عبد الله إسحق محمد نيل يكتب : طريق الإنتاج.. الفولة – الضعين (1)

17 فبراير 2023

 

طريق “الفولة – بابنوسة – المزروب – جاد السيد – أبوكارنكا – الضعين” الذي بدأت الهيئة القومية للطرق والجسور أعمال الدراسات والتصميم فيه، هو واحدٌ من أهم الطرق في السودان، لأنه يربط بين ولاية شرق دارفور المنقطعة والمعزولة عن كل أجزاء البلاد، أي أن ولاية شرق دارفور هي الولاية السودانية الوحيدة التي ليس لها طريق قومي يربطها بولايات البلاد الأخرى، لذلك هذا الطريق يعول عليه كثيراً أن يكون على أرض الواقع ينهي أزمة الطرق والعزلة والانقطاع الذي ظلت تعاني منه ولاية شرق دارفور خاصةً في فصل الخريف. ففي فصل الخريف تنقطع كل الطرق عن ولاية غرب كردفان شرقاً، وتنقطع عن ولاية جنوب دارفور غرباً، وتنقطع عن ولاية شمال دارفور شمالاً، وبانقطاعها يعاني أهلها معاناة لا مثيل لها، فالمرضى والمصابون يموتون سريرياً وتزداد الحياة صعوبةً، وتتضاعف أسعار كل متطلبات الحياة الغذائية والدوائية، حتى إن جوال الذرة في العام الماضي حينما تقطّعت الطرق وصل إلى أكثر من (120) ألفاَ في بعض أسواق مدن الولاية، وتزداد هذه المعاناة كل عام من أجل الاتصال والتواصل مع كل أجزاء البلاد الأخرى، ألا ينظر أهل السودان لهذه المعاناة ويساعدوا هذه الولاية.

فالآن طريق “الفولة – بابنوسة – المزروب – جاد السيد – أبوكارنكا – الضعين” بمثابة شريان حياة، لأنه يربط المناطق الأكثر انقطاعاً والأكثر حوجة وازدحاماً بالسكان بولايات شرق دارفور والمناطق الجنوبية لولاية جنوب دارفور والمناطق بولاية غرب كردفان، وتُعتبر المناطق التي يمر بها هذا الطريق هي الأكثر إنتاجاً للبترول وكل مشتقات الطاقة وهي المناطق الأكثر إنتاجاً للثروة الزراعية والثروة الحيوانية والثروة الغابية وغيرها، وهذا اذا تم تمديده وتوصيله إلى نيالا سيربط السودان بأربع دول مجاورة هي جنوب السودان والكنغو زائير وأفريقيا الوسطى وتشاد، فكل هذه الدول سترتبط بالسودان براً، وبعدها يكون العائد القومي أكبر والعلاقات بين شعوب هذه الدول والسودان أفضل، ويكمن أن يكون هناك تكامل تجاري تنتعش التجارة والسياحة في كل مدن ولايات السودان الغربية، ولكن ليت قومي يعلمون بأهمية هذا الطريق ويزللوا كل المتاريس والصعاب ليكون واقعاً معاشاً ينهي فصول المعاناة التي ظل يواجهها مواطنو هذا الجزء العزيز من البلاد.

فهذا الطريق المتعدد الأغراض يمثل (الحلم الكبير والأمل المُرتجى) والمخرج الوحيد كله بطول (250) كيلو متراً فقط، فإذا تم تنفيذه ستنعم بلادنا وأهلنا بخير كثير، لذلك قيام الهيئة القومية للطرق والجسور بالدراسة والتصميم، مجهود كبير تُشكر عليه قيادة الهيئة القومية متمثلة في مديرها العام المهندس جعفر حسن ووزارة الحكم الاتحادي والسيد الوزير المهندس الدكتور محمد كرتكيلا رئيس اللجنة العليا لإنشاء وصيانة الطرق القومية، فهو الذي شدد على هذه الخطوة، والشكر الأكبر لوالي الولاية مولانا محمد آدم عبد الرحمن وأعضاء حكومته الذين اجتهدوا أيّما اجتهاد واستطاعوا في هذا الوقت الصعب من تجهيز هيئة ولائية للطرق والجسور متكاملة بتكلفة قدرها أكثر من (6) تريليونات جنيه سوداني من ايراداتهم استعداداً لتنفيذ هذا الطريق، الذي يُعتبر أكبر إنجاز وأكبر داعم، ومحفز كبير على جدية حكومة الولاية لمواجهة التحدي وخوض غمار هذه التجربة ليكون طريق الإنتاج “الفولة – الضعين” أو الضعين في الغريب واقعاً معاشاً في هذا الجزء العزيز من بلادنا.

فأصبح مطلوباً فقط من الحكومة الاتحادية وخاصة في مجلس السيادة ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، الاستجابة الفورية لتوفير كل ما هو مطلوب من الأموال والاحتياجات اللوجستية الأخرى، وعلى قادة المجتمع المدني وحكومات الولايات توفير الدعم المعنوي والمساعدة بكل ما هو ممكن حتى يتم التنفيذ، وألا ننتظر كثيراً بعد إكمال أعمال الدراسات والتصميم فوراً، وحتى يكون طريق الإنتاج في القريب العاجل على الأرض واقعاً معاشاً بين الناس.

نواصل،،

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى