صديق الحلو يكتب: شاعر الثورة والتمرُّد محمد الريح حامد

صديق الحلو يكتب: شاعر الثورة والتمرُّد محمد الريح حامد

 

الشاعر محمد الريح (محمد ود الريح). درس في تندلتي المتوسطة وكان من دفعته محمد آدم سعيد وعيسى تيراب وسيد سنوسي. ثم كوستي القوز الثانوية. ومن ثم جامعة الخرطوم كلية العلوم رياضيات ودرس الهندسة الكهربائية في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.

كتب ود الريح في ساعة صفاء حرة:

الكتابة ولادة عسيرة لمن يريد أن يكتب شعراً كان أو قصة.تشعر

بلحظات الطلق حين تمتلكك الموهبة.المولود

يريد الخروج إلا أن هناك عقبات

تقف دون خروجه

لحظات الخلق الإبداعي تشعر بقلق وعدم ثبات

وحركة في الدماغ

بعده تتراكم المعاني لتعطي فكرة عن الموضوع المتشعب فتبدأ في تجميع الأفكار

وترتيبها.

لدى الشاعر محمد الريح شغف بالتصوُّف

والثورة والتغيير

كتب في كل ذلك

شعراً حداثوياً في غاية الجودة والإبهار.طرق مسارات جديدة

ودروب غير مطروقة في كتابة

الشعر.جوَّد المعنى ولم يتعثر

وهو يمتاز بذكاء وافر وتواضع جم

وأريحية سمحة.

يحب محمد الريح

شعر الحاردلو الكبير:

الطير الطاير سلم علي الحاردلو

وقولو السادر سدر …وأهل الخدار اتدلو

وأنا روحي اتشعتفت وريقي البحر مابلو…

محمد الريح يحب السخرية والنكتة

والشعر الجميل.

ويكتب الشعر الحداثوي.لدى ود

الريح حس عالي

بمعانى الكلمات

ويوصل أحاسيسه

للمتلقي الذواق بكل ذلك الألق.

يكتب شعوره الداخلي وحدسه

دائمًا صادق ومقنع. وود الريح

منفتح على كل مدارس الشعر والثقافات لذلك يستحق الحفاوة

لقدرته العالية على التذوق الموسيقي للتعابير.ود الريح

كنز مخفي من كنوز السودان يكتب عن الحب والغزل، التراث والوطن.

قال في رسائل مريرة:

وأنت تحث الخطى نحو الأبدية.

وإلى أخرى فقدت إصباغها ذات ظهيرة وهي

ترمم عواطفها لزوج مرير…وكان

محمد الريح يحتفي بالشعر العميق، قال شاعرهم:

يصف شيخه عندما شنقته فلول الظلام:

هادئاً كان أوان الموت.وعادياً تماماً

وتماماً كان كالذي

يمشي بخطو مطمئن كي يناما

أو كالشمس عبرت كف غمامه

ثم قال مع السلامة….مع السلامة.

وتسامى..وتسامى.محمد الريح يقول شعراً عن الجمال المعنوي

الثاوي في القيم

والأفكار والمبادئ.والروح لدى الشاعر محمد الريح صوره الفنية المعبِّرة عن عمق وثراء مؤثر.قال في قصيدته رسائل مريرة:

لفقهاء تصطك أسنانهم بلحم الأحاديث المعنعنة ولداوود

إذ لم تسخر له السلاحف .

ولحواء المترعة بالخصيان والجمر.

إليك أبي إذ تتسع

لفقه السابلة.

شعر عذب عبر عن الحزن والتعاسة في تلك

الأيام الكالحة.الله لا عادها.

وفي السرد لمحمد الريح طرق

ما كان يثير انتباهك الاكتظاظ

البشري الذي ما اعتدت عليه في القرية وصوت الباعة المتجولين

يختلط مع صوت

الأذان وأبواق السيارات.تلك كانت أيام ازدحمت في المخيلة وترسخت

فيها فأصبحت لا تنسى.

محمد الريح شاعر مبدع ذو مقدرة على خلق صور جميلة ورائعة وأفكار عميقة في تعابير بلاغية فيها كثير من الحيوية وأنسنة الأشياء.

يلعب بالمتضادات بمهنية وحرفة.

فهو يكتب ذاته بحرية ويبتعد من التقليدية والمباشرة ولكنه صوَّر واقعه وتعايش مع أحداثه عهد الفساد الماضي في السودان حيث عشعشت الدكتاتورية البغيضة والرئيس المخلوع. وهو في كل شعره ثوري متمرِّد يعرف واقع وطنه الصعب وعبَّر عنه بجداره لنعيد اكتشاف الشاعر محمد الريح من جديد فهو قامة موجود

بيننا يأكل الطعام

ويمشي في الأسواق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى