيمية تكون قطاعات ودوائر وأمانات فئوية أو  جغرافية..

.. واليوم، وفي أبهى مظاهر ومعالم وتجلِّيات عودة المؤتمر الوطني بكامل ملامحه وتقاسيمه بدون أدنى مواربة أو محاولة تلوُّن أو كوموفلاش، قام بتعبئة ذلك النبيذ القديم أو الجِعَّة القديمة في زجاجة جديدة، فأعاد إنتاج (اللجنة السياسية لأبناء جبال بالمؤتمر الوطني) في ثياب (المجتمع السياسي والمدني لجبال النُّوبا)، ليس بجامع وشبه عضويتهم في حزب المؤتمر الوطني ولكن برابط وتشابه كونهم جميعاً من منسوبي الحكومة والمتحالفين معها مثلما كان الحال في اللجنة السياسية التي كانت من أعضاء الحزب الحاكم والمتحالفين معهم من تيار (تقعد بس) و(فيك يا البشير والله مانا مُفرِّطين)..

الشئ الذي لا يقبل المغالطة فيه بين إثنين أو التنازع فيه بين عنزتين هو أن هذا الوليد الخديج والإخراج البئيس هو صناعة حكومية وبتمويل حكومي، وبديهي وطبيعي من حق الحكومة -أي حكومة- الإجتهاد في البحث عن مداخل ومخارج ومسارب تسوق بها برامجها، لكن السؤال طالما هؤلاء جميعاً حكومة (أصالةً أو تحالفاً) فلماذا لا تمرِّر الحكومة برامجها عبرهم بصفاتهم الرسمية كرجال دولة ومنسوبي حكومة بدلاً من هذه (اللفَّة الطويلة) عبر رأس الرجاء الصالح، ومحاولة إظهارهم كأنهم ممثلين لمجتمع النُّوبا وليسوا ممثلين للحكومة..؟!؟..

ألا يعني هذا أن الحكومة تخشى أن لا يقبل النُّوبا هؤلاء إذا جاءوا إليهم بصفاتهم الرسمية كرجال دولة فألبستهم هذه الجلابيب والقفاطين المجتمعية ليتسلُّلوا بها إليهم..؟!؟..

وكأنَّ هؤلاء تعمَّدوا إلى تقسيم مجتمع النُّوبا إلى:

ــ نُوبا الحكومة.

ــ نُوبا خارج الحكومة (ليسوا ضدها بالضرورة)..

لو سعى هؤلاء لجمع ممثلين و(مندوبين) من روابط ومنابر النوبة ولو الأسفيرية لمثل هذا الجسم ربما كان أكرم لهم وأكثر موضوعية ورمزية في التمثيل لمجتمع النُّوبا، بدلاً من هذه (الكورجة) من ممثلي القوى السياسية وكأن الجسم (تحالف سياسي) وليس كيان مجتمعي..

كما إتَّضح إنَّ البعض ربما زجُّوا به بدون مشاورة مثل الأستاد عبدالقادر محمد النور دُربان المحامي الدي نشر في الأسافير إعتذاراً وإستعفاء من عضوية هذا الجسم..

لطفاً يا هؤلاء، تنحُّوا و(إفرنقعوا) من أمام النُّوبا فأزمة النُّوبا الحقيقية و(بلاويهم) تكمُن في هُواة هذه المسرحيات الهزلية سيئة الإخراج الذين يدَّعون إنهم يُمثِّلونهم وهم في الواقع يُمثِّلون عليهم، ويُمثِّلون بهم .. ويجعلون من إسم النُّوبا مُجرَّد بطاقة وديباجة للعبور بها إلى كراسي السُّلطة وموائِد السُّلطان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى