ليس بالمقاطعة وحدها….

* حملات مقاطعة بعض السلع  التي تنشط هذه الأيام، تؤكد في المقام الأول بأن جسد المجتمع مازال حياً وله القدرة على تبني خيار المقاومة وصناعة المبادرات، في ظل غياب سلطات الجهات الرسمية التي يفترض أن تشكل حماية للمواطنين من جشع بعض تجار الأزمات.. و.. و..

* وبالمناسبة أن المسألة ليست كلها ناتجة عن جشع وشراهة بعض طلاب المال والثراء، على أن العلة الاقتصادية الأساسية تكمن وراء تدهور الإنتاج، ذلك مما يتسبب فى عمليات الندرة وارتفاع الأسعار، ومن ثم يكون الجو ممهداً جداً لتجار الأزمات، بحيث يفترض أننا ندرك بأن الطريق الأمثل لتفويت الفرصة على السماسرة والمضاربين، هو في الذهاب بقوة في عمليات الإنتاج، ذلك مما يستدعي تعزيز بنيات الإنتاج سيما ما يتعلق بخطوط وهيئات النقل، من هيئة السكة الجديد والخطوط الجوية والبحرية والنهرية.. و.. و.. 

* ولقد أطربني جداً بأن معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك قد قدم نفسه بصورة جيدة في اللقاءات الإعلامية الأولى، وبدا أنه يعرف الطريق الاقتصادي جيداً، وهو يركز على العملية الجوهرية التي تتعلق بالإنتاج، كما وعد بأنه سيعمل على مضاعفة الإنتاج كأسرع وأمثل وسيلة لاختراق الأزمة الاقتصادية… 

*وبفرض أننا نستفيد من تجاربنا الأخيرة التي مهدت إلى عمليات التغيير، بأن الأزمة الاقتصادية هي أس الأزمات وهي التي تصنع الثورات، فليس أدل على ذلك من أن الحراك الثوري الأخير قد تحرك لأول مرة من أمام مخبز صغير بمدينة عطبرة، عندما لم يجد تلاميذ عطبرة الثانوية الصناعية في ذلك اليوم خبز أفطارهم…

* على أن وجه الاستفادة من تجارب الأداء الاقتصادي الأخير، يتمثل في تفادي المجهودات الشكلية التي كانت متبعة، على جهود كبيرة أهدرت فيما يتعلق بغرفة تحديد أسعار العملات الأجنبية وملاحقة تجار الدولار، وإهمال قطاعات الإنتاج الأساسية مثل بنيات النقل،  وقد كان قطاع الصادر مكبلاً بالرسوم المتعددة التي تضاعف من تكلفة الإنتاج مما يجعل الصادر غير مجزٍ.. و… و…

* جيد أن يذكر السيد حمدوك في افتتاحية لقاءاته، أن يذكر مشروع الجزيرة، قاطرة الاقتصاد السوداني، وأن يعد بأن اهتماماً خاصاً سيحظى به مشروع السودان الأكبر، ولعمري أن الطريق إلى النهضة الاقتصادية الكبرى يبدأ من هنا.

 * صحيح أن المعرفة وحدها لا تكفي، على أن الذين كانوا يديرون الاقتصاد من قبلكم ما كانت تنقصهم المعرفة، وإنما كانت تخذلهم توفر الإرادة، ذات الامتحان يواجه حكومة السيد حمدوك، على أن الرجل القادم من المؤسسات الاقتصادية الدولية لم تنقصه المعرفة، فقط يحتاج لتوفر الإرادة والتخفف من الأعباء السياسية المرهقة… وليس هذا كل ما هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى