الدور (السعودي) في تحقيق اتفاق خمسة يوليو!!

* لم يكن بمستغرب الدور الذي لعبته الرياض عن طريق سفيرها بالخرطوم علي بن حسن جعفر في تقريب وجهات النظر، وتهيئة مناخ التفاوض بين الطرفين الرئيسين في السودان عقب الإطاحة بالبشير، وهما المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اللذان كان لهما النصيب الأكبر في وضع نهاية للنظام السابق الذي امتد حكمه لثلاثين عاماً.

* دور المملكة كان بادياً للعيان في لقاءاتها المختلفة مع القوى الفاعلة اليوم في الساحة، وعلى رأسها قوى التغيير المتحكم الرئيسي في الشباب الثوري، وصاحبة السهم الوافر في تحريك السارع السوداني والمطالبة الرئيسية بتلبية مطالب ثورته.. وقد نجحت قوى التغيير في صناعة مجدها من خلال أسابيع الاعتصام داخل حرم القيادة العامة للجيش، وأكدت على ذات المجد بإخراجها للشارع بمواكبه المليونية في يوم الثلاثين من يونيو، وهي القوة الحقيقية التي يكفي إعلان منها لخروج الشارع مجدداً، وبهذا حصلت على أكبر نصيب في مفاوضاتها مع المجلس العسكري لتشكيل حكومة انتقالية.

* كانت الرياض حاضرة في مجموعات التوسط غير المعلنة، وبرز دورها مع بقية سفراء دول “الترويكا” وجلوسهم مع أطراف الشأن السوداني، الأمر الذي شكل حركة ضغط واسعة هيأت للاتفاق الذي تم مفسحاً المجال لتشكيل حكومة سودانية مدنية، تقوم بواجباتها مع المواطن السوداني وتحتفظ بعلاقات إقليمية ودولية متميزة.. خاصة أن دور السلك الدبلوماسي العربي والأفريقي جاء داعماً للمبادرة المشتركية الأثيوبية الأفريقية التي نجحت في الوصول سريعاً لاتفاق الخامس من يوليو.. وما سهل من مهمة الرياض علاقتها المتطورة مع المجلس العسكري والثقة التي تتحلى بها عند قوى الحرية والتغيير.

* اهتمام دول الإقليم الأفريقية والعربية الكبير بالشأن السوداني ينبع من أهمية الاستقرار الداخلي للسودان لهذه الدول، فهي تسعى جاهدة لتجنيب السودان سيناريوهات العنف أو الانجرار إلى دورة الدول الفاشلة، لعلمها يقيناً ماذا يعني هذا بالنسبة لأمنها القومي.. للسودان موقع ذي تأثير عالٍ على كافة جيرانه، بالإضافة للتعقيدات الإثنية التي تجمع السودان بتلك الدول خاصة في التركيبات السكانية على حدود كل دولة.. ومن هنا جاء الاهتمام بالشأن السوداني من المحاور الإقليمية والدولية، خاصة إذا ما استصحبنا الحالة الليبية التي أنتجت دولة فاشلة ترزح في الفوضى.

* جاء في الأخبار أن وزير الخارجية السعودي أحمد العساف سوف يحضر حفل توقيع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير على وثيقة الاتفاق، مثلما أن العديد من الدول ربما بعثت بقيادات رفيعة لحضور حفل التوقيع، والذي ربما يشهد حضور بعض الرؤساء.. تأكيداً على أهمية ما توصل إليه من اتفاق.. وربما حضرت من المملكة حفل اللقاء شخصية قيادية رفيعة تتجاوز في مقامها مقام وزير الخارجية.

* العلاقة التي تجمع المملكة العربية السعودية مع السودان علاقة ذات أسس راسخة تجعل من دعم الاستقرار في السودان هدفاً سعودياً استراتيجياً، يلبي تطلعات شعبي البلدين للوصول لمنافع متبادلة توضع في رصيد الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى