رسائل ورسائل

*إلى عبد القادر محمد أحمد رئيس القضاء المُرتقب.. بعد أن تَوافَقَت على تعيينك قِوى الحُرية والتّغيير الحزبية، قرأ الناس نص استقالتك التي قدمتها للرئيس السابق عمر البشير ورفضت فيها المساس باستقلال القضاء والمساس بالعدالة، وشكّل هذا الموقف المُشرف عبئاً ثقيلاً لمسيرتك في المَوقع الرّفيع.. هَل ستكون وفيّاً للقيم التي دَفعتك لتقديم استقالتك؟ أم تنكص عن تلك القيم وتَصبح ناشطاً في حزبك وحريصاً على إرضاءِ مَن تُوافق على اختيارك قاضياً للقضاة وحارساً لبوابة العدل.. ليس عيباً أن ينتمي القاضي فكرياً وسياسياً، ولكن المُعيب أن يختار لنفسه مكاناً في التاريخ ومقاماً بين القُضاة الظالمين.

*إلى الفريق جمال عمر رئيس اللجنة الأمنية والمرشح الأبرز لمنصب وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية.. ماذا تقول وقد أصبح رئيس الحزب الناصري الذي لن تتجاوز شعبيته في كل السودان أقل من سُكّان مربع واحد الحاج يوسف، قد أصبح يفتي في مصير القوات المُسَلّحة ويُحَدِّد عدد الضباط المُحالين للصالح العام والمُنتظر إعادتهم الى الخدمة، ويتحدث عن هيكلة الجيش وينصب نفسه قائداً للجيش بادعاءاتٍ عريضةٍ.. متى يلزم هؤلاء حدود اختصاصهم ويكفون عن التّدخُّل فيما لا يعنيهم؟؟

*إلى مولانا محمد الحافظ النائب العام.. هَل تَعلم أنّ نخبة الهند في عصر الانحطاط قد سنت قانوناً باسم رولات لِسَجن المُعارضين دُونَ مُحاكمةٍ؟ الآن يَقبع في السُّجون سِيَاسِيُّون ووزراء سَابقون دُون مُحاكمةٍ أو تُوجّه لهم تُهمٌ.. ومن أمرت النيابة بإطلاق سراحه، رَفَضَ المجلس العَسكري تَنفيذ أمر النِّيابة.. فَهل نَشهد إنصاف المَظلومين وتَطبيق نَصّ القانون..؟

*إلى وزير المالية الجديد.. لن ينهض اقتصاد السُّودان من غير عمليات جراحية عميقة وإصلاح التّشوُّهات التي أحدثتها سِياسَات دَعم السِّلع الاستهلاكية من خُبزٍ ووقودٍ مِمّا أقعد الدولة وجعلها دولة رعاية اجتماعيّة.. الحكومة الحَالِيّة تَسندها قِوى سِياسيّة لها وُجُودٌ مُؤثِّرٌ في الشارع تَستطيع اتّخاذ قرارٍ برفع الدعم عن المَحروقات والخُبز وهي مُطمئنة، والحكومة الواثقة مِن نَفسها وشَعبها تَستطيع اتّخاذ القَرارات التّاريخيّة ولا تَأبه كثيراً بِرُدُود الأفعال والاحتجاجات، وإصلاح الاقتصاد مُهمّةٌ صَعبةٌ ولكنها ليست مُستحيلة.

*إلى الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.. سَيشهد السُّودان في قَادِمَ السّنوات استقراراً سياسيّاً ووقفاً للحرب مِمّا يَضع على كاهلك مسؤولية بناء قوات الدعم السريع حديثة، فالجيوش يتم بناؤها وإعدادها وتدريبها في سنوات السلم والدعم السريع، بهذه الجسارة يحتاج لاستراحة طويلة من رهق الحروب الحالية حتى لا يُصاب بالرهق والإعياء.

*إلى المسلمي البشير الكباشي مدير قناة الجزيرة الخرطوم.. أخيراً اتّخذ المجلس العسكري القرار الصائب وَأَعَادَ للمُشاهِدَ السُّوداني حَق مُتابعة الأخبار الصّادقة والحِيَاد المِهني والتّحليل العَمِيق، لَم تَخسر الجزيرة من إغلاق مكتب الخرطوم ولم تخسر الحكومة، ولكن خسر الشعب والمُتابعون لبرامج الجزيرة وخَسِرَت بلادنا سُمعتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى