أبو الرنتيسي يكتب : النية زاملة سيدها

17مارس 2023
تلا، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام الأمم المتحدة الآية (6) من سورة التوبة (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) وهو يتحدث عمَّا يقوم به المسلمون تجاه من يلجأون إلى ديارهم، سواءً أكان بسبب الحروب والنزاعات أو بسبب الكوارث الطبيعية، استشهاد غوتيريش بالآية الكريمة خلال حديثة أمس، لمؤتمر نظمته الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام (إسلاموفوبيا)، كان كافياً لتنبيه العالم بأن الإنسان المسلم الحق، لا يمكن أن يكون عدواً للإنسانية… في الدول الغربية يخرج دافع الضرائب من جيبه، المليارات، لحكوماته كى تُمتِّن إغلاق الحدود في وجه الأفارقة الحالمين بجنة الله في تلك الأصقاع، في المقابل، تفتح بلادنا (مثلاً) وبكل ظروفها المعروفة، حدودها على مصراعيها أمام من أجبرتهم الظروف للجوء إليها من إخواننا من دول تشاد، جنوب السودان، أرتريا، سوريا،الصومال، العراق وأفريقيا الوسطى، حتى بلغ عددهم هذا العام مليون و140 ألف لاجئ، لم يشكِ من وجودهم أحد ولم يتذمَّر، ولم يرفع حزب أو كيان سياسي أو اجتماعي صوتاً ضدهم، كما لم يتبنى برنامج لإبعادهم كما تفعل أحزاب في الدول الغربية، قال غوتيريش إنه رأى بأم عينه كيف فتحت بلاد مسلمة أبوابها لمن أُجبروا على الفرار من ديارهم، في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها… مع نهاية العام الماضي بلغ عدد اللاجئين في العالم وفق الأمم المتحدة 100 مليون، إنسان، كان للدول المسلمة نصيب الأسد كما يقولون، ويأتي السودان، تركيا، باكستان، الأردن ولبنان ضمن الدول العشر الأكثر استضافة للاجئين، بهذه القيم النبيلة تمدَّد الإسلام وعمَّ أركان الأرض وقِبَلِها الأربعة، حتى بلغ عدد المسلمين اليوم نحو بليونَـيْ نسمة، والمؤشر في تصاعد وارتفاع، الإسلام الصحيح.. إسلام (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) يدعو إلى النظر للإنسان كإنسان مكرُّمٌ من عند خالقه، غض النظر عن لونه أو جنسه أو دينه .. ما دام قد دخل دارك مستجيراً أو بلادك لاجئاً (حتى ولو كان مشركاً) فهو في حمايتك ورعايتك … هذا ما رمت إليه آية الاستجارة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه إن استأمنك، يا محمد، من المشركين، الذين أمرتك بقتالهم أحدٌ، فأجره، حتى يسمع كلام الله منك، ثم أبلغه مأمنه، ثم رُدَّه إلى مأمنه إن هو أبَى أن يسلم، نحن على أبواب رمضان وهو شهر الخير والبركات والتذكُر، فلنتذكر أن إخوة لنا في الانسانية، لجأوا إلى بلادنا بعد أن أجبرتهم ظروفهم، دعونا لا نتحجج بالظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، فالنية (زاملة سيدها) كما يقول كبارنا، فلننوي ونترك أمر التوفيق لله مدبِّر كل شئ.. والله من ورا ء القصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى