الفساد الاداري

*عقب التوقيع على اتفاق نيفاشا في العام 2005م ووقف الحرب مع الحركة الشعبية، وبدء إنتاج النفط عبر الحقول في أرض الجنوب، كان جل خبراء الاقتصاد ينادون بضرورة الاستفادة من أموال النفط في الإنتاج الزراعي ولم يحدث هذا، وحينما اشتد النقد في هذا الجانب كانت النهضة الزراعية التي فشلت، بسبب سوء الإدارة.

*الإعلام الذي وجده سد مروي عند الإنشاء كان ضخماً جداً وصوّر لأهل السودان أن قيام هذا السد سيُنهي “قصة قطوعات الكهرباء”، احتفل السودان باكتمال السد الذي صرفت فيه ملايين الجنيهات بمشروعاته المصاحبة، وتم إنشاء مطار فخم في مروي لم نستفد منه حتى الآن، وعادت قطوعات الكهرباء في قلب العاصمة.. أيضاً سوء إدارة.

*العشرات من المشروعات التي قامت في السنوات الماضية لم تقدم خدمتها للمواطن بسبب سوء الإدارة الذي يدخل في كافة مناحي الحياة، بما في ذلك الرياضة التي  لم تتقدم رغم تأسيس السودان للاتحاد الافريقي لكرة القدم.

*في العام 2007م كان الهلال من أقوى أندية أفريقيا، وتقدم في البطولتين العربية والأفريقية، ولكنه خرج من العربية على يد المجد السوري وغادر البطولة الأفريقية من نصف النهائي على يد النجم الساحلي التونسي، وأيضاً كان ذاك الخروج بسبب سوء الإدارة.

*في تلك الفترة كان رئيس نادي الهلال الأرباب صلاح إدريس، وبسبب خلاف بسيط مع أحد اللاعبين استخدم الأرباب “ديكتاتوريته” في الإدارة ورفض إشراك الحارس الأول للفريق والذي كان متألقاً في البطولتين المعز محجوب، وأصر على إشراك الحارس البديل أبوبكر الشريف فخرج الهلال من البطولتين، وكان هو الأقرب بالفوز بالعروس الأفريقية في ذاك العام.

*منذ العام 2007م والهلال ظل مشاركاً في البطولة الأفريقية دون أن يحرز الكأس بسبب التخبط الإداري وسوء القيادة الإدارية، في كل عام تستجلب الإدارة لاعبين محترفين دون قامة الهلال، ويتم شطبهم بعد عام واحد وربما لا يكملون العام.

*وفي إحدى السنوات استجلب الهلال اللاعب المميز الشيخ موكور، وتم شطبه بعد خروج الهلال من البطولة الأفريقية مبكراً، ولم يكمل العام، فذهب موكور لهلال الأبيض ونجح معه حتى احترف في الدوري المصري.

*أمثله كثيرة تشابة قصة موكورا هذه حدثت في هذا النادي العريق بسبب سوء الإدارة، وآخرها المدير الفني الحالي للفريق نبيل الكوكي الذي درب الهلال من قبل وذهب ثم عاد وذهب وعاد وربما يذهب هذه المرة دون عودة.

*إن أراد الهلال الوصول إلى منصة التتويج لابد من إدارة تجيد فنون التعامل مع كافة الملفات خاصة ملف المحترفين.

*سوء الإدارة هو الذي أخّر السودان سنوات بعيدة، وإن لم نجد حسن إدارة في كافة المجالات، فلن نتقدم نصف خطوة للأمام.

*الفساد الاداري اخطر بكثير من الفساد المالي وفي كلاهما أهدار وتاخر للتقدم والتنمية المنشودة.

*نسأل الله ان تكون الفترة الانتقالية بها الكثير من الشفافية وانعدام للفساد بكافة أشكاله حتى نري السودان في مقدمة دول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى