قضية تفجير نادي الأمير ببورتسودان.. تفاصيل إدانة شابين بالقتل العمد

 

– إدانة شابين بالقتل العمد لـ(5) مدنين بإلقاء عبوة قرنيت عليهم
– المحكمة: المدان الأول ألقى القرنيت بالنادي وبدَّل المكان من الضحك إلى أشلاء ودماء
– القاضي: المدان الأول خطط مع آخرين وقتل المدانين بلا رحمة
– المحكمة: المدان الثاني سلَّم الأول القرنيت قبل (10) دقائق من التنفيذ
– القاضي: المدان الثاني اتفق وعاون المدان الأول في قتل المجني عليهم
الخرطوم- محمد موسى
أدانت المحكمة أمس، شابين ثلاثينيين بالقتل العمد وذلك لقتلهم لـ(5) مدنيين بينهم سيدة بإلقائهما عبوتي قرنيت داخل نادي الأمير ببورتسودان في العام 2021م.
وأدانت محكمة مكافحة الإرهاب (2) بجنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي محمد سرالختم عثمان، المدانين بمخالفة نص المادة (130/1) من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م والتي تتعلق بالقتل العمد فضلاً عن إدانتهما لهم –أيضاً- بمخالفة نص المادة (26) من قانون الأسلحة والذخيرة والمفرقعات لسنة 1986م.
أشلاء وسيلان دماء
وقالت المحكمة في حيثيات قرارها بإدانة المدانين بأنه ثبت لها بأن المدان الأول وفي يوم الحادثة حضر إلى نادي الأمير بحي سلبونا ببورتسودان على متن دراجة نارية يقودها المتهم الهارب، وأشارت إلى أن المدان وقتها ترجَّل عن الموتر وتحرَّك نحو سور النادي حتى استقر جوار طاولة يجلس عليها المجني عليهم الأربعة وهم يلعبون ورقة (الكوتشينة)، وأوضحت المحكمة بأن المدان وقتها قام بإلقاء عبوة قرنيت أسفل طاولة المجني عليهم وولى هارباً خارج أسوار النادي، وشدَّدت على أن شاهد الاتهام الأول وقتها شاهد عبوة القرنيت التي ألقاها المتهم الأول وخاطب الحضور قائلاً لهم: (الزول ده رمى حاجة/الزول ده رمى حاجة) ونبَّهت إلى أن العبوة بعدها انفجرت على المجني عليهم الأربعة مما تسبب في تبعثر الأشلاء وسيلان الدماء وتحوَّل المكان في ثواني من ساحة تضج بالضحك إلى مكان تفوح منه رائحة الموت، وشدَّدت على أن الصدمة وقتها كانت أكبر من الحاضرين الذين بدأوا بعدها في مطاردة المتهمين الذين امتطوا دراجتهم النارية وهربوا من النادي محل الحادثة، وأوضحت المحكمة بأنه وأثناء المطاردة رمى شاهد الاتهام الثاني المتهم الأول بـ(بمبر) على رأسه مما تسبب في سقوطه من الدراجة النارية – إلا أنه بعدها نهض محاولاً الهرب مرة أخرى بعدها اعترضه شاهدي الاتهام الأول والثاني – إلا أنه قام بإلقاء عبوة قرنيت أخرى كان يحملها عليهم مما تسبب في انفجارها في السيدة المجني عليها الخامسة التي كانت تقف بجوار منزلها، مؤكدة بأنه بعدها قام شاهد الاتهام الثالث بمطاردة المتهم بعربة أمجاد وتمكن من إيقافه والقبض عليه، كما كشفت المحكمة في حيثيات قرارها عن تطابق عينات دم المتهم الأول مع ذراعة قنبلة القرنيت التي تم تفجيرها بالنادي وذلك حسب إفادة المعامل الجنائية، وأكدت المحكمة بأن أقوال المتهم بالتحريات واعترافه القضائي التي أكد خلالها بأنه قام بإلقاء عبوة القرنيت على المجني عليهم بنادي الأمير بحي سلبونا لصمتهم قائلاً: لأنهم ما بتكلموا) بحد قوله جاءت متوافقة مع إفادات شهود الاتهام الذين مثلوا أمامها وأدلوا بشهادتهم فضلاً عن الأحداث التي رووها للمحكمة والمطاردة وتوقيف المتهم الأول، مشدِّدة على أن أقوال المتهم بالتحريات دائماً ما تمثل الحقيقة وفقاً للسوابق القضائية وما أدلى به المتهم بالتحريات خير أنموذج لذلك، وأن محاولته العدول عن إقراره بالتحريات واعترافه القضائي بحجة أنه لحظة إدلائه به لم يكن بوعيه ماهي إلا محاولة يكذبه واقع الحال لعدم تقديم المتهم ما يعضدده من بينات.
وطرحت المحكمة تسائلاً قائلة: (هل ألقى المتهم عبوة قرنيت أثناء مطاردته بواسطة شهود الاتهام؟) وأجابت بأن الثابت لديها بأن المدان الأول دون سواه هو من ألقى عبوة القرنيت على شاهد الاتهام الثالث أثناء مطاردته له مما تسبب في وفاة المجني عليها الخامسة، وذلك من خلال أقوال شهود الاتهام اللذين أكدا بأنهما سيطرا على المتهم الأول وقاما بإيقافه – إلا أنه قام بمقاومتهما وإخراج عبوة قرنيت كان يحملها وقام بإلقائها عليهما مما تسبب في انفجارها في المجني عليها الخامسة أثناء وجودها أمام منزلها، فضلاً عن إقرار المدان الأول بذات نفسه بالتحريات وإقراره القضائي الذي أكد خلاله بأنه قام بإلقاء عبوة قرنيت في مواجهة أشخاص كانوا يطاردونه وولى بالفرار.
قرنيت وقتل عمد
وشدَّدت المحكمة على أن المدان الأول وبإلقائه عبوة القرنيت على المجني عليهم قصد من ذلك إرهاق أرواحهم لا سيما وأنه كان يعلم بأن من فعله ذلك فإن الموت نتيجة راجحة، وذلك بعد أن ثبت للمحكمة بأن المدان الأول وفي يوم الحادثة كان يحمل عبوتين قرنيت بنادي الأمير محل الحادثة ألقى إحداهما على المجني عليهم الأربعة قاصداً من ذلك قتلهم عمداً، إضافة إلى إلقائه العبوة الثانية على مطارديه من شهود الاتهام مما تسبب في قتل المجني عليها الخامسة، وأشارت إلى أنها ومن خلال مستندات الاتهام (5،6،7،8) المودعة بمحضرها وهي عبارة عن تقارير الطب الشرعي حول تشريح جثامين المجني عليهم وأسباب وفاتهم والتي جاء فيها بأن المجني عليهم، توجد بجثامينهم إصابات جراء انفجار ناري بالأطراف والساقين وأسفل البطن، إضافة إلى وجود نزيف دموي وتهتك الأنسجة الدموية وإصابات متفرِّقة بأجسادهم مما تسبب في وفاتهم، وأشارت المحكمة إلى أن مستندات الطب الشرعي سبق وأن تم تقديمها أمامها وعرضت على ممثلي الدفاع عن المتهمين ولم يبدو عليها أي اعتراض وفقاً لنص المداة (40) من قانون الإثبات مما يجعل المحكمة تقرر قبولها وفقاً لنص المادة (41) من ذات القانون دون الحاجة لتعضيدها لا سيما وأنها صادرة من طبيب وخبير.
تخطيط وقتل دون رحمة
وقالت المحكمة بأن المدان الأول لم يستفد من أسباب الإباحة والاستثناءات التي وردت في المواد (11،12،13،14،15،16،17،18) القانون الجنائي لاسيما وأنه يبلغ من العمر (38) عاماً، وهو بالغ ومكلف بالمسؤولية القانونية ولا يعاني من أي عاهة عقلية، فضلاً عن عدم استفادته من حق الدفاع الشرعي لعدم قيام معركة مفاجئة أو تعرضه للاستفزاز من قبل المجني عليهم، بل هو من قام بافتعال المعركة وخطط برفقة آخرين وقام بقتل المجني عليهم بدون رحمة بإلقائه عبوة القرنيت على المجني عليهم كما أنه لم يكن في حالة دفاع عن نفسه أو غير أو ماله أو مال غيره، وشدَّدت المحكمة على أن المدان وقت الحادثة لم يكن موظفاً عاماً كما أنه لم يكن يدافع عن حق عام.
اتفاق ومعاونة واستبعاد
في ذات السياق قررت المحكمة إدانة المدان الثاني بالاتفاق الجنائي مع المدان الأول والمعاون على قتل المجني عليهم وذلك بعد أن ثبت لها تسليمه للمدان الأول عبوتي قرنيت قبل (10) دقائق، من تنفيذ الحادثة، وشدَّدت المحكمة على أن إقرار المدان الثاني القضائي الذي أكد خلاله تسليمه للمدان الأول عبوتين قرنيت يوم الحادثة جاء متطابقاً مع أقوال شهود الاتهام وقرار المدان الثاني ووقائع الدعوى الجنائية، مؤكدة بأن ما تم بين المدانين ماهو إلا اتفاق جنائي بينهما ومعاونة لارتكاب الجريمة وقتل المجني عليهم، ورفضت المحكمة إنكار المدان الثاني لأقوال بالتحريات واعترافه القضائي وإدعائه بأنها أخذت منه تحت التهديد وذلك لتطابقها مع وقائع الدعوى الجنائية وأقوال شهود الاتهام والمدان الأول، واستبعدت المحكمة الإفادات التي أدلوا بها شهود الدفاع عن المدان الثاني وذلك لعدم اطمئنانها لها.
إمهال أولياء الدم
في ذات السياق قررت المحكمة إمهال أولياء الدم فرصة أخرى لإحضار المستندات الشرعية ومن ثم أخذ رأيهم حول مطالبتهم بالقصاص أو الدية أو العفو ومن ثم إصدار قرراها النهائي ضد المدانين.
فلاش باك
وبحسب الاتهام بأنه وبتاريخ 13/7/2021م، نفذ المدان الأول الذي كان يستقل دراجة نارية يقودها المتهم الهارب هجوماً على نادي الأمير الرياضي بحي سلبونا ببورتسودان وألقى عبوة ناسفة على المواطنين داخل النادي في ضاحية سلبونا بمدينة بورتسودان، مما تسبب في مقتل (4) أشخاص، فضلاً عن إلقائه عبوة أخرى على مطاردية مما تسبب في قتل سيدة بجوار منزلها، حينها شرعت السلطات في زيارة مسرح الحادث وتحريزه ومن ثم نفذت عمليات رصد ومتابعة وتقصي حتى ألقت القبض على المتهمين وأخضعتهم للتحريات حول ملابسات الحادثة وتدوين إجراءات بلاغ ضدهم وباكتمال التحريات معهم أحيلوا للمحاكمة للفصل القضائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى