ضربات المسيرات تكبّد الجيش خسائر فادحة وتكشف تضليلاً استخباراتياً في بورتسودان

كشفت مصادر موثوقة عن خسائر بالغة تعرّضت لها القوات المسلحة السودانية نتيجة هجمات متواصلة باستخدام طائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في عدد من المدن، من بينها بورتسودان، الفاشر، عطبرة، وكنانة، كوستي ، مروي ، الخرطوم الأبيض وسط تقارير تشير إلى حالة من الارتباك داخل المنظومة الأمنية والعسكرية وتضليل منهجي مارسته أجهزة المخابرات.
التضليل الأمني والإعلامي
تشير المعلومات إلى أن جهاز الأمن والمخابرات، بقيادة الفريق أحمد مفضل، لعب دوراً محورياً في تضليل القيادة العسكرية للجيش كما استعانت الدوائر الأمنية بغرف إعلامية داخلية وخارجية مدعومة من مصر وقطر وتركيا، للترويج لانتصارات وهمية، شملت مزاعم بتدمير قوات الدعم السريع بالكامل.
وفي مفارقة لافتة، أفادت المصادر أن مفضل هو من أشرف على إدخال الطيران المسيّر إلى السودان خلال زيارته إلى تركيا في ديسمبر 2023، قبل أن تقع هذه التكنولوجيا في يد قوات الدعم السريع، التي استخدمتها لاحقاً ضد الجيش وكتائبه الإسلامية نفسها.
خسائر عسكرية فادحة للجيش
أسفرت الهجمات بالطيران المسيّر، عن خسائر وصفت بـ”النوعية”، وشملت: تدمير وحرق 20 طائرة حربية على الأقل، من بينها طائرتان مسيرتان من طراز “بيرقدار”. إضافة إلى قصف 50 مخزن ذخيرة في مناطق بورتسودان، مروي، كوستي، الأبيض، شندي، وعطبرة.
كما تم حرق 261 عربة عسكرية تابعة للجيش والحركات المسلحة في محاور متعددة. ومقتل وإصابة أكثر من 1200 عنصراً حسب تقديرات أولية.
وأحدثت الضربات أضراراً جسيمة في مطارات دنقلا، مروي، الدبة، وادي سيدنا، (المطار الحربي) بورتسودان وقاعدة فلامنجو، إلى جانب تدمير المخازن الاستراتيجية للبترول في بورتسودان، عطبرة، والجيلي والأبيض وكوستي .
كما أدت الهجمات إلى انقطاع كامل للكهرباء في ولايات الشمال، نهر النيل، النيل الأبيض، كسلا، حلفا الجديدة، وبورتسودان، والخرطوم، إضافة إلى انقطاع جزئي للكهرباء في مناطق القطينة، أبو قوتة، الكاملين، الفاو، كسلا، القضارف، سنار، ومدني.
ارتباك وصراع داخل الأجهزة الأمنية في بورتسودان
أكدت المصادر أن التقدم الميداني لقوات الدعم السريع، خصوصاً الحصار على مدينتي الفاشر والأبيض و ثم بسط سيطرتها على النهود والخوي بغرب كردفان، أحدث صدمة وارباك داخل قيادة الجيش، التي كانت تعتقد – بناءً على تقارير مفضل والاستخبارات العسكرية – أن الدعم السريع غير قادر على السيطرة على المدن.
وطبقاً للمصادر فجر هذا التطور خلافات داخل أجهزة الجيش، تزامناً مع تزايد الضغوط السياسية من قبل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، حيث سعيا إلى منع التفاوض بأي ثمن، باعتبار أن وقف الحرب يعني نهاية نفوذهم داخل الدولة. وأشارت المصادر إلى أن مدير المخابرات سعى بدوره عبر التقارير غير الدقيقة لإعادة السيطرة على الجهاز بعد فقدان هيبته منذ ثورة 2019.
دعوات للحوار يقابلها رفض أمني
وإزاء تفوق قوات الدعم السريع بدأت أصوات داخل المؤسسة العسكرية والمدنية تنادي بضرورة وقف الحرب والدخول في مفاوضات شاملة. غير أن جناحاً أمنياً داخل الدولة، يقوده جهاز المخابرات وبعض قيادات الإسلاميين وعلى رأسهم علي كرتي، يرفض أي حوار سياسي، خشية فقدان النفوذ وخروجهم من المشهد تماماً.