طهارة الإسلاميين وتطهيرهم!!

يُحكى أن أول قرار اتخذه الراحل محمد خوجلي صالحين، غداة تعيينه وزيراً للثقافة والإعلام في عهد مايو، هو إحالة مدير التلفزيون محمود أبو العزائم إلى التقاعد…

* ثم دارات الأيام دورتها، فكان من أوائل التعيينات في عهد الإنقاذ، إصدار قرار بتعيين السيد محمود أبو العزائم مديراً عاماً للتلفزيون، ثم لم يمض طويل وقت حتى تم تعيين الأستاذ محمد خوجلي صالحين وزيراً للثقافة والإعلام…

* هنا حدثت مفارقة مدهشة، بحيث سارع مدير التلفزيون أبو العزائم بتقديم استقالته إلى مكتب الوزير قبل تسلمه مهامه قائلاً… لن أترك التاريخ يعيد نفسه وأنا أعلم علم اليقين بأن أول قرار سيتخذه صالحين هو إحالتي للتقاعد.. على الراحلين الكبيرين صالحين وأبو العزائم الرحمة والرضوان….

* والشيء بالشيء يذكر، لقد بات في حكم المؤكد هو أن أول قرارات سيتخذها مجلس وزراء قوى الحرية والتغيير، هي إرسال رموز النظام السابق في الخدمة المدنية إلى الصالح العام، على أن من أوجب واجبات الوزراء الجدد، بحسب برنامج الكتلة، هو (تنظيف أجهزة الدولة من الإسلاميين)، بحيث أن أهم مقومات الوزير الجديد، ليس هو أن يكون عدواً شرساً للإسلاميين والتوجه الإسلامي فحسب، بل ان يكون له سجل مشرف ومشهود في مناهضة الإسلاميين منذ عصر الدراسة الجامعية إلى عهد عمله بالمنظمات الدولية..

*  إذ في الغالب أن الوزراء الجدد ينحدرون من المنظمات الدولية ومؤسسات (الأمم المتحدة علينا).. ذلك حسب السير الذاتية لهؤلاء الوزراء، فضلاً عن توجهات كبيرهم معالي الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الموقر الذي هو بامتياز ابن المنظمات الدولية، ولهذا وذاك ستكون الحكومة المقبلة لا محالة  حكومة كوادر منظمات دولية. 

* وسبق أن صرح أحد أعضاء لجان ترشيح الوزراء الجدد، بأن الشرط  الذي لا يمكن التنازل عنه هو، أن يكون الوزير المرشح ممن يناهضون فكر الإسلاميين، ويفضل من  له سجل معتبر في هذا الشأن، لهذا أن طاقم الوزارة الجديد سيأتي إلى سدة الوزارة محمولاً على متن التشفي والتطهير والثأر والأخذ بجريرة الاعتقاد والانتماء، حتى لو لم تثبت أية تهمة، بحيث يكفي أن تكون ذا توجه إسلامي لتكون ضمن كشف المطهرين والمتطهرين/ الأشرار/ الأطهار..

* لهذا وذاك أدعو من هذه المنصة كل (الضحايا المحتملين) من الإسلاميين أن يسترشدوا بعبارة السيد أبو العزائم “لن أترك التاريخ يعيد نفسه وأمنحه شرف إقالتي مرة أخرى وسوف أتقدم باستقالتي”، ومن ثم يتقدم كل من تنطبق عليه شروط (الطهارة والتطهير) باستقالته لتكون هذه الدورة من الحكم السوداني خالصة لغير الإسلاميين من اليساريين والليبراليين والعلمانيين ولتنظر كيف يعملون…  وليس هذا كل ما هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى