الأمة القومي.. صراع الأمانة والخلافة!!

الأمة القومي.. صراع الأمانة والخلافة!!

الخرطوم- صلاح مختار

قال لي أحد قيادات الأمة، إن حزبهم ليس بعافية الآن، ربما أصابه طقس السودان السياسي الملبَّد بكثير  من  السخونة الشديدة حتى أصبح البعض لايطيق الآخر, وما بين الأمانة التي يمثلها واثق البرير، والخلافة التي تمثلها مريم الصادق فإن الوضع داخل الحزب يتحوَّل إلى الأزمة, رغم محاولة الحزب إطفاء النيران التي بدأت تشب في الحزب بسبب انعقاد اجتماع المكتب السياسي وذلك ببيان قالت فيه أن الاجتماع جاء بعد تنوير الرئيس الاستماع للتقرير الشهري للأمانة العامة ولتقرير من لجنة السياسات حول سير العملية السياسية وتقرير لجنة معايير شاغلي المواقع الدستورية في الفترة الانتقالية، إضافة لقضايا أخرى. ونفى البيان خروج رئيس الحزب من الاجتماع. وحاول البيان تخفيف ذلك بقوله إن النقاش لم يكتمل لانتهاء زمنه. وطالبت الأجهزة الإعلامية تحري الصدق والمهنية. وقال: لا تخفي على الجميع أهداف حملات التضليل المتزايدة في الفترة الأخيرة ومن يقف ورائها ضد الحزب.

زعل الخلافة

مصادر إعلامية كشفت عن ملاسنات بين الأمين العام لحزب الأمة القومي، الواثق البرير، ونائب رئيس الحزب، مريم الصادق المهدي، خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب أمس الأول، وقال البرير طبقا لـ(السوداني) إن مجلس الرئاسة توفي بوفاة الإمام الصادق المهدي .ما حدت بمريم التي (انفعلت) وقالت لن تترك الأمر، وستقدم شكوى ضد البرير لهيئة الرقابة وضبط الأداء، وطالبت البرير بتقديم مستندات على الاتهامات التي صاغها لقيادات الحزب.

عبث بالتاريخ

وخلال الشهر الماضي دفع 50 عضواً، بالمكتب السياسي لحزب الأمة القومي بمذكرة لرئيس الحزب، فضل الله برمة، رافضين فيها ما وصفوه بالعبث بتاريخ الحزب، وطالبت المذكرة رئيس الحزب بوضع حد للخروقات المؤسسية، متهمة الأمين العام بالانفراد بالقرار .وذكر رئيس الحزب المكلف، في تصريحات صحافية آنذاك إن قيادة الحزب ستتعامل مع المذكرة بإيجابية، وأضاف: “نشجع الجميع على إبداء آرائهم شفاهة أو كتابة، طالما الهدف هو الإصلاح”.

أسباب الخلاف

الوضع في حزب الأمة يراه البعض أمر طبيعي في ظل عدم التجديد الداخلي بالحزب, وعدم قيام المؤتمر العام للحزب. ولخص قيادي بالحزب لـ(الصيحة) فضَّل عدم ذكر اسمه، لحساسيته وحساسية الموقف داخل التنظيم لخص بأن سخونة الأوضاع في حزب الأمة مرتبطة بالتطورات السياسية الداخلية في البلاد بسبب التباين في التوجهات. بيد أن المصدر أعاب على قيادات داخل الحزب الانفراد بالقرار المتعلقة بالحزب, وقال: هذا واحدة من أسباب الخلاف, ورأى أن انعقاد المكتب السياسي ليس موجهاً ضد أحد من القيادات, رغم أنه الجهة التي ترسم سياسات الحزب. وعاد المصدر وقال: ما لم يكن هنالك تغيير داخل الحزب فلن يكون هنالك وضع طبيعي في الحزب. ورغم أنه قال الخلافات طبيعية وسنة موجودة في كل الأحزاب, إلا أنه دعا إلى التجديد بقيام المؤتمر العام الذي بدوره يدفع بالقيادات الجديدة التي تقود الحزب في المستقبل.

قديم متجدِّد

ويرى خبراء سياسيون أن الخلافات داخل حزب الأمة ليست وليدة اليوم وهي قديمة ورأى بعد رحيل الإمام باتت الساحة داخل الحزب مسرحاً للتجاذبات والاختلافات باختلاف المواقع والمصالح السياسية الداخلية سواءً أكانت مع قوى الحرية والتغيير أو مع المكوِّن العسكري أو المدني . ورأى د. أبوبكر آدم أن ما يحدث داخل أروقة حزب الأمة القومي يعكس صراع ونفوذ الأجنحة المسيطرة على الحزب وشؤونه السياسية ومسألة صنع القرار داخل دوائر الحزب المختلفة. وأكد أن الخلافات تعمَّقت بفعل المواقف من القضايا السياسية الوطنية وكيفية التعاطي معها. وقال لـ(الصيحة): ظهرت ذلك منذ بداية الثورة عندما وقف البعض مع المكوِّن العسكري والآخر ضده, ولكن في ذلك الوقت كان الإمام ممسكاً بالأمور داخل الحزب, ويحفظ التوازن داخل الحزب من الانزلاق في أي معترك . غير أنه بعد وفاته كانت ساحة الحزب ممتلئة بالاستقطابات خاصة فيما يتعلق بالمواقف تجاه التغيير وآلياته. هو ما أدى إلى كثير من الأزمات الداخلية, ورأى أن ما يجري اليوم عبارة عن تراكمات قديمة بدأت تطفو على السطح. وقال البعض ينظر إلى تصريحات الأمين العام للحزب كأنها دكتاتورية تنطلق دون علم مؤسسات الحزب, أو أن يكون هنالك شورى حولها.

تراكم أجيال

وعزا القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، الخلافات داخل الحزب بسبب تراكم أجيال، جيل الاستقلال بقيادة رئيس الحزب المكلف اللواء فضل الله برمة، وجيل انتفاضة أكتوبر 64 وأبريل 85 إضافة إلى جيل ديسمبر، الأمر الذي أحدث تدافعاً في كابينة القيادة المكتظة بالكوادر القيادية والوسيطة والمهنية والقطاعات الحيَّة الشباب والطلاب والمرأة. ويضيف ويقول لـ(اليوم التالي): هناك من يطمح للإحلال والإبدال داخل المنظومة وهذا توقف منذ آخر مؤتمر لحزب الأمة القومي 2009، أعقبته ثلاثة انعقادات للهيئة المركزية التي جاءت بالقيادة الحالية. وبضيف ترى مجموعة ضرورة مشاركتها في القرارات، وأن هناك جزءاً مهيمناً على الحزب وتريد أن تتخذ الوسائل الديموقراطية المشروعة مثل المذكرات والاحتجاج. وأقر الصادق بوجود خلافات وصراعات داخل الحزب من حيث المواقف والمبدأ “الموقف السياسي والموقف من العملية السياسية ومن المؤسسة العسكرية”، وتابع هي مواقف متباينة داخل الأمة القومي على رأسها قيادات من كل المستويات المختلفة شكلت تيارات ضغط وتنافس حميد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى