مليونية 30 أغسطس!!!

* قدم تجمع المهنيين الدعوة لإقامة (مليونية المفقودين) في يوم الجمعة القادم 30 أغسطس الجاري..

وهي دعوة في اعتقادنا تكشف (تناقضات) خطاب قوى الحرية والتغيير ومكوناتها بشأن قضايا البلاد واهتماماتها تجاه المواطنين، وتفاعلها مع قضاياهم وهمومهم

* حجة تجمع المهنيين بعد توافر المعلومات، تقوم على أن التظاهرة تأتي مرة أخرى تحت غطاء (أحداث فض اعتصام القيادة).. وبالتأكيد أن هذا يتعارض كلية مع الوثيقة الدستورية،  وما تضمنته من موجهات وآليات تقوم بها السلطة الجديدة لمعالجة قضايا المتأثرين بقضية فض الاعتصام ،وبالتالي أي حديث بخلاف ما ورد في الوثيقة يعتبر تشكيكاً في آليات (الحكومة الجديدة) وهذا عينه ما يقوم به تجمع المهنيين، برغم أنه جزء أصيل من هذه الحكومة منذ يوم السابع عشر من أغسطس الحالي.

* منذ اختيار أعضاء المجلس السيادي، وبداية المشاورات لتعيين حكومة حمدوك كان الشعب السوداني ينتظر من قوى الحرية والتغيير ومكوناتها دعما ًومساندة لهذه الحكومة، وتأييداً معلناً تنفذه قوى الحرية والتغيير لتبدأ حكومة حمدوك مشوارها على طريق (معبد) للوصول إلى نتائج وأهداف الثورة بأسرع ما تيسر، إلا ان الواضح الآن شروع قوى الحرية والتغيير  في وضع (العراقيل والمطبات) أمام حكومة حمدوك..  وما دعوتها للثوار للخروج في مليونية المفقودين، الا إعادة لأجواء التصعيد الثوري وأسلوب المواكب والمسيرات، التي قطعًا سوف تؤثر سلبًا على حركة الحكومة الجديدة، التي لم تعلن بعد أسماء وزرائها .. بالإضافة إلى أن المسيرة المليونية المزمعة ستمثل (إحراجاً) لحمدوك رئيس الووراء الجديد، وهو يحاول أن يتحسس طريقه ويبدأ بداية موفقة، لكن يبدو أن (مطبات) المسيرات المليونية له بالمرصاد.

* ينتظر المواطن  أن تقوم الحرية والتغيير بإخراج مليونيات مؤيدة وداعمة لحكومة حمدوك، لا أن تجاهر بالتصعيد ضدها، وكأن حمدوك قام بترشيحه المؤتمر الوطني وبقايا النظام السابق، وكأنه لم يأت بإجماع المكونات الرئيسية في (ق ح ت) .. بهذه المسيرة تصنف قوى الحرية والتغيير حمدوك في خانة (العدو) الذي تجب مناهضته.. وبهذه المسيرة تصنف (ق ح ت)حكومة حمدوك على أنها حكومة تستحق أن توضع أمامها المتاريس.

* توقع المواطن البسيط الذي يعاني أسوأ موجة أمطار وسيول، في تأريخه بالإضافة لفيضان غير مسبوق في مناسيب النيل، كان هذا المواطن يتوقع أن تخرج قوى الحرية والتغيير لمساندته ضد الفيضان ودرء آثار الأمطار والسيول التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد..  لكن بدلًا من هذه التوقعات التي قفزت إلى أذهان المواطنين فاجأت (ق ح ت) الجميع بمليونية المفقودين، وتناست المئات الذين قضوا جراء الفيضان والسيول.

* بلغ عدد الذين توفوا جراء السيول والأمطار والفيضان 63 شخصًا وعدد المصابين تجاوز الـ 186 شخصاً على مستوى السودان .. لكن لجنة الأطباء المركزية التابعة لـ (ت ج م) تجاهلت كل ذلك، ولم نقرأ في بياناتها أي حديث عن هذه الكارثة وإحصاءات الموت والفقد بسببها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى