محمد طلب يكتب: يا خوفي على جبرة وكاخوفسكايا والحلفايا وكل الخفايا (1)

محمد طلب يكتب: يا خوفي على جبرة وكاخوفسكايا والحلفايا وكل الخفايا (1)

(كميله وقراديشي الجميلة وفاغنر الروسية وأم دافوق السودانية)

كميلة فتاة جميلة ومهذبة خجولة ذات ابتسامة ساحرة تدرس اللغات في السنة الأخيرة بالجامعة العريقة بالخرطوم حرمتها الحرب اللعينة من الفرح بتخرجها ولا تدري ما يخفيه الغد…. تجيد اكثر من لغة قبل دراستها الجامعية وتعرف كثيراً من اللهجات المحلية.

هي الان تقريباً في عمر ابيها عندما تزوج والدتها (اولغا) الاوكرانية الاصل مسيحية الديانة (وقت زواجها) المسلمة بعد سنوات البيضاء في (توب السمراوات) السوداني (تفرك البامية وتعوس القراصة).. وبثقافة نساء السودان (تتحنن وتدخن) و(تكفي الدلكة) تصلي وتصوم و(تبل الابري) و(تلخ عجين العصيدة وتسوطا) في رمضان و تعزي عند الموت و(تواجب) في الافراح و(تخت ماعونا) مثلها مثل نساء الحي… َ(اولغا) سودانية كاملة الدسم إلا انها شقراء…….

اول مرة ارى فيها (كميلة) كانت طفلة صغيرة بمنطقة الثورة الحارة (12) منزل جدها (ود توم) وعمتي (رقية بت ود الخضر) وكلاهما (مشلخ لا وراء) واصابتني الدهشة وانا اسمعها (اي كميلة) وهي تقول للاطفال الذين كانوا يلعبون معها (يا إيال كِسوا) حينها ضحكت وتذكرت انها قضت اعوام عمرها الاولى بمدينة نيالا المنتحبة هذه الايام وبالتالي طبيعي ان تكتسب جمال لهجة اهل دارفور ولو سمعتها وانت مغمض العينين فلا يراودك الشك انها طفلة من (ام دافوق) بغرب السودان حيث كان والدها (الصادق) احد المهندسين الذين بنوا جسر (ام دافوق) في حين ان مسقط رأسها (قراديتشي) شمال وسط اوكرانيا الملتهبة الان ايضاً ويوجد بها اخوانها كمال وخالد و(ود توم) ولبنى اللطيفة الظريفة ويا ويح قلبي مما انتاب هنا وهناك من قتل وهلاك.. ويا ويح قلب هذا الملاك…

و(كميلة) في لون (الخواجات) عاشت طفولتها في امان وسلام مع (الزرقة) في دارفور كما ادهشتني ذات مرة وهي ترقص على ايقاع الدليب وانغام الطمبور بطريقة اكثر من رائعة فوالدها وجدودها من ديار الشايقية.

يالها من رائعة خليط من القراصة و(البولشكي) وهو خبز اوكراني تصنعه السيدات بالمنازل (وقد يختلف الايدام والقمح واحد) انه الجمال عندما تلتقي (الكاشا) مع (البربور) وكلاهما (مديدة) الا ان الكاشا من القرع بينما البربور من البلح و(قراديثشي) و(الحجير) كلاهما شمال بلاده وحساء (البورش) الاوكراني ربما يرتبط (بالبوش) فنحن هنا دوماً (نفت) الاشياء ونخلطها نعشق (الفتة) ونحب (الشمار) ونثير الغبار ونفتعل الشجار

فلو قلت لهم اننا لا نعرف عن (القرع) وهو اكل النبي صلى الله وسلم (اليقطين) الا عجنه وخلطه بالكسرة المرة والشطة القبانيت و(خمجنا البنعرفوا) بينما اولئك القوم (الشُطار) يتفنون فيه ويصنعون منه الحلو والمالح والكثير المثير غير (ملاح القرع) وربما يعصرونه خمراً…. ربما يهدرون دمي لا لذنب جنيت سوى انني قلت (الشُطار) ولم اقل (الكفار)

والان الحرب هنا وهناك والكفر والايمان هنا وهناك و(كميلة) ووالدها (الصادق) هنا في (جبرة) المشتعلة وقلوبهم هناك في (قرادتشي) حيث (لبنى) ووالدتها (اولغا) هناك وقلوبهم هنا

وللحكاية بقية…

نعود…..

سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى