قائد المقاومة الشعبية!!

قائد المقاومة الشعبية!!

صباح محمد الحسن

طيف أول:

وشهيد أرادوا له بالموت أن يصمت

سبق له أن قال كل شيء!!

وقائد الجيش يعلن صراحة أنه يستند على المقاومة الشعبية في حرب، بعد أن قُتل فيها 16 ألف مدنياً ونزح أكثر من 9 مليونا، وقُتل فيها ثلاثة أرباع جيشه حسب اعتراف لسانه، وبعد ان دُمرت فيها البنية التحتية تماماً يأتي ويصفها بشهية مفتوحة للدمار أنها في بداياتها!!

ويتحدث القائد الأعلى للجيش ويكشف لخصومه أن الجيش أصبح ربعاً واحداً من كُله، وأن الثلاثة أرباع الآن هي من المستنفرين وكأن البرهان جاء لينعي نفسه ويقدم العزاء فيها بصفته القائد الذي قتل جيشه وجاء ليتبرع بشعبه وهو، الملتزم لهم بتسليحهم!!

والغريب إن ما ورد منه وتم ذكره جاء في عزاء شهيد ينتمي للمؤسسة العسكرية وليس للمقاومة الشعبية

ومحمد صديق البطل الذي عرفت قيمته الثورة وهو حي يرزق، وعرفه البرهان وفلوله بعد أن مات !!

وهذا الفرق بين معنى الفقد الحقيقي وبين الفقد المصنوع فالعبرة ليست فيمن يظّهِر حزنه يوم وفاتك، القيمة فيمن تسعده حياتك

فمحمد صديق ابن الميادين كلمة وموقفا وبسالة، والبرهان عدو الثورة، وواحد من لصوصها فمن ينعي من!!

ومنذ بداية الحرب قدم محمد صديق طلبه للانضمام للجيش بدوافع الوطنية الحقيقية الخالصة ليحارب بجانب إخوته لأكثر من مرة، ولكن ماذا فعل الجيش رفض طلبه وشكك في وطنيته وحاسبه بأثر رجعي على مواقفه الثورية.

و(الرهيفة التنقد) عبارة لن ينساها الجيش ولا الكيزان ودفع محمد صديق ثمنها غالياً طاردوه وحاسبوه عليها ونبذوه ولفظوه، لأنها زلزلت عروشهم وسكنت في عقولهم وشكلت لهم إزعاجاً كبيراً للحد الذي جعل البرهان في خطابه يقول (نحن ما عندنا محل رهيف) وهذا حديث العقل الباطني عند قائد الجيش الذي خرج منه دون قصد ليؤكد انه لا يتفق مع محمد صديق لا في مواقفه ولا يشبهه في المبادئ!!

وبعد ان انضم محمد صديق للمستنفرين وحمل سلاحه واستشهد جاء البرهان ليأخذ صورة مع طفله، يستدر بها عواطف الناس حتى يشجعهم على حمل السلاح لمواجهة الدعم السريع فالبرهان إن كان حقاً يحترم مواقف البطل محمد صديق لكان منحه مكانة ورتبة رفيعة يستحقها منذ بزوغ نجمه ولجعله في مقدمة قيادة الجيش لأنه أكثر وطنية وشجاعة وبسالة منه.

وحديث البرهان عن (ربع جيش) يعني أنه أعلن عن نفسه قائداً للمقاومة الشعبية بدلاً من القوات المسلحة !!

ومعلوم ان القائد الجيد لا يكشف عن ضعف صفوفه لخصمه ولو تبقى له جندي واحد يستند على كتفه، ولا يهزم معنويات قواته ولا يصفهم بأنهم ربعاً من وزن المعركة وأن الأغلبية للمقاومة الشعبية

ويدعو البرهان المواطنين لحمل السلاح، ولكن ليسأل نفسه ماذا جلب التسليح لمواطني التكينة غير القتل الجماعي، وماذا فعلت دعواته للاستنفار بولاية الجزيرة.

أيريد البرهان ان يدخل أهل نهر النيل العُزل في مواجهة مع الدعم السريع أيضاً مثلما أقحم مواطن الجزيرة فيها؟.

أليس من الأفضل أن يجلب الرجل سلاماً يحافظ به على أرواح شعبه بدلاً من إعلانه بداية حرب جديدة يستبدل فيها هذه المرة الجيش بالمواطن!!

وبعيداً عن أروقة المعارك وقريبا منها

ألا يعني سياسياً أن خطاب البرهان وكشفه لقدر ومقدار جيشه انه ينوي الذهاب في طريق السلام وليس طريق الحرب، فكل ما يجهر به البرهان في المنابر والخطابات الجماهيريه يفعل عكسه !!

طيف أخير:

#لا_للحرب

القوة الأكبر هل بات التدخل وارداً أم إن طريقه سيقطعه التفاوض!!

لا خيار ولا انتصار بالحل العسكري… الكلمة التي ظللنا نرددها منذ الطلقة الأولى

نقلاً عن الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى