صلاح الدين عووضة يكتب : ماك نصيح؟

14 فبراير 2023
أو مو نصيح؟..
أو ما نصيح؟… أو مش نصيح؟… بمعنى ألست عاقلاً أنت؟..
فمفردة نصيح هذه تعني بلهجتنا السودانية العاقل… أو صحيح العقل..
وفي الأغنية: نحنا هل جنينا؟…أم عقولنا نُصاح؟..
واخترنا عنواننا باللسان الشايقي هذا لأن السؤال ورد على لسان شايقي جارنا..
وكان معنياً به العمدة؛ أو موجهاً له..
والعمدة هذا به لُطف؛ وكتبت عن قصتي معه – أو قصته هو معي – قبل فترة..
فقد صادفني في الشارع وسألني: متى تركت الغناء؟..
وأنا في حياتي لا أجيد حتى الدندنة بمقطع: نحنا هل جنينا أم عقولنا نُصاح؟..
وسؤال الشايقي هذا كان رداً على سؤال من تلقاء عمدة..
فقد سأله سؤالاً من قبيل سؤاله ذاك إلي: متى تركت اللعب في المريخ؟..
فرد عليه الشايقي سريعاً: يا زول اِت ماك نصيح؟..
فهو لا يعرف حتى من بين لاعبي المريخ من هو من منطقته؛ واسمه ود الشايقي..
ولم يلعب في حياته ولو كرة شراب..
العمدة الظريف هذا – ذو اللطف الخفيف – اختفى منذ أربعة أيام ولم يُعثر عليه..
ونسأل الله أن يُعيده سالماً؛ وأن يُعيد إليه عقله..
كما نسأله أن يُثبِّت عقولنا نحن إزاء محاولات جعلنا غير نُصاح… وغير عاقلين..
محاولات التشكيك في عقولنا… ووعينا… وذاكرتنا..
محاولات محمومة – ومسمومة – من قِبل جماعة قحت لتزوير التاريخ..
وليته كان تاريخاً بعيداً..
بل هو تاريخٌ قريبٌ جداً؛ ما زلنا نعيش وقائعه… ونحس بوقعه… ونبصر واقعه..
ومن المحاولات هذه الطرق على الوضع الاقتصادي..
فهم يتحدّثون عن الوضع هذا – اليوم – وكأن ذاكرتنا الدجاجية قد نسيت أمسهم..
ويقولون إنه متردٍّ… ومنهار… ومأساوي..
ومن ثم فلابد من إنقاذه؛ وإنقاذ الناس – والبلاد – منه بأعجل ما يمكن..
والإنقاذ هذا – طبعاً – على أيديهم هم..
فهم الذين سينقذونه – وإيانا – متى عادوا إلى السلطة على صهوة جواد الإطاري..
أو بالأصح: صهوة جواد فولكر..
في حين حتى العمدة – الما نصيح – يعلم ما صنعت أياديهم هذه..
فقد كانت أيام حكمهم من أحلك أيام السودان في كل شيء؛ سيما معايش الناس..
فكل شيء بات قطعاً… وشحاً… وصفاً..
قطوعات الكهرباء… شح المياه… صفوف الخبز والغاز والوقود..
أما دعومات الخارج التي يبشروننا بعودتها لم نر منها دعماً واحداً طيلة فترة حكمهم..
ما من دعمٍ أجنبي تلقّته بلادنا أصلاً..
ومؤتمرات المنح الاقتصادية – الخارجية – فشلت كلها؛ وآخرها مؤتمر باريس..
كما فشلت – قبل ذلكم كله – حملة القومة للوطن..
وفشل حتى المؤتمر الاقتصادي – الداخلي – لإنقاذ اقتصاد الوطن..
أو تجاهله حمدوك؛ وألقى به في سلة المهملات..
ومن عباراتنا الشعبية المُتداولة هذه الأيام عبارة السواقة بالخلاء..
وتعني تغبيش الوعي؛ وتزوير الحقائق..
ولكن أهل قحت تجاوزوا الخلاء هذا؛ ويريدون سواقتنا بسكة العمدة..
السكة التي هي أبعد من الخلاء ذاته..
سكة اللطف… والجنون… والدروشة… وعدم الواقعية..
ويكفي أنها السكة التي حاول العمدة أن يسوقني معه بها ليقنعني بأنني كنت مطرباً..
وحاول أن يسوق الشايقي بها ليقنعه بأنه كان لاعب كرة..
فيا جماعة الخير… جماعة قحت:
ماكم نصيحين؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى