من تغريدات عمود (الحق الواضح)

في هذه الاستراحة أضع بين يدي الإخوة والأخوات قراء عمود (الحق الواضح) بعض التغريدات والمنشورات التي تم نشرها في الأيام الماضية بمواقع التواصل الاجتماعي. إشراكاً لهم في ما ينشر في تلك النوافذ، وكسراً لروتين قراءة المقال اليومي في موضوع واحد.

يدافعون عن [الملاحدة] ويعادون دعاة الإسلام!!

والأمور في غاية الوضوح لا تخفى إلا على العميان!!

عجباً ممن يرفعون راية إبعاد الدين عن الدولة وقيام دولة ذات دستور علماني لا يرتبط بالدين.. وعجباً ممن يسعون لتشويه دين الإسلام الخاتم بأساليب متنوعة.. عجباً أنك تجدهم في المقابل يدافعون عن كل منكر ورذيلة وباطل وضلال حتى لو كان من يدافعون عنهم هم [الملاحدة] ومن يدافعون عنه هو [الإلحاد] !!!

خذوا شاهداً ومثالاً لذلك ما قاله بابكر فيصل بابكر عضو التفاوض في مفاوضات المجلس العسكري الانتقالي مع قوى الحرية والتغيير وأحد أبرز ممثلي تجمع المهنيين، حيث قال في مقال سابق رددت عليه في وقته قبل عدة أعوام :

قال: (ظاهرة الإلحاد ليست بالشيء الجديد على الحضارة الإسلامية، فقد لازمتها في عصور ازدهارها، وكذلك في فترات الانحطاط، ولم تكن تصطدمُ بالمُجتمع والسُّلطة عندما كان يسود مناخ الحُريَّة الفكرية والانفتاح والتعدُّد. فعندما كانت تلك الحضارة في أوج تألقها تصدَّر مشهدها الفكري والعلمي والأدبي رموزٌ بارزة من أمثال الطبيب المعجزة (أبوبكر الرازي) الذي كان يعلن إلحاده دون ترميز ومواربة، وكذلك الداهية الكبير ابن الراوندي الذي كرَّس عمرهُ لدحض ما أسماه (مخاريق الأنبياء)، وكتب ما يفوق التسعين مُصنفاً أسماها بمسميات الأحجار الكريمة مثل اللؤلوة والمرجانة والزمردة، ومع ذلك لم تتم محاكمته، ولم تصادر كتبه وغير هؤلاء كثير من العلماء والشعراء والأدباء) انتهى.

وقال بابكر فيصل أيضاً مدافعاً عن الملاحدة: (وفي عصرنا الحديث جاهر كثيرٌ من المفكرين والأدباء بإلحادهم ومنهم الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي وفي مصر الأربعينيات من القرن العشرين نشر الدكتور إسماعيل أدهم كتابه (لماذا أنا ملحد؟) ومع ذلك لم يتعرَّض للقتل والتنكيل والمصادرة…) انتهى.

وكنتُ رددتُ عليه سابقاً بمقال منشور ومما قلت : فهل هذا الذي ذكره يعتبر دليلاً شرعياً ينفي به من جعل نفسه مفتياً!!! حد الردة؟!

وإذا كان ذكر هؤلاء فماذا يقول عن من قتلوا لردتهم ؟! مثل قتل الحلّاج الذي قتل بإجماع عصره وقتل محمد بن سعيد المصلوب وشاكر رأس الزنادقة والجعد بن درهم وغيرهم ممن لا يعدون ولا يحصون إلا بكلفة؟!!!

وهل غفل أو نسي (حفيد المعتزلة) قتل أمثال محمود محمد طه صاحب (الرسالة الثانية) ومروّج خرافة (الإنسان الكامل) الذي ادّعى بشطحه الوصول!! فترك الصلاة وغيرها كما اعترفت ابنته بذلك؟!

أقول: عجباً إن أمور بلادي العظام بات يتحدث فيها أمثال هؤلاء.. وعجباً أن ينادى بحرية الإلحاد في بلادنا في الوقت الذي تقطع فيه صلاة الجمعة ويتم إنزال الخطباء من منابرهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وللمزيد الاطلاع على مقال : عندما ينصب حفيد المعتزلة نفسه مفتياً.

نحن.. والبحث العلمي..

الخريجون كثيرون جداً، لكن [الباحثين] من بينهم قلة!!

وإن أدنى الدرجات التي تطلب في ذلك أن يجيد صاحب التخصص البحث في تخصصه.. ويتدرب على التعامل مع مصادر التخصص ويتقن غيرها من مهارات البحث في مراحله المختلفة.

ومن الضروري للمجتمعات في حل مشكلاتها وتطوير أحوالها وقيام كل صاحب مسؤولية بواجبه أن تعتني بالبحث العلمي وترعى الباحثين وتشجعهم في الجانب المعنوي والمادي..

وفي بلدنا السودان يبدو أننا بحاجة إلى التركيز النوعي والكمي بدرجة كبيرة في هذا الجانب في الفترة القادمة.

وهذه دعوة أوجهها لكل من يستطيع أن يبذل في تدريب أبناء وبنات هذا المجتمع على البحث العلمي في مختلف التخصصات.. بأن يساهم في ذلك.. وأخص أساتذة الجامعات، إذ عليهم العبء الأكبر في ذلك، وفي المقابل أدعو الطلاب والطالبات والخريجين للإقبال على التدرب على مهارات البحث العلمي والصبر على ذلك..

وقد قال بعض العلماء في تعريف العلم أنه هو : البحث. وهو من باب تعريف الشيء بأهم جوانبه..

أنت وأبناؤك

كن صديقاً لأبنائك،،

واجتهد ليكونوا فيما بينهم أصدقاء بينهم الود والحب، فإنا في زمان ترى فيه تناكر وتنافر أهل البيت الواحد.

ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد

بعض المظاهر التي رأيتها في بعض المقاطع من تصرفات مصلين أثناء خطبة الجمعة ومطالبتهم الخطيب بالنزول وما يصحب ذلك من رفع للأصوات واحتجاجات وانتهاك شعيرة الجمعة التي تعظم عند صغار المسلمين قبل كبارهم، هذه المظاهر هي نذير شر خطير.. فإذا أضيف إليها ما تشهده وسائل التواصل هذه الأيام من العنف اللفظي والإساءات التي توجه إلى العلماء والدعاة وسوء الظن بهم وتجريمهم بمجرد البهتان وشتمهم بقبيح الأقوال ووصفهم بأسوأ الأفعال بل المجاهرة من بعضهم ببغض الدين والتدين وسب الدين..

هذا وغيره نذير شؤم وبؤس.. وإن سنن الله الكونية تمضي في خلقه.. ومن سننه الكونية جل في علاه : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب).

المسجد في الإسلام له أحكامه

أحكام في الدخول وأحكام في المكث وأحكام في الخروج، وخصت خطبة الجمعة بأحكام.. كما خص الوقت بعد الأذان داخل المسجد بأحكام..

ومن الجديد في مجتمعنا أن يخرج بعض الناس أثناء خطبة الجمعة من المسجد لأن الخطيب قال كلاماً لا يوافق رغباتهم.

هذا الفعل وهو الخروج من المسجد يوم الجمعة أثناء الخطبة لأن كلام الخطيب لم يكن وفق ما يشتهيه ويهواه هذا الخارج هو من الأفعال المنكرة وهو يسمى (الحرد) وهو أمر يفعل في البيوت في بعض الأحوال أو المناسبات أو الزيارات، أما أن يصنع في المساجد بيوت الله وفي الشعائر والعبادات وأثناء خطبة الجمعة بهذه (الهمجية) فهو أمر في غاية الخطورة وظاهرة خطيرة فيها تجرّؤ على الشعائر بمجرد (الجهل المركب).

ومن لم يصلح حال نفسه أنى له أن يساهم في صلاح مجتمعه وبلده!!

وربنا يصلح الحال..

باختصار

تعادي دين الله [الإسلام] ، فأنت تضر نفسك في الدنيا والآخرة.

ارجع إلى التأريخ واعتبر، تأمل كيف نجا من نجا وكيف هلك من هلك!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى