محمود إسماعيل (أزهري) يكتب : المستثمرون في البؤس بشرق السودان

 

12فبراير 2023م

الكل يتفق على أن هنالك وَضعاً مُزرياً ينبغي علاجه على جناح السرعة، وكل واحد يُؤكِّد امتلاكه لطريقة مثلى لتنفيذ المطلوب وفي زمن قياسي اذا تم تفويضه وتمكينه من السلطة الخاصة للشرق.

اذاً لقد استطاع المهتمون في رفع شعار التهميش كمصطلح يُريد به تعظيم حظوظهم من ريع السلطة أكثر من كونه وسيلة لتغيير حال المجتمع للأفضل، إن الشرق لم يستفد من الحكومات المُتعاقبة خاصة العسكرية التي حكمت نصف قرن منذ استقلال السودان، اذا اتت حكومات ديمقراطية أو حكومات فترة انتقالية كان نصيب أهل الشرق الحزازات والضغائن والكراهية للبعض وتحطيم كل المشاريع النافعة لإنسان الشرق وخطاب الكراهية، الذي سبق الشرق كل مناطق السودان الأخرى، والمسؤولون لم يردعوا أحدا، ولولا الحكمة لرأيت ما لم يره إنسان النيل الأزرق.

إن شرق السودان واحد من جروح الوطن المرشحة للالتهاب عبر فيروسات التهميش على الرغم من حمل السلاح عبر تنظيم مؤتمر البجا للكفاح المسلح، ان البجا اكثر المجموعات العرقية السودانية تهميشاً، والبجا هي مجموعة قبائل توجد في شرق السودان ودولة إريتريا (البني عامر والحباب والهدندوة والحلنقة والارتيقا) توجد بين السودان وإريتريا. أما في مصر لا توجد المكونات البجاوية، بل تعتبر مناطق (حلايب وشلاتين وابو رماد) مناطق محتلة من قبل دولة مصر، فأرض البجا كما هو معروفٌ تمتد من الخياري الى مصوع وحلايب، لذلك يمتلكون أرضاً واسعة، وفي المقام الأول يهتمون بالرعي، إن البجا تأخّروا في حمل السلاح مدة ثلاثة عقود من الزمن حتى نالت دولة إريتريا استقلالها وظلوا يترقبون ذلك اليوم بفارغ الصبر، لأن الخرطوم وأديس أبابا دولتان قاريتان لا سلطان ولا اطلال لهما على سواحل البحر الأحمر، ثُمّ إنّ هذا القراءة الاستراتيجية لم تكن قائمة عن كل من كان يفكر في تمرد بجا السودان أثناء الثورة الإريترية التي تعتبر امتدادا طبيعيا وعرقيا وثقافيا وجغرافياً لمُعظم قبائل البجا، ان قضية شرق السودان سياسية وثقافية واجتماعية، ولكن نتساءل من هو الذي تسبّب في تلك الإشكالات، ثم كيف حلها؟ وليس استغلالها لصالح طرف دون آخر لن يخفف من آلام ومُعاناة أهل الشرق، معارك انصرافية لن يستفيد من ريع تلك المعارك إلا القلة، لأن خسائرها أكثر بكثير من فوائدها ولا ينبغي خم البسطاء لتعزيز الضغائن والفتن والعنصرية البغيضة في وجدان البسطاء لدفعهم الى مهالك لن تثمر شيئاً.. اذاً نقول لهؤلاء المستثمرين في البؤس.. كفى.!

 

محمود إسماعيل (أزهري)

إعلامي وسياسي من شرق السودان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى