الجيش والدعم السريع.. “منعطف خطير”

الجيش والدعم السريع.. “منعطف خطير”

تقرير- صبري جبور

دقت القوات المسلحة، ناقوس الخطر من انفتاح قوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم وبعض المدن دون موافقتها وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، في بيان، إنه “يقع على عاتق الجيش دستورًا وقانونًا حفظ أمن وسلامة البلاد، وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، فيما أكدت قوات الدعم السريع، أنها تعمل بتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها.. وأوضحت قوات الدعم السريع في بيان، أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت مزاعم بأن قوات الدعم السريع، قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي.. وأكدت أن وجودها بالشمالية، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء، ونوَّهت إلى أنها تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت.

حل سياسي

وتعليقاً على التوترات بين الجيش والدعم السريع، وتداعيات ومآلات الأوضاع، يقول الخبير الاستراتيجي اللواء (م) أمين مجذوب، إن هناك تحشيد من الجيش والدعم السريع، وأضاف “لكن في ضبط للنفس”، وتابع مازالت الاجتماعات بين القيادات لمحاولة نزع فتيل الأزمة، وأكد مجذوب في إفادة لـ(الصيحة) إنه لم ولن يصل إلى مرحلة الصراع المسلح، لافتاً إلى أن الأمر سياسي في المقام الأول، باعتبار كل جهة تحاول أن تدير أزمتها بافتعال أزمات أخرى.

وبشأن رمزية وجود الدعم السريع في مروي، قال مجذوب: إن مروي  فيها مطار عسكري ومدني وقاعدة جوية، وأضاف “بالتالي لا تقبل القوات المسلحة أي وجود غير عسكري في هذه المنطقة،  وأبان ” هذا المطار يغطي شمال السودان وشرقه وغربه، وهو يعتبر قاعدة جوية مساندة بديلة للقوات العسكرية الأخرى في السودان، بجانب إنه يستقبل كل الطائرات العسكرية المقاتلة وطائرات النقل الجوي. ويؤكد مجذوب خلال إفادته للصحيفة، أن الحلول تتمحور في إدارة الأزمة السياسية بسرعة والوصول إلى اتفاق بمسألة الدمج ورفع التوصيات لتضمين الاتفاق النهائي والانتقال إلى الحكومة المدنية، وقال: “حل الأزمة السياسية يحل كل الأزمات”، داعياً المكوِّن العسكري بالخروج من المشهد السياسي نهائياً وتسليم السلطة للمدنيين، وإكمال الفترة الانتقالية.

ونوَّه مجذوب إلى أن التدخل الخارجي ما عاد له تأثير، لجهة أن الأزمة داخلية بين مكونات عسكرية، وقال “ماعندها علاقة بالمدنيين وعليهم أن يبتعدوا عنها تماماً وأضاف” أي تدخل يزيد الموقف سوءاً، وتابع “لأنه قد يفسر لصالح أحد الطرفين”، وأكد مجذوب الكرة الآن في ملعب القيادات العسكرية وأن يجلسوا مع بعضهم البعض لأنهم يعرفون نقاط الخلاف والحلول.

صوت العقل

يرى المحلِّل السياسي محمد علي عثمان، إن ورشة الترتيبات الأمنية وما احتوتها من بنود دمج قوات الدعم السريع في الجيش، أفرز حالة التجيش الكثير، وقال عثمان في إفادة لـ(الصيحة): إن إدارة هذه الأزمة تحتاج إلى حكماء من الجانبين وتقديم تنازلات لإدارة الملف الأمني بصورة مرضية في الفترة الانتقالية، وأضاف “المطلوب الآن من القوى السياسية كافة بإعلاء صوت العقل وتقليب مصلحة الوطن بالوقوف على جانب واحد من الأطراف المتشاكسة ثم النظر مرة أخرى للجانب السياسي، وأشار محمد علي إلى أن القيادة العسكرية من الجيش والدعم السريع مواجهون بتحديات كبيرة في ظل الهجمة الشرسة التي تنادي بتوحيد الجيوش، ومن منظور عاطفي ومن غير جداول زمنية وترتيبات عسكرية كان لا بد من أن يقوم بها خبراء في المجال الأمني والعسكري سواء، ولفت عثمان بتماسك المنظومة الأمنية نضمن نجاح الفترة الانتقالية ومستقبل السودان، داعياً قيادة حركات الكفاح المسلح بأن تلعب دوراً استراتيجياً في التهدئة مقرونة بتنفيذ الترتيبات الأمنية والشراكة الماثلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى