القيادي في تحالف القوى المدنية والسياسية بشرق السودان صالح عمار لـ” الصيحة”: ما يجري في الساحل السوداني نهب منظَّم للموارد

القيادي في تحالف القوى المدنية والسياسية بشرق السودان صالح عمار لـ” الصيحة”: ما يجري في الساحل السوداني نهب منظَّم للموارد

المواجهات المسلحة بشرق السودان مستبعدة إلا إذا أرادت السلطة ذلك

لا بد من تشكيل حكومة مدنية تحارب الفساد وتصلح جهاز الدولة وتوفر الخدمات

الكتلة الديموقراطية نبت لا يصلح في أرض الشرق وهي جسم مؤقت سيتفكك مجرَّد الفطام من ثدي الدولة

نعمل على تنظيم جبهة مدنية سلمية تناهض نهب موارد الإقليم

 

الخرطوم: مهند عبادي

عقد تحالف القوى المدنية والسياسية في شرق السودان اجتماعاً مع الآلية الثلاثية أمس الأول، وأكد التحالف أن العملية السياسية تمثل المخرج المناسب من الأزمات، وأشارالقيادي بالتحالف صالح عمار، في حوار مع (الصيحة) إلى أن التحالف يدعم عملية السلام بشكل عام ويعتبرها أولوية في الوقت الراهن، مشيراً إلى استمرار التواصل مع بقية الكيانات لتشكيل الجبهة العريضة، واستبعد عمار حدوث مواجهات مسلحة بالشرق. وقال: إن الأوضاع لن تشتعل إلا إذا رغبت السلطة، وأكد دعمهم للعملية السياسية وقال: طالما سلطة الانقلاب أبدت موافقة على مغادرة السلطة بالحوار فنحن نرى أن هذا هو الحل الأقل تكلفة. هذا إلى جانب إفادات أخرى تطالعونها في الحوار التالي.

في البدء دعنا نتعرَّف على التحالف والغرض منه؟

في الحقيقة التحالف يرتكز على مبادئ أساسية وهي وحدة السودان وهزيمة انقلاب 25 أكتوبر، والتحوُّل الديموقراطي والسلام، ويضم في عضويته كل مكونات إقليم شرق السودان وأهمها الأحزاب الثلاثة الموقعة على الاتفاق الإطاري وهي: حزب التواصل والجبهة الشعبية المتحدة ومؤتمر البجا المعارض بجانب مؤتمر البجا الكفاح المسلح والقوى المدنية كما يحظى بتأييد من القوى الأهلية في الشرق.

التقيتم مؤخراً بالآلية الثلاثية ما الذي دار بالاجتماع؟

في لقاء التحالف بالآلية الثلاثية، أطلعنا الآلية على عمليات النهب المنظم الذي تتعرَّض له موارد الشرق، بمختلف الممارسات التي تتم سيما عبر محاولات شراء الساحل والموانئ والتعدين وغيره، كما أكد التحالف في الاجتماع دعمه للاتفاق الإطاري وتشكيل جبهة مدنية واسعة في الشرق لتأييد التحوُّل الديموقراطي والدولة المدنية.

هل لمستم رؤى واضحة من الثلاثية فيما يلي معالجة الانقسامات بالشرق؟

الآلية الثلاثية تعمل في ظروف بالغة التعقيد ونحن دائماً ما نوجه إليهم الشكر على مجهودهم في الوساطة بين الأطراف وهذا لايمنع أننا نختلف معهم أحياناً وهو اختلاف نعالجه بالتواصل المستمر معهم، وعموماً نحن من جانبنا أكدنا لهم التزامنا بالسلام والمدنية ودعمنا لكل مايحقق هذه الأهداف.

هل ستكون لديكم خطوات تجاه تهديدات الرافضين للإطاري؟

نحن في التحالف نرى أن هؤلاء قد هزمتهم الجماهير واتضح ذلك جلياً قبل فترة قصيرة عندما تم رفض إغلاق الميناء والمدن واضطروا لاستجلاب أفراد مسلحين استخدموهم في إغلاق بعض أجزاء الطريق، وهذا التسليح في تقديري مسؤولية الدولة ويتم تحت نظرها.

برأيك هل من المتوقع حدوث مواجهات مسلحة في شرق السودان؟

لا أعتقد ذلك، بل أؤكد لك بأن شرق السودان لن يتجه نحو المواجهة المسلحة إلا إذا أرادت السلطة ذلك، خاصة وأنه لايوجد مسلحين في الشرق إلا أولئك الذين ترعاهم السلطة.

ما الذي يمكن أن يقدِّمه التحالف الجديد لإنسان المنطقة ونقص الخدمات؟

بالطبع فإن مسألة الخدمات الأساسية تعتبر هم أساسي لإنسان الشرق وهم في ذلك في حقيقية الأمر مثلهم مثل بقية السودانيين، ولكن نحن في التحالف في الوقت الراهن نعلم أن الحديث عن أي إمكانية لخدمات جيِّدة لإنسان الإقليم يعد أمراً مستحيلاً، باعتبار أن ذلك لن يتحقق في ظل وضع الانقلاب الحالي، ولذلك فإننا نرى أن توفيرالخدمات الأساسية لن يتم إلا بعد تشكيل حكومة مدنية تحارب الفساد وتصلح جهاز الدولة وتحصل على مساعدات دولية وهذه هي الشروط المطلوبة ليصبح الوضع مهيأ للعمل في الصحة والتعليم والتي هي أولويات عاجلة وحق لأهل الشرق.

ما المصير الذي ينتظر اتفاقيات إنشاء الموانئ بساحل البحر؟

نحن في التحالف مع الاستثمار الراشد بالشروط المتفق عليها ونرفض توقيع أي عقودات تحت ظل سلطة الانقلاب ونعتبر أن مايجري في الساحل السوداني نهب منظم للموارد.

كيف سيتم تشكيل الجبهة التي تحدثتم عنها.. هل لديكم قبول على الأرض؟

نعم، الجبهة -حالياً- تضم أكبر عدد الأحزاب السياسية وتيارات مدنية مؤثرة، ولكننا لا ننغلق على أنفسنا ونرحب بالعمل مع الجميع ونحن في حوار مستمر مع كل قوى الإقليم من أجل تشكيل جبهة مدنية أكبر.

ماهو رأيكم في حملات التجييش والعسكرة بمناطق شرق السودان وأثرها على البلاد؟

في تقديري أن حملات التجييش وإنشاء المليشيات تتحمَّل مسؤوليتها الأجهزة العسكرية لأنها المعنية بالأمن، ولكن المؤكد أن هذه المحاولات فشلت نتيجة لوعي إنسان الشرق والذي رفض وقاطع المليشيات.

إلى أي مدى يمكن أن تنجح العملية السياسية في حل أزمة الشرق؟

الأولوية بالنسبة لنا في التحالف الآن تتمثل في تحقيق السلام خاصة وأن البلاد في حالة هشاشة ومهدَّدة بالتفكيك ووصلت الأمور إلى انسداد يدفع ثمنه الإنسان وبما أن سلطة الانقلاب أبدت موافقة على مغادرة السلطة بالحوار فنحن نرى أن هذا هو الحل الأقل تكلفة.

هناك آراء تقول بأن الكتلة الديموقراطية تستخدم الشرق لتعطيل الإطاري؟

الكتلة الديموقراطية نبت لا يصلح في أرض الشرق ولا أنحاء السودان الأخرى وهي جسم مؤقت يرضع من ثدي جهاز الدولة وسينتهي بمجرَّد الفطام من موارد المواطن المنهوبة، وفي المرات القليلة التي حاولوا فيها العمل اعتمدوا على مخاطبات لسكان الريف الذين حضرت منهم أعداد قليلة تحت تأثير العاطفة.

هناك مشاكل أخرى تتعلق بالتعدين واستثمارات الشركات العسكرية بالشرق ماهي رؤية التحالف في هذا الشأن؟

نحن في التحالف نعمل على تنظيم جبهة مدنية سلمية تناهض وتفضح النهب المنظم لموارد الإقليم، ونشدِّد على أن الحل الجذري لهذه القضية هو قيام حكومة مدنية تحارب الفساد وتضع استثمارات العسكريين تحت أمرتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى