بمشاركة أكثر من (400) شخص: مؤتمر الشرق.. قضايا شائكة تنتظر الحل  

بمشاركة أكثر من (400) شخص: مؤتمر الشرق.. قضايا شائكة تنتظر الحل  

تقرير- عوضية سليمان

انطلت مساء اليوم، أعمال مؤتمر الأوضاع بشرق السودان، ضمن قضايا المرحلة النهائية للعملية السياسية الجارية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، ويناقش المؤتمر أوراق عمل تتعلق بوضع الترتيبات المناسبة لاستقرار الإقليم وتحقيق السلام العادل، وبالمشاركة في السلطة والثروة والتنمية ، فضلاً عن تحديد الوضع الإداري للإقليم لكونه ضمن  المناطق المتأثرة بالنزاع، ومشاركة “أصحاب المصلحة” في العملية السياسية الجارية.

ووقع المكوِّن العسكري والقوى السياسية المكوِّنة للحرية والتغيير ومجموعات سياسية متحالفة معها ، في الخامس من ديسمبر الماضي، اتفاقاً إطارياً، تمهيداً لعودة المسار الديموقراطي، أبقى على عدد من الموضوعات للاتفاق النهائي الذي سيجري التفاوض حوله لكونها تحتاج لمشاركة أصحاب المصلحة المتضررين  من بينها قضية شرق السودان.

يشارك في المؤتمر أكثر من (400) شخص، يمثلون أصحاب المصلحة من المكوِّنات المختلفة لولايات شرق السودان الثلاث, تقدمهم وفد من (130) قيادياً، من المشاركين في ورشة شرق السودان بولاية البحر الأحمر, وبمشاركة ممثلين للمزارعين بالقطاع المطري والمروي, من مشروعات الرهد وحلفا ومشروع طوكر والقاش والرعاة وملاك الثروة الحيوانية, واتحادات النساء بالولايات الثلاث.

بين مؤيد ومعارض

وقبل انطلاق المؤتمر، احتد النقاش وسط المكوِّنات المجتمعية والسياسية في الإقليم، بين مؤيد للمؤتمر ومعارض له، وفيما قال رئيس مؤتمر البجا المعارض، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الثورية، أسامة سعيد لسودان تربيون:  إن “دعوات المشاركة التي أرسلتها الآلية الثلاثية لم تستثن أحداً من أصحاب المصلحة الحقيقيين من القوى والأحزاب السياسية والمجتمعية، والطرق الصوفية، من الموقعين وغير الموقعين على الاتفاق الإطاري، والرافضين والمؤيدين لمسار الشرق، وأن المؤتمر منح نسبة 60% لغير الموقعين على الإطاري ليكونوا جزءاً من النقاشات علاوة على ضمان مشاركة النساء في الإقليم بنسبة لا تقل عن 40%.،  طلب المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة من الأطراف التي طرحت مبادرة الاتفاق الإطاري أو أي مبادرات أخرى،  تضمين إلغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا، وإعلان منبر تفاوضي لا يستثنى أحداً، وإعطاء ضمانات دولية بشأن تنفيذ الاتفاق.

الإطاري  والشرق

وفي ذات الاتجاه قال الأمين السياسي والناطق باسم تنسقية شرق السودان سيد أبو آمنة: “نحن ليس مع الإطاري لأنه وقع بين شريكين وهم الحرية والتغيير والمكوِّن العسكري وأنه غير مفتوح, بالتالي نحن لا نتبع للحرية والتغيير, ولا حتى المكوِّن العسكري”. وأضاف لـ(الصيحة): إذا كان الإطاري تبنى قضيتنا فليس لدينا مشكلة, ولكن للأسف لم يتبنى قضية الشرق لذلك نحن لسنا جزءاً من ورشهم المتعددة. وقال: إن مجلس البجا قضيته واحدة, الخلاف في الفترة الأخيرة كان خلاف في قضايا تتعلق بموضوع المسار. الإطاري وورشة القاهرة الاثنين نحن رفضناهم بسبب عدم تناول قضية الشرق. أما مشاركة ترك لأنه يعتبر القاهرة تبنت قضيته، ولكنه مخطئ, وأضاف: (إذا كنا سوف نقبل ورشة القاهرة كنا قبلنا الإطاري، لأنه تحدث عن مراجعة اتفاقية جوبا, وورشة القاهرة لم تذكر اتفاقية جوبا).

وقال أبو آمنة: من ينتمون الآن إلى ورشة القاعة ليسوا من قيادات الشرق ولا يمثلونه, إنما أفراد وليس من بينهم قيادات من الشرق غير المجلس الأعلى لنظارات البجاء. أما مشاركة خالد شاويش وأسامة سعيد، قياديان، يمثلان أنفسهما ولا يتبعان إلى شرق السودان . وإنما من يمثل الشرق فقط ترك, موسى محمد أحمد, أوبشار, أبو آمنة, يمثلون الهدندوة والبشاريين والأمرأر والعبابدة, هذه هي قيادات الشرق سياسياً  وشعبياً. مضيفاً (لو كنا اقتنعنا بأسامة سعيد في الإطاري كان اقتنعنا به في مسار الشرق عندما وقع نيابة عنهم), مبيِّناً أن تحالفهم هو تحالف المجلس الأعلى وقضايانا هي قرارات مؤتمر سنكات الـ(11), غير ذلك ما يحدث في الخرطوم لا يلزمنا. ونحن مجلسنا أهلي شعبي, ونحن نختلف مع ترك، ولكن معه نرفض الورشة. ومن قدموا إلى الخرطوم لا يستفيدون منه في شيئاً.

صب الزيت في النار

وفي السياق اعتبر المجلس الأعلى لنظارات البجا جناح ترك المؤتمر صب للزيت على النار وتحجيماً لصوت الشرق وممارسة للوصاية عليه, وأشار طه فكي، الأمين العام للمجلس في بيان بالدور المصري في توفير البيئة الملائمة لأهل شرق السودان للتحاور بدون تدخل وبإرادة شرقية كاملة, موضحاً أن الفرقاء توصلوا لتوصيات ترضي إلى حد كبير تطلعات ورغبات أهل الشرق.

أزمات الشرق

وقال عضو قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي عروة الصادق: إن مؤتمر الشرق الجديد يدعو للتوسع في المشاركة, كما سيولي الاهتمام بمناقشة القضايا الاقتصاد ومعاش الناس والتعايش والحدود بشرق السودان بمشاركة أصحاب المصلحة, للخروج بتوصيات تساهم في حل أزمات الإقليم. وأكد لـ(الصيحة) أن الاجتماعات سوف تتواصل لمناقشة القضايا المتبقية بين الأطراف. مبيِّناً أن المرحلة النهائية من العملية السياسية تفضي إلى حلول بصورة جيِّدة .

توسعة الماعون

ويرى القيادي بشرق السودان مجدي عثمان، في حديث لـ(الصيحة) من حق قيادات الشرق أن ترفض ورشة الإطاري, لجهة أنهم في وقت الديموقراطية. وأضاف: تم رفض مجموعتنا بعد الترشيح لها بحجة أن العدد كبير (500) شخص. وقال: إن المشاركة في الورشة تبحث مشاكل الشرق مع الحكومات السابقة. وأضاف: نحن نعتبرها حلول ومعالجة لشرق السودان. وقال: نحن نؤيد أي عمل فيه مصلحة لشرق السودان, وأضاف: الآن ننتظر التوصيات والمخرجات, وأبان أن الورشة تأتي بنتائج مفيدة في معالجة الاختلال، لأن همنا التنمية, وليس الحكم, وأن يكون لشرق السودان وضعية خاصة. أما الباقي في نسبة المشاركة محفوظة مثل نسبة دارفور وغيرها. بالتالي لا بد من أن تكون هنالك عدالة في الدولة السودانية, وكشف عن رفض قيادات لورشة الإطاري, قائلاً: من حقهم ذلك وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. وللخروج برؤية تحسم الخلاف, لذلك لابد من توسعة الاتفاق الإطاري ومعالجة القضية.

قرارات عاجلة

وفي ذات الاتجاة كشف مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار، أنهم جلسوا مع البعثة ومع الآلية الثلاثية, ومع والحرية والتغيير, وقال: أعطيناهم رويتنا بشكل واضح, وأضاف أوبشار لـ(الصيحة) بأن قضية الشرق تحتاج إلى قرارات عاجلة لتبني القضية بدءاً بقضية إلغاء المسار الذي تسبب في الأزمة, وقال: من المفترض أن يتم تأجيل ورشة الشرق إلى أن نتوصل إلى منبر تفاوضي, ولكن للأسف بدلاً من معالجة القضية من الرؤيه التي طرحناها, تم عقد  الورشة بالشكل الحالي, لذلك نحن اعتذرنا عن الورشة بشكل واضح, لأننا نتوقع معالجة القضية. وقال: إن البعثة الأممية والوسيط يسعيان إلى حل القضية, ولكن نعتقد تنازل الأطراف الموقعة للاتفاق الإطاري مهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى