حجب التصريحات الصحفية.. ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة؟

حجب التصريحات الصحفية.. ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة؟

الخرطوم- صلاح مختار

أغضبت تصريحات قوى الحرية والتغيير المركزية بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول تفاصيل المباحثات التي تجري بينها, والكتلة الديموقراطية, قطاعات واسعة من المراقبين, عدها البعض بأنه تهرُّب من مواجهة الرأي العام بالحقائق, وآخرين قالوا: إن مركزية التغيير تخفي شيئاً ما, لا تريد أن تعلنه للشعب, وإنما تريد أن تضعه أمام الأمر الواقع, ولكن البعض الآخر يرى أن التناول السيئ والسالب للأخبار يعكِّر صفو المحادثات التي تجري الآن, وهو ما يثير حفيظته, ويرى البعض أن النشر السالب قد يقوِّض الاتفاق أو يجر معه عدة مشاكل في غنى عنها الآن. ولكن ماذا يجري خلف الأبواب الموصدة؟ وماذا يجري خلف الكواليس؟

ملابسات اللقاء

قوى الحرية والتغيير, أصدرت بياناً أوضحت خلاله الحقائق بشأن ملابسات لقاء جمع الموقّعين على الاتّفاق الإطاري مع بعض القوى غير الموقّعة.

وقالت إنّها تتابع الحملة الإسفيرية الممنهجة منذ يوم السبت، على خلفية اللقاء الذي جمع الموقعين على الاتّفاق الإطاري  مع بعض القوى غير الموقعة على الاتفاق.

وأشارت إلى أنّ الحملة تضمنّتّ الكثير من المعلومات المغلوطة التي ترتقي إلى الأخبار الكاذبة المضللة بهدف الإضرار بالعملية السياسية والقدح في طبيعتها التي ترمي لاسترداد مسار التحوُّل المدني الديموقراطي.

وأوضحت أنّ الأطراف الموقّعة على الاتّفاق الإطاري ناقشت مشروع إعلان سياسي مع مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم ومحمد عثمان الميرغني، ممثلين عن تنظيماتهم، بهدف انضمامهم للعملية السياسية الجارية الآن.

وأضافت” هنالك قضايا قيد النقاش لم تحسم بعد، وقد اتّفقت أطراف الاجتماع على النأي عن أيّ تصريحاتٍ قد  تعقّد مجريات النقاش الذي سيستمر في الأيام القادمة”.

وتابعت بالقول: ”نؤكّد التزامنا السياسي والأخلاقي بما اتّفقت عليه الأطراف الموقعة على الاتّفاق الإطاري مع الأطراف غير الموقعة المشاركة في هذا النقاش بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول تفاصيل هذه المباحثات”.

حرب الشائعات

ولكن نقابة الصحفيين السودانيين ردت بشدة على بيان قوى الحرية والتغيير ببيان قالت إنها تابعت بكل أسف قرار تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) الذي أعلن من خلاله، امتناعه عن الإدلاء بأي معلومات للرأي العام بينما يحاور القوى غير الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري. وقالت النقابة في البيان الذي تحصلت عليه (الصيحة) إذا كان هذا القرار يعبِّر عن وجهة النظر الأخيرة لتحالف قوى الحرية والتغيير فلا معنى لإدانته لما أسماه “الحملة الإسفيرية الممنهجة التي تضمَّنت الكثير من المعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة المضلِّلة.

وأكدت النقابة أن حجب أي معلومات تتعلق بمصير البلاد عن الرأي العام أمر مجافٍ للأخلاق والمبادئ التي تحكم التداول في الشأن العام، ويتعارض مع حق أصيل من حقوق الإنسان، وينتهك مبدأ أساسي من مبادئ حرية الحصول على المعلومات. وأدانت النقابة هذا الموقف، وحذَّرت من أن حجب المعلومات يمثل بيئة خصبة لنشر المعلومات المضلِّلة والأخبار الكاذبة والشائعات الضارة، في بلد يناضل بنوه وبناته من أجل انتقاله إلى فضاء الديموقراطية والمؤسسية المحروسة بقيم الشفافية والمحاسبة. وقالت في هذا الظرف المهم لبلادنا، تذكِّر النقابة بأن امتناع السياسيين عن الإدلاء بالمعلومات سيضر  بعملية الانتقال المدني الديموقراطي المنشود، وهذا ما لا نتمناه لبلادنا. أهابت نقابة الصحفيين السودانيين بكافة القوى السياسية بتفعيل مبدأ الشفافية وتمليك المعلومات للرأي العام لقطع الطريق أمام التضليل الإعلامي وحرب الشائعات.

صناعة الاتفاق

ورأى المحلِّل السياسي بروفيسور الفاتح محجوب, أن العملية السياسية الجارية تمر الآن بمرحلة صناعة الاتفاق, وهي مرحلة خطرة جداً, لأن كل من الكتلة الديموقراطية للحرية والتغيير بقيادة السيد جعفر الميرغني، وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لديهم أطراف، متشدِّدة قد تنجح في تعويق أي جهود للوصول إلى حل وسط, خاصة وأن الطرفين ليس بينهما خلاف حقيقي. وقال محجوب لـ(الصيحة): إن أغلب أطراف الخلاف كانوا جزءاً من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وهذا يعني أن الخلافات ذات طابع شخصي في بعضها.  وعليه نجد أن قرار الطرفين بعدم الإدلاء بأي أخبار عن مجريات التفاوض قرار سليم, ويشي بوجود رغبة حقيقية هذه المرة في الوصول لاتفاق تسوية سياسية لقيادة الفترة الانتقالية. مؤكداً أن هذا خبر ممتاز، لأن أوضاع السودان الاقتصادية والسياسية تتطلب إبرام اتفاق تسوية سياسية عاجل بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وبين الكتلة الديموقراطية للحرية والتغيير.

النقطة النهائية

ويقلِّل المحلِّل السياسي د. صلاح الدومة، من شأن حجب التصريحات باعتبار أن الاتفاق الإطاري بموجب البيان يناقض واقع الحال, وقال: صحيح قد يكون فيه بنود سرية، ولكن هذه السرية قد تكون مؤقتة, إلى أن يتم الوصول إلى النقطة النهائية, وبعد ذلك يتم الإعلان. وأكد الدومه لـ(الصيحة) أن الغرض الأول معروف أن الآلة الإعلامية للفلول, والدولة العميقة, والمؤتمر الوطني جبارة, ويمكن أن تحرِّك أي شي, وهم لا يريدون الوصول لاتفاق أو إلى أي شئ. والجميع يريد الوصول إلى اتفاق حتى قوى إعلان الحرية والتغيير منهكين من قبل الثلاثية والرباعية, بالتالي لابد من الوصول إلى اتفاق. وأكد أن الحرص على السرية يمكن أن تنجم عنها خلافات داخل الكتلة الديموقراطية، وهذا شئ حسن سيكون في صالح قوى إعلان الحرية والتغيير, وفي صالح القوى الثورية. وأوضح ليس كل سرية سيئة, وليس كل سرية تكون سرية دائمة, قد تكون مؤقتة لظرف معيَّن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى