عبد الله مسار يكتب : مبادرة حمدوك الوطنية (٢)

قلنا في مقال مبادرة حمدوك (١)، ان المبادرة كانت الأمل في الخروج من النفق المظلم وهي مُبادرة للوفاق والمصالحة الشاملة، وهي حل لمشاكل السودان الكثيرة، والكل يعلم أنّ مشاكل السودان سياسية ولدت أخرى اقتصادية واجتماعية، وقلنا في القوى السياسية رغم المحاذير والتخوفات انها الأمل والمخرج المُرتجى، وقلنا إن الدكتور حمدوك اكتشف المرض والعلاج.

ولكن جاءت المبادرة ناقصة ومهللة ومشلعة، ولكن قلنا ان هذه العلل ستعالج في حالة الآليات التنفيذية،   ولكن وضح ان آليتها التنفيذية اقصر قامة وأكثر هزالاً، أقل ما يقال عنها إنها لم تخرج من قحت وهي وسيلة حوار داخلي بين مكونات الحرية والتغيير، وهذا الحوار ناقص لأنه غيّب أحزابا قحتاوية كانت ضمنها،  قامت بنفس الدور كالبعث السوداني والشيوعي  وبعض فصائل أخرى، وغيّبت كل القوى الإسلامية التي كانت تعارض النظام السابق وخلت من الشمول السوداني، وكنا نعتقد أنها تتسع لتكون أكثر شمولاً  وعلى قدر الأزمة السياسية السودانية الخانقة، ولكن تكوين اللجنة جاء صفراً من التوقعات، بل جاء اقرب  الى الجودية والحوار داخل البيت الواحد بين الزوج وأبنائه وزوجته، وبتوفيق الأوضاع داخل الحرية والتغيير وحلحلة الخلافات داخل الحاضنة السياسية  دون سواها.

بل خلت حتى من العسكريين في مجلس السيادة  والمؤسسات العسكرية القائمة، لأنهم شركاء في الفترة الانتقالية وهم ضامن الانتقال ومحل ثقة الشعب في ظل هذه المُعادلة ذات الميزان  المائل، وفي ظل حاضنة سياسية هم قلة في العدة والعتاد والعدد، بل هي أفقر من أن تحل مشاكلها، ناهيك عن مشاكل السودان، واعتقد ان اليسار يحاور نفسه وهي فاشلة وأول فشلها خروج بعض عضويتها منها، وأكثر فشلها أنها لم تحسن التنوع السوداني فيها، ولم تحسن إدارته كماً وكيفاً، وأعتقد ان المبادرة ولجنتها منكفئة على الذات والنظرة الضيِّقة، وأعتقد أن الأحزاب الحاكمة لم تسعَ لتوسيع الماعون السياسي والوطني وهذا الضيق يذهب بريحها ويتركها في الصقيعة، ولذلك هذه فرصة لهم لمزيدٍ من الكنكشة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب،  ولكن كنا نعتقد أن الهم الوطني أكبر من الهم والغرض الشخصي، ولكن يبدو أن القوى السياسية الحاكمة  تنظر إلى المنافع الخاصة لها ولأحزابها أكثر من منفعة الوطن، الآن في مرحلة الهلاك والبلد تمر بمُنعطفٍ خطير يحتاج فعلاً للإجماع الوطني، ولكن أعتقد أن الحاكمين لا يشعرون بذلك!

السودان في مفترق طرق، وهُنالك مُهدِّدات كثيرةٌ تُحيط به من المعاش حتى الصراع في إثيوبيا!

إذن، الأمر أخطر من لجنة تلتقي بالنسب في الجد السياسي والأيديولوجي وأكبر من مجموعة تنظر إلى الثرى،  الأمر كبيرٌ وخطيرٌ، وطالما أن الحاكمين وأحزابهم ليست لديهم حلول، علينا ان نذهب إلى الانتخابات العاجلة لتحدد قيمة كل حزب، وكذلك نرجع الأمانة إلى صاحبها الأصلي وهو الشعب.. هذا هو الحل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى