قراءة تحليلية / الترجي والمريخ.. إجادة التنظيم الجديد مفتاح الأحمر لمواجهة سلاح الترجي الأخطر

قراءة تحليلية / الترجي والمريخ.. إجادة التنظيم الجديد مفتاح الأحمر لمواجهة سلاح الترجي الأخطر

الخرطوم : ناصر بابكر

يحل مريخ السودان في السادسة من مساء اليوم السبت، ضيفاً على الترجي التونسي، في لقاء يقام بالملعب الأولمبي برادس لحساب أولى جولات مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا.. وهي مباراة ينشد من خلالها المريخ نتيجة إيجابية تكون خير بداية لمشواره في مجموعات نسخة الأبطال الحالية بعد الظهور المخيب في النسختين الماضيتين.

الجاهزية

على غرار الهلال، خاض المريخ آخر مباراة تنافسية قبل شهر كامل من اليوم، حيث لعب آخر مباراة له في الدوري الممتاز يوم “12 يناير”، ثم خلد الى راحة لمدة أسبوع قبل أن يعود للتدريبات ثم يغادر يوم “21 يناير” للقاهرة لإقامة معسكر اعدادي تخللته خمس تجارب ودية منها تجربة أمام أحد أندية القسم الثالث بمصر إلى جانب ثلاث تجارب أمام بدلاء أندية إنبي والإسماعيلي وسيراميكا كليو باترا من الممتاز المصري وتجربة مع الفريق الأساسي للأخضر الليبي المشارك في الكونفدرالية.. ويملك المريخ ثلاثة مستويات من الجاهزية وهي فئة العناصر التي تواجدت في معسكر القاهرة منذ بدايته.. وفئة اللاعبين الدوليين الذين غادروا مع المنتخب إلى تونس والجزائر ثم التحقوا بالتحضيرات بعد وداع المنتخب لبطولة “الشان” وفئة الأجانب الخمسة الجدد وهي فئة جاهزية عناصرها متفاوتة، حيث كان أقربهم مشاركة المهاجم “باولو سيرجيو” ومن بعده الظهير الأيمن اليكس سيلفا” والظهير الأيسر الغاني “فاتاو سليمانا” ومن ثم يأتي صانع الألعاب “ماتيوزينهو” وأخيراً لاعب المحور “سيرجيو رافائيل” الذي ابتعد عن اللعب التنافسي قرابة نصف عام قبل بدء مشواره مع المريخ.

وبالمقابل تبدو الصورة مختلفة بالنسبة للترجي الذي يدخل لقاء اليوم وهو في قمة الجاهزية بعد أن خاض “14” مباراة في الدوري التونسي من بينها “ثمان مباريات” في الشهر الأخير اتبع خلالها مدربه نبيل معلول نهج المداورة لتفادي إرهاق عناصر بعينها ولتجهيز أكبر مجموعة من الخيارات وهو ما نجح فيه مع ارتفاع كبير في مردود الفريق وتحسن ملحوظ في نتائجه مكنه من العودة من بعيد والتأهل لمجموعة التتويج متصدراً على حساب النجم الساحلي الذي كان يحتل الصدارة لفترة طويلة.

 

الخيارات

يدخل الفريق التونسي لقاء اليوم بصفوف مكتملة لا يغيب عنها من العناصر الأساسية سوى الظهير الأيمن “محمد بن علي” بعد أن استعاد الترجي في الجولة الماضية جهود نجم وسطه “غيلان شعلالي” ومن قبله نجمه الهجومي “أنيس البدري” مع الإشارة لغياب غير مؤثر للأردني “شرارة” الذي تعرض لإصابة قوية في بدايات مشواره مع الفريق وقبل أن يحجز مقعدا في التوليفة الأساسية.

بالمقابل يعاني المريخ من غيابات مؤثرة في خط الوسط الدفاعي تحديداً في ظل تعرض العائد من اصابة “محمد الرشيد” لإصابة جديدة في معسكر القاهرة، وإصابة المحور البرازيلي “سيرجيو رافائيل” مع تعرض الثنائي “برايان ادينسون وعمار طيفور” لإصابات في بدايات المعسكر تجعل الشكوك تحوم حول درجة جاهزيتهما البدنية للمشاركة في لقاء اليوم منذ البداية، فيما استعاد الفريق جهود المهاجم باولو سيرجيو الذي ايعدته الإصابة لفترة قصيرة، وهناك الغائب من جديد “التش” الذي تعرض لإصابة بعد أسابيع معدودة من عودته من غياب استمر لفترة عام.. كما يفتقد المريخ لخدمات مدافعه “بخيت خميس” والحارس “أحمد بيتر” بداعي الإيقاف الموقع عليها من لجنة الانضباط بالكاف.. وتبدو غيابات ثنائي المحور سيرجيو رافائيل ومحمد الرشيد الأكثر تأثيراً خصوصاً في ظل الإصابة التي حرمت لاعب المحور عمار طيفور من المشاركة في أربع من تجارب معسكر القاهرة الخمس.

التنظيم ونقاط القوة والضعف

يلعب “نبيل معلول” المدير الفني للترجي بتنظيم “4_3_3” وفي بعض المباريات بتنظيم “4_2_3_1” ويعتمد طوال الفترة الأخيرة على أسلوب لعب هجومي يقوم على الضغط العالي على المنافسين مع إيقاع سريع وكرة مباشرة بشكل واضح وهو الأسلوب الذي طبقه الفريق بشكل جيد بعد ارتفاع اللياقة البدنية ووصول كل العناصر لمعدل جاهزية عالي.

ويعتمد الترجي في البناء الهجومي بشكل كبير على الأطراف فيما تعتبر الجهة اليسرى للترجي نقطة قوة الفريق الأكبر ومحور بناء الهجمات الرئيسي متمثلة في الجناح الليبي “حمدي الهوني” والظهير الأيسر “محمد بن حميدة” وهي الجهة التي يشن عبرها الفريق النسبة الأكبر من هجماته بما يفوق “60%” مقارنة بالهجمات التي يتم شنها عبر الجهة اليمنى والعمق، وما يزيد من خطورة الجهة اليسرى أن لاعب الوسط الأبرز “محمد علي بن رمضان” يتحرك أكثر على يسار الوسط ويشكِّل مثلث خطير مع “الهوني وبن حميدة” مع الإشارة لأن “محمد علي بن رمضان” يعتبر من هدافي الفريق ومن أكثر العناصر تسجيلاً للأهداف مع الجناح “الأيمن “أنيس البدري” الذي يجيد الحركة في المساحات الفارغة في مناطق جزاء المنافسين ويجيد التمركز  واستثمار الفرص، حيث يستخدم عند البناء الهجومي كمهاجم ثاني مع رأس الحربة رياض بن عياد وفي بعض الأحيان كمهاجم رئيسي حينما يخرج رأس الحربة لفتح المساحات مع الإشارة لندرة أهداف المهاجم الجزائري “رياض بن عياد” وهو رأس الحربة الأساسي الذي يستخدم كمحطة من ناحية وللحركة بدون كرة لفتح المساحات لثنائي الوسط “محمد علي بن رمضان وصابر بوغرين أو الشعلالي” والجناح الأيمن “أنيس البدري” مع الإشارة، لأن الأظهرة الدفاعية تشارك في التهديف ويكفي الإشارة للقاء الأخير أمام حمام سوسة الذي سجل فيه الهدفين الظهير الأيمن “معتز الزدام” الذي ينتظر الكرات العائدة من الدفاع “الكرة الثانية” أمام منطقة الجزاء حينما يكون الهجوم بالجهة اليسرى، والظهير الأيسر “بن حميدة” الذي يتبادل المواقع مع الجناح الهوني.. ويعد الترجي من الفرق التي تجيد سلاح التسديد من خارج منطقة الجزاء لإجادة كل عناصر الوسط وثنائي الأجنحة والأظهرة لسلاح التسديد بالإضافة للكرات الثابتة التي تعتبر من الأسلحة الدائمة لأندية الشمال الإفريقي.

بينما تتمثل نقطة ضعف الترجي، في بطء الارتداد الدفاعي والذي يعتمد فيه الفريق بشكل كبير على الساتر الذي يشكله فوسيني كوليبالي، كما أن الترجي يعاني من ثقل حركة عناصر وسط الدفاع التي تعاني أمام المهاجمين السريعين خصوصاً عند التحولات التي تتوفر فيها مساحة خلف الدفاع، كما أن حراس مرمى الفريق التونسي سواء المخضرم بن شريفية الذي عاد مؤخرا للتوليفة الأساسية أو الدبشي لا يعتبران مصدر ثقة للأنصار بالنظر للمردود المتذبذب وارتكاب الهفوات بشكل متكرر.

واستناداً إلى تنظيم واسلوب الفريق التونسي، والاعتماد بشكل كبير على الأطراف شأن جل أندية شمال أفريقيا، فإن تحويل ريكاردو لتنظيم لعب المريخ إلى “3_4_2_1” أو “5_4_1” بعد مباراة الإسماعيلي كان خياراً مناسباً بالنسبة للمريخ سواءً للقاء الترجي أو بقية مباريات المجموعات لكن شريطة إجادة تطبيق هذا التنظيم خصوصا في التمركز الدفاعي وتمركز ثنائي الوسط الدفاعي بما يكفي لإغلاق المساحات أمام أجنحة وأظهرة الترجي إلى جانب عدم إتاحة الفرصة لعناصر الفريق التونسي للتسديد من على حدود منطقة الجزاء مع ضرورة التركيز على إغلاق الجهة اليمنى للمريخ واليسرى للترجي التي تعتبر مصدر الخطورة الأبرز.. مع أهمية مباغتة الفريق بهجمات مرتدة سريعة من خلال استغلال تقدم الأظهرة الدفاعية أو المساحات التي ستتوفر خلف ثنائي وسط الدفاع في ظل النهج الهجومي المتوقع للترجي.

التشكيل المتوقع

بالنظر لمباريات الترجي الأخيرة، يتوقع أن يلعب الفريق التونسي بتوليفة تضم “بن شريفية في المرمى” والرباعي “معتز الزدام، توقاي، مرياح وبن حميدة” وفي الوسط “فوسيني كوليبالي.. “بوغرين أو شعلالي” ومحمد علي بن رمضان”.. إلى جانب الثلاثي”أنيس البدري والهوني ورياض بن عياد”.

بينما ينتظر أن يلعب المريخ بتوليفة تضم “محمد المصطفى، اليكس، حمزة داوود، نمر، كرشوم، مازن محمدين، التاج يعقوب، “طيفور أو رمضان عجب”، السماني، الجزولي، باولو سيرجيو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى