صلاح الدين عووضة يكتب : نملاوي!

20 فبراير 2023
من نملة..
وعكسها – في كلمتنا هذه – قرداوي؛ من قرد..
وليس أي قرد؛ وإنما الذي يُسمى الكسلان – تحديداً – من بين فصائل القرود..
وكلمتي هذه أهديها إلى مشعل السديري..
وهو – لمن لا يعرفه – كاتب ساخر بأخيرة صحيفة الشرق الأوسط… ودمه خفيف..
وغالب سخريته في مجال موضوعنا هذا..
ولذلك سيعجبه جداً إن قُدر له الاطلاع عليه؛ هو ومن يشبهونه من السديريين..
والآن ندلف لكلمتنا اليوم مستهلين لها بسؤال: هل أنت من المعجبين بشعب اليابان؟..
أكيد طبعاً؛ ومن منّا لا يعجب بهمتهم ونشاطهم ومثابرتهم؟..
فهو شعب له من خصائص النمل الكثير؛ عشقاً للعمل الجماعي المتواصل..
بل لا وقت لديه حتى لاحتساء الشاي مع الضيوف..
يعني ليسوا مثلنا الذين ننفق ساعاتٍ طوال في مجالسة ضيوفنا على رائحة البن..
وربما يسبق ذلك إفطارٌ بفولٍ مصلح مع الشطوط..
وقد يعقبه مشوار إلى حيث المساعدة في خدمة تخص الضيف… أو أحد الضيوف..
فنحن مجاملون جداً على حساب شغلنا..
فالشغل دائماً عندنا ملحوق؛ مع ملحق يتمثل في عبارة على قدر قروشهم وأجورهم..
ثم نشتكي من حالنا؛ ونضرب باليابانيين المثل..
نريد أن نكون مثلهم… ونتمنى ذلك بشدة… ولكن بخصائص الكسلان لا
النمل..
فالكسلان لا يبدد طاقته المدخرة إلا في الشديد القوي..
ومن الشديد القوي هذا – يا عزيزي السديري وبقية السديريين – واجب التزاوج..
ولكن دراسة حديثة قد تجعلك تكف عن الإعجاب بأهل اليابان..
أو ربما يزيد إعجابك هذا بهم وفقاً لفلسفتك؛ فلا نريد أن نقرر بالنيابة عنك..
ولا بالنيابة عن شعوب العرب كافة التي تشبهنا..
فاليابانيون هؤلاء – حسب الدراسة العلمية هذه – وضح أن لديهم مشاكلهم الخاصة..
وتتمثل في فقدانهم الطاقة التزاوجية..
فبقدر ما تتفجّر طاقاتهم الإنتاجية هذه تخمد تلك التي تخص واجباتهم الزوجية..
والغريبة أنهم لا يبدون مُنزعجين لهذا الأمر بالمرة..
بل لا يرون ضرورة لذلك ما دامت ليست هنالك رغبة؛ سامع يا عزيزي
السديري؟..
علماً بأنّ نساءهم يعانين المشكلة ذاتها..
وربما تكون هذه نعمة مُشتركة – لا نقمة – لشعوبٍ أخرى خلاف شعب اليابان..
ولكن قطعاً – وحتماً – شعوب العرب ليسوا منهم..
فقبيلة الرياييل… والرجاجيل… والزلماويين… والرجالة… هم الأكثر استهلاكاً
للفياجرا..
وذلك بناءً على تقرير عالمي في هذا الصدد..
تقرير خلص إلى أن نصف منتج الفياجرا – عالمياً – يُباع في أسواق العرب..
بمعنى أن طاقة العرب مهدرة في الإنتاج السفلي..
بينما طاقة شعب اليابان مهدرة في الإنتاج العلوي الخاص بالشغل والتطور..
ولك الآن أن تُحدِّد موقفك تبعاً لفلسفتك..
تبعاً لفلسفتك – كسوداني – لترى أما زلت مُعجباً باليابانيين؟… أم بدّلت رأيك؟..
فإن كنت مُعجباً لا تزال فأنت من فصيلة النمل..
أنت – في الحالة هذه – ممن يفضلون النظر نحو الأعلى؛ وما هو أسفل ملحوق..
وإن توقّف إعجابك بهم فأنت من فصيلة الكسلان..
فالمجاملات – والنفسيات – امتصت القدر الأكبر من طاقتك التي بنيتها فولة فولة..
وما تبقى أولى به البيت..
والآن يا عزيزي مشعل السديري: هل أنت قرداوي؟..
أم نملاوي؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى