الجزيرة.. الإهمال.. كشف المستور

تقرير: أحمد الطيب المنصور

اللقاء الذي جمع والي ولاية الجزيرة اللواء الركن أحمد حنان بمراسلي الصحف والقنوات الفضائية، كشف حجم الإهمال الذي تتعرض إليه الولاية من قبل المركز وتركها تغرد لوحدها في ظل تقاعس الجهاز التنفيذي ممثلاً في منظومة الإداريين بالمحليات والبيروقراطية والعقم في الإجراءات الذي تمارسه وزارة المالية الاتحادية والولائية على الرغم من تفاؤل الوالي بأن الإعلان الدستوري أول لبنة أساس صحيح والبداية الحقيقية لتأسيس حكم السودان .

والي الجزيرة اللواء الركن أحمد حنان، وقائد الفرقة الأولى مشاة، قال إنه أكمل ثلاثة أشهر منذ تكليفه من قبل المجلس العسكري لتولي سدة الحكم بولاية الجزيرة وإن مقتضيات التكليف محصورة في معاش الناس والأمن وخدمة مشروع الجزيرة، واعترف منذ توليه أن بحاجة الولاية اليومية لـ 15 ألف جوال دقيق وأن ما يصلها لا يزيد عن  6 آلاف وفي أحسن الأحوال 7 آلاف جوال دقيق بنسبة اقل من 50٪ من الحاجة الحقيقية مما أدى إلى استمرار الأزمة وظاهرة الصفوف.

 وكشف والي الجزيرة أن الحصة المحددة تحتاج إلى متابعة داخل الأحياء مستنجداً بلجان المقاومة لمراقبة المخابز بالأحياء، مشيرًا إلى أن هنالك أزمة ضمير، وقال إن المتلاعبين يجب قطع رقابهم .

أما في مجال الأمن، فقد كشف والي الجزيرة أن جهاز المخابرات العامة كان غائباً عن المشهد بسبب الدمار الذي تعرضت له مقاره في عدد من المحليات، وقال إنه تم تعيين مدير جديد تم تعيينه وباشر مهامه وانضم الجهاز الى المنظومة الأمنية بالولاية . 

وكشف الوالي عن وجود عصابات النيقرز في مناطق السوق المركزي وحي عووضة، وأن الأسواق تحتاج إلى إنارة في الفترة المسائية لإيقاف ظواهر سلب الموبايلات.

أما في مجال تخفيف آثار السيول والأمطار والتي تضررت بها مناطق واسعة من الولاية في ظل شح المعينات المتوفرة والمتمثلة في 25 خيمة و 4 آلاف مشمع يكشف ضعف الاستعداد في مجال طوارئ الخريف والخلل الإداري الذي عاشته الولاية في حقبة الوالي محمد طاهر إيلا بإسناده لرئاسة لجنة الطوارئ لشرطة الولاية على الرغم من أنها من صميم عمل التخطيط العمراني والمحليات وأن دور الشرطة يجب أن يأتي في إطار إدارة الدفاع المدني والإسناد فلا توجد رؤية استراتيجية لطوارئ الخريف، فالمناطق التي تتعرض للسيول نفس المناطق منذ سنوات إلى جانب الأخطاء القاتلة في توزيع خطط سكنية في مجاري السيول والمصارف، وكأن الأجهزة الخدميه تعشق الوقوع في الأخطاء إلى جانب تقاعس وكالة الري عن صيانة الترع قبل وقت كافٍ بدعوى عدم توفير الأموال للشركات التعاقدية العاملة في تنظيف الترع وإعادة تأهيلها بسبب البيروقراطية الإدارية بوزارة المالية الاتحادية حتى إن والي الجزيرة قام بتسليف عشر من عربات المؤتمر الوطني التي صادرتها حكومة الولاية لمتابعة الاختناقات في الترع إلى جانب تسبب مصرف الشوال في غرق عدد من القرى وخروج 12ألف فدان من دائرة الإنتاج بعد غمرها بمياه الأمطار .

كما شكا والي الجزيرة من تقاعس الأجهزة الإدارية بالمحليات بدعوى عدم توفر المتحركات التي تم تمليكها للموظفين في عهد إيلا . فلاي عقل محلية يوجد بها 35 ضابطاً إدارياً مثل محلية مدني الكبرى وينحصر دورهم الأساسي في التحصيل فقط ـ على حد تعبير والي الولاية .

أما الطرق داخل حاضرة الولاية كشفت حجم التنمية الكذوب التي تيشدق بها بعض منسوبي النظام السابق والأخطاء الهندسية القاتلة والتي يقف على رأسها طريق حديقة وقيع الل،ه والذي يقف شاهداً على حجم الفساد وإهدار المال بعد ردم المصارف بالحصى لتكشف الامطار زيف الطريق الذي وقف على تنفيذه د. محمد طاهر إيلا حتى إن هنالك عدداً من المحامين بمدينة ود مدني قد شرعوا في إعداد عريضة لفتح بلاغ في مواجهة والي الجزيرة السابق محمد طاهر إيلا والمسؤولين عن تنفيذ الطرق من شركات واستشاريين .

هذه القضايا التي طرحها والي الجزيرة تكشف الخلل في الاهتمام من قبل المركز بحاجة الولايات خاصة في فصل الخريف مما يهدد بكوارث بيئية وصحية وانتشار الأوبئة والأمراض خاصة الملاريا والإسهالات المائية مما يستدعي قيام أجسام تنسيقية تعمل بصورة إسعافية بعيداً عن بيروقراطية موظفي الخدمة المدنية، فولاة الولايات المكلفين لن يستطيعوا سد الفراغ في ظل الفساد الذي يضرب جميع المؤسسات المعنية بتوفير الخدمات للمواطن الذي يعاني من العوز والجوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى