في الذكرى التاسعة لرحيله المُؤلم: محمد سليمان دخيل الله.. المبدع الذي نسج من خيوط الفجر وشاحاً

كتب: إبراهيم علي ساعد
(1)
محمد سليمان دخيل الله كاتب ودرامي ومخرج تلفزيوني كان ميلاده في العام 1960م بمدينة الدامر، التي تميزت عبر التاريخ بأنها منبع العلم والعلماء.. تفتقت موهبته منذ وقت مبكر من خلال مشاركته في الجمعيات الأدبية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ومن ثم كان الظهور الكبير عبر الدورة المدرسية القومية في العام 1978م والتي نال فيها جائزة أفضل ممثل وكانت هي أول عتبة في سلم المجد.
(2)
الخبرات المهنية والرؤى الإخراجية الإبداعية التي يتمتع بها دخيل الله لم تزده إلا تواضعاً، حيث تخرج الفقيد في المعهد العالي للموسيقى والمسرح وكانت دفعته تضم مجموعة من أهل الإبداع أبرزهم مصطفى أحمد الخليفة وسلمى الشيخ سلامة وطارق البحر والرشيد أحمد عيسى.
(3)
عمل مساعد مخرج مع عمالقة الإخراج فاروق سليمان وبدر الدين حسني وصلاح السيد.. عمل ممثلاً في مسلسل سفينة نوح مع عبد العزيز العميري وكذلك مثل في مسلسل ضحايا المدينة.. ومن أبرز الأعمال الدرامية التي أخرجها للتلفزيون برنامج كاريكاتير لجمال حسن سعيد.. كما حاز دخيل الله على درجة الماجستير في الإخراج وآخر موقع شغله بالتلفزيون كبير المخرجين ومدير لوحدة البث ومنتج منفذ لمباريات كرة القدم.
(4)
مسيرة حافلة للفقيد بالتلفزيون ومن أشهر البرامج التي أخرجها (الصلات الطيبة) مع الراحلين محجوب عبد الحفيظ وبروفيسور فيصل محمد مكي و(بين الفن والسياسة) مع الراحلة ليلى المغربي و(خد وهات) مع ادمون منير وبرامج (حقيبة الفن وصدر المحافل) مع عوض بابكر و(نسائم الليل) مع الراحل إبراهيم أحمد عبد الكريم.. وظل دخيل الله يخرج مباريات كرة القدم منذ عام 2001م وآخر مباراة أشرف على نقلها كانت قبل 24 ساعة من وفاته من إستاد ود مدني.
(5)
(اني أتوارى وانزوي عندما لا أجد في المنابر من يصنعون المجد في بلادي وأفرح عندما تتواصل الدولة مع مبدعي بلادي، لأن من يصنعون المجد يستحقون أن تنسج لهم من خيوط الفجر وشاحاً ونجلسهم على مقعد من نور).. تلك واحدة من مقولات المخرج والكاتب الراحل دخيل الله الذي كان دائماً يحتفي بالمبدعين وقد رفد المكتبة السودانية بكتاب (أروع المغنين) وهو يحوي توثيقاً حافلاً لمجموعة من الأدباء والشعراء وأهل الثقافة والفنون.. رحل المخرج محمد سليمان دخيل الله يوم الخميس 6 فبراير 2014م وشيّعته جموع غفيرة لمقابر حمد النيل بأم درمان.. رحمة الله تغشاه في الخالدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى