محمد علي التوم من الله يكتب: معليش شجرة المورينجا!!

كلامتير

محمد علي التوم من الله

معليش شجرة المورينجا!!

قبل فترة من الزمان تقارب العشر سنوات تقريباً، خرجت شجرة المورينجا لواقعنا في السودان كأنها شجرة جديدة وافدة أحدثت ضجة، وكان إقبال الناس عليها كبيراً.

والحقيقة أن شجرة المورينجا سودانية قديمة وعريقة، عرفها أهلنا في الأقاليم وتدعى (بالرواق)، تُستخدم بذورها في ترسيب وتنقية المياه من الشوائب لتصبح صالحة للشرب.

لكن الاكتشافات العلمية العالمية للشجرة والمعلومات التي توافرت ومنها ما وفّرته الشبكة العنكبوتية أذهلت الكثيرين، وهي معلومات صحيحة متفق عليها، وأهمها أنّ الشجرة المنتشرة في بعض دول العالم تعتبر شجرة طبية وغذائية عالية جداً، الشيء الذي جعل الباحثين والعلماء في تلك الدول يصنِّفونها ويصفوها بالشجرة المعجزة والماسة الخضراء وغيرها من الصفات التي تستحقها.

ومن حظنا في السودان ونحن بلد زراعي في المقام الأول، أن تكون شجرة المورينجا العظيمة ضمن كوكبة منتخبنا القومي للأشجار الذي يفترض أن يشكل عماد اقتصادنا القومي الذي لا ينافس. وانت تعرف عزيزنا القارئ ما تجود به أشجار الهشاب والطلح في غرب السودان من الصمغ العربي الذي يوفر 80% من أجود إنتاج الصمغ العالمي، وكذلك شجرة التبلدي والتي تتميّز بإنتاج ثمارها المطلوبة عالمياً، هذا فضلاً عن أشجار المانجو بكل أنواعها والقائمة تطول.

وما دمنا بصدد هذه الشجرة (المورينجا) والتي ذهب العلماء والباحثون في تعدُّد فوائدها المُذهلة يبرز سؤال مهم جداً، لماذا انحسر فجأةً طلب الإقبال عليها بعد أن تعرف الناس بأن فوائد أوراقها من الناحية الغذائية والطبية تفوق ما تحتويه العناصر الغذائية للفواكه التي نتدافع في الإقبال عليها، فهي تحتوي على سبعة أضعاف فيتامين (ج) الموجود في البرتقال، وثلاثة اضعاف ما يحتويه الموز من البوتاسيوم، وأربعة أضعاف ما يحتويه الحليب من الكالسيوم، واربعة اضعاف ما يحتويه الجزر من فيتامين (أ) وضعفي محتوى الحليب من البروتين، ذلك الذي جعل الشجرة صيدلية متكاملة لعلاج فقر الدم والكثير من الأمراض، والمحافظة على الصحة.

البروفيسور حسين الجزولي عثمان أصدر كتاباً بعنوان (المورينجا الماسة الخضراء)، ويعتبر حسب قوله أول كتاب عربي متخصص عن شجرة المورينجا، يتضمّن دراسات علمية قام بها فريق عمل متخصص في  ثلاث سنوات، يشمل دراسات علمية لفريق متخصص من جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، تطرق البحث لفوائد شجرة المورينجا التي وصفها بأنها شجرة الألفية الثالثة لكثرة فوائدها.

إذاً، فالسؤال القائم الذي فتحنا به مقالنا هذا عن شجرة المورينجا لماذا انحسر الإقبال عليها ليس فقط بتشجيع زراعتها في كل بيت، ولكن لأن الناس كانوا مُقبلين للحصول على أوراقها ومشتقاتها للغذاء والعلاج، بل ان أسعار شتولها في البدء كان كبيراً. مع أن إنتاجها سهل جداً، وكانت منتجات بذورها تُباع في الأسواق.

الجواب نحن شعبٌ لا يكترث كثيراً للثراء الذي نجلس على كومته من الذهب والمعادن والثروات الحيوانية والنباتية والأشجار والمياه العذبة، لأننا نتّخذ كل تلك الثروات منبراً فقط للجدل السياسي والخلافات والتنظير.

ومعذرة لشجرة المورينجا التي لم نعرف قدرها.

والله المُستعان،،،

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى