سلسلة (توم آند جيري).. خطرٌ حقيقيٌّ وسُمُومٌ قاتلةٌ

 

– الجعيلي: الغرب يُمارس علينا وحشيته وإسقاطاته عن طريق مسلسل (توم آند جيري)!
– الباحث طارق: قناة mpc3 تعرض الفساد والدمار وتُؤسِّس للغزو الفكري
تحقيق: سراج الدين مصطفى
مَدخلٌ مُهمٌ:
لا أنفيها عن نفسي تهمة مشاهدة سلسلة أفلام (توم آند جيري) الأمريكية الشهيرة.. والاهتمام بتلك المغامرات لم يتوقف عندي، بل أصبح ابني (مصطفى) مولعاً بها لدرجة الشغف حتى أنه وصل لمرحلة الإدمان.. وكما معروف تاريخياً أن توم وجيري (بالإنجليزية: Tom and Jerry) مجموعة تتكون من 161 حلقة رسوم متحركة كرتونية كوميدية، أنتجت بين أعوام 1940 إلى عام 1967 للسينما وحازت على جوائز الأوسكار. يظهر الصراع بين القط توم والفأر جيري. موضوع الحلقات يكون بمحاولة توم أن يمسك بجيري كي يعده كوليمة ويأكله. لكن جيري يهرب دائماً ويراوغه ويقوم باستفزازه ويقع توم دائماً في مآزق ويصطدم أحياناً بمنزل الكلب سبايك (وهو أحد شخصيات المسلسل) أو يقوم بكسر أثاث المنزل.. وجوزيف باربيرا مبتكر شخصيتي الرسوم المتحركة الشهيرتين توم وجيري مع ويليام هانا الذي كان شريكاً له. بدأ الرجلان تعاونهما في 1937 مع شركة ميترو غولدوين ماير، حيث وضعا شخصية الهر “توم” والفأر “جيري” وكان هانا يتولى الإنتاج، أما باربيرا يقوم بالرسم. وفازا بسبع جوائز أوسكار. وأنتجا مع التلفزيون أكثر من 300 فيلم رسوم متحركة على مدى 60 عاماً.
قناة الفساد والدمار:
الباحث الاجتماعي طارق محمدين قال لــ(الحوش الوسيع) (للإعـلام دور كبـير وأثـر فـي حياة الـناس مـن نجـاح وفـشل، فالإعـلام يـستـطيع أن يؤثـر سلـباً وإيجـاباً عـلى حياة الأسرة ونخـص (الأطفال)، فهـو يـنقل ديـانـات ومعـتقدات وتـقالـيد الـغرب من إيجـابياتهم وسـلبياتهم، والأطفال يؤيدون ويفضـلون أن يـتابعوا الـتلفـاز من بيـن جمـيع الـوسـائل وبالأخـص قناة mbc3 وهـذه الـقناة تَعرض الـفساد والـدمار وهم خصّصوا هـذه القناة للأطفال، لأنّ الأطفال إذا شـاهدوا شيئا في صـغرهم يثـبت في عـقولهم كما يـثبت الـنحت على الـحجر .. وهـذا من وجهـة نظـري اعتبـره غزواً فـكرياً علـى الـمسلمين.
سموم قاتلة:
إنّ أفلام الكرتون والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال من الممكن أن تكون خطراً حقيقيّا وتتحوّل إلى سموم قاتلة، ووجه الخطر في هذا عندما تكون هذه الأفلام صادرة من مجتمع له بيئته وفكره وقيمه وعاداته وتقاليده وتاريخه، ثم يكون المتلقي أطفال بيئة ومجتمع آخر وأبناء حضارة مُغايرة، فإنهم بذلك سيحاولون التعايش مع هذه الأعمال والاندماج بأحداثها وأفكارها ولكن في إطار خصوصيتهم وهويتهم التي يفرضها عليهم مجتمعهم وبيئتهم، فتصبح هذه الأفلام والمسلسلات في هذه الحالة مثل الدواء الذي صُنع لداءٍ مُعيّنٍ، ثم يتم تناوله لدفع داء آخر، فتصبح النتيجة داءً جديدًا.. ولنا أن نتصوّر إذن حجم الأذى والسلبيات التي تنتج عن أفلام الكرتون المستوردة والمدبلجة على الطفل العربي والمسلم الذي يتأثر بها.
إسقاطات وحشية:
الأستاذ معتصم الجعيلي مدير قناة سنابل للأطفال، تحدث عن غياب الرسوم المتحركة ذات الوجدان السوداني، مؤكداً على غياب مثل هذا الاهتمام بقوة “هذا الاتجاه في السودان مُضنٍ ومُتعب ولا يوجد شخص واحد مهتم به.. فهو يحتاج لجهد كبير جداً ويحتاج لرعاية الدولة أو مؤسسة.. وإلى الآن لا يوجد شخص مهتم بمجال الأطفال رغم أنه شيء أساسي لتربية أمة بحالها.. وعدم الاهتمام بهذا المجال جعلنا مستعبدين بالنمط الغربي وكيف أننا نعشق مشاهدة مسلسلات (توم آند جيري).. وكلها عبارة عن إسقاطات يمارسها الغرب بوحشية، لذلك نحن مازلنا أسرى له.”
الباحث الاجتماعي طارق محمدين لخّص ذلك في العديد من النقاط في قوله “مثل أفلام توم آند جيري فيها تكريس للحياة الغربية في الملبس والمأكل والمسكن، مما يورث الأبناء نوعاً من التمرد على حياتهم يصل إلى درجة انسلاخ الطفل عن واقعه وارتباطه بالمجتمعات الغربية، وخاصة أن القدوة المقدمة له غالباً ما يكون اسمها غربياً ولباسها وعاداتها كذلك.. وكثير منها تنشر القيم الغربية التي لا تناسبنا كالتحرر من الوالدين وحقهما في التوجيه والتربية، بل تهون من شأن القيم الإسلامية التربوية”.
أساليب الجريمة:
وأضاف طارق محمدين “كثير من الأفلام والمسلسلات المدبلجة تكرس السحر والشعوذة، فأبطالها يوقفون الزمن وينتقلون إلى المستقبل ويتحوّلون في الفضاء، ويتعاملون مع الجن والملائكة، ويستخدمونهم في الصعود والهبوط بين السماء والأرض. وهذه الأفلام والمسلسلات تقدم مبادئ وأساليب الجريمة التي تهون من قيمة الإنسان، حيث يظهر الإنسان فيها أشبه بالجرذان الضالة وأدنى من الحشرات فيهون قتلها، كأن يطل علينا بطل المسلسل وهو يتفنن في غرس أنيابه وأظافره في جسد عدوه وربما كان فرحاً مسروراً برؤية الدماء وركل جثته أو الوقوف فوقها.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى