لكم دينكم ولي تجارتي

الحمد لله بعد أدائي الفريضة وعودتي وأنا من السالمين والغانمين من الأراضي المقدسة.. وأنا سعيدة إذ كنت في رفقة نفر كريم تشرفت بمعرفتهم عن قرب من إخوتي من المركز العام جماعة السنة المحمدية.. أو جماعة شيخ الهدية كما يحلو لبعضهم تفريقاً لهم عن جماعة أنصار السنة شيخ أبوزيد.. وسأعود للحديث عنهم في مقال آخر.

حقيقة أحببت أن أنقل للقراء الأعزاء مقتطفات معلوماتية  من قناة “اقرأ” وأنا مشتركة بهذه القناة الفخيمة.. إضافة إلى انبهارنا نحن  النساء بأسواق المملكة الضخمة التي تجد فيها كل ما تبحث عنه.. بضائع جيدة جداً جودة عالية وصناعة صينية.. مما نسف مقوله إنتاج صيني ضعيف.. حتى جرس الباب الناطق بالسلام عليكم.. ينطق  بلسان صيني فصيح.. ولا انسى ونحن صغار أكياس المخدات الصينية ومكتوب عليها سلامة عليكم..

يبدو أن ما ينتج وما يستهدف به أسواق المملكة إنتاج غير

وأيضاً أكتب وفي الحلق غصة عندما جاء خبر نفوق 25 رأساً من الماشية في ميناء جدة.. صادر الضأن السوداني مما يتطلب الأمر بيان من وزارة التجارة الخارجية..

نعود للأسواق بالمملكة والصين العظيمة.. 

“لكم دينكم ولي تجارتي”.. هكذا يستفيد المارد الصيني من موسم الحج. 

من المفارقات التي رصدها زئيفي باريل محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن أكثر المستفيدين من موسم الحج بعد الحكومة السعودية هي الشركات الصينية التي توفر معظم الهدايا وألعاب الأطفال والأجهزة الكهربائية الرائجة في البقاع المقدسة. 

ويطالب السعوديون البائعين كل عام بشراء بعض المنتجات المُصَنَّعة في البلدان العربية؛ لضمان حصول الدول الشقيقة على حصةٍ من الأموال التي ينفقها مواطنوها في موسم الحج.

وبالرغم من أن هذا الطرح التكافليّ حاضرٌ في الأذهان، إلا أن المقترح لم يجد طريقه إلى التطبيق العملي حتى الآن؛ ربما لعدم وجود بديل رخيص وموثوق لما يقدمه المنتجون الصينيون للحجاج المسلمين. 

الدولة اللادينية التي يعتمد عليها المسلمون لأداء فريضة الحج 

لا تزيد نسبة من يؤمنون بعقيدة دينية في الصين عن 10%، من المليار و320 مليون صيني، وفقاً للأرقام الحكومية الرسمية. ولا غروَ أن تكون قصة الخلق في الميثولوجيا الصينية تختلف عن قصة الخلق في الديانات السماوية. 

تقول الأسطورة المنشورة على صفحات مجلة “الصين اليوم”: “إن الدنيا كانت عبارة عن بيضة كبيرة مظلمة من الداخل وفي قلبها ” بان قو (خالق كل شيء في اعتقاد الصينيين) ، الذي فصل السماء عن الأرض ووقف بينهما رافعًا السماء برأسه وواضعًا الأرض تحت قدميه.‎ 

قصة الخلق في الميثولوجيا الصينية

بعد موت «بان قو» تحولت عيناه إلى الشمس والقمر، وصارت أطرافه هي الجبال، أما دمه فأصبح البحار والأنهار والبحيرات، وتحولت أوتاره وشرايينه إلى الطرق، أما لحمه فأصبح الحقول، وصار شعر رأسه النجوم، وتحول جلده وشعر جسمه إلى زهور وعشب وشجر، وعظمه إلى معادن وأحجار، أما نفَسُه فتحوّل إلى ريح وسحب متقلبة، وصارت عروقه مطرًا وندى يرويان المخلوقات، بحسب أسطورة الخلق الصينية.

وأبو البشر عند الصينيين ليس آدم، وإنما «فو شي»، وأمهم ليست حواء، وإنما «نوي وا»، التي خَلقت في ستة أيام أنواع الحيوانات المستأنسة: الطيور، والكلاب، والغنم، والخنازير، والمواشي، والخيل. وفي اليوم السابع استخدمت الطين لتشكيل هيئة الإنسان. وكانت «نوي وا» مسؤولة عن حماية البشر، بينما كان فو شي مسؤولًا عن الزراعة والقنص.

وبرغم هذه الاختلافات الدينية الجذرية، فإن معظم المنتجات التي يشتريها المسلمون خلال موسم الحج، مثل: سجادة الصلاة والمسبحة، لا تُصنَع محليًا داخل السعودية، بل بعيدًا في تلك الدولة التي لا يؤمن نحو 1.2 مليار شخص من أهلها بأي دين، سماويًا كان أو أرضيًا. 

وتتفاخر صحيفة «الشعب اليومية» في الصين، بأن قطار المشاعر المقدسة، صنعته الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية، ويعد أكبر مشروع من حيث طاقة النقل، والأكثر تعقيدًا من حيث أساليب التشغيل، والأقصر مدة من حيث التنفيذ، والأعلى من حيث درجة الحرارة الخارجية عند التنفيذ والتشغيل؛ ليستحق بالفعل لقب «معجزة هندسية» في تاريخ بناء السكك الحديدية العالمية.

وقبل أيام قلائل، أنهت «الشركة الصينية المحدودة لإنشاء السكك الحديدية (سي آر سي سي)» تقديم خدماتها من أجل تشغيل قطار المشاعر في مكة لموسم الحج، خلال سبعة أيام عملت الشركة خلالها 156 ساعة عبر 2.4 مليون رحلة.

ومن اللافت أن الصين استطاعت بذكائها التجاري أن تلبي احتياجات ملايين المسلمين، حتى أن شعار «صنع في الصين» يكاد أن يكون حاضرًا في كل محراب صلاة، وملموسًا في كل شعيرةٍ إسلامية.

ومهما كان الاختلاف العقائدي شاسعًا، سيستمر الصينيون في مغازلة هذه الشريحة الاستهلاكية المغرية في موسم الحج الحاشد، وهم يدركون أن المسلمين لن يتوقفوا عن زيارة هذا المركز الروحي والتجاري؛ لأنهم ببساطة لا يستطيعون أداء فريضة بالحج في أي مكان آخر.

ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى