حاتم حسن أحمد يكتب: مشروع تمكين الشباب لريادة الأعمال.. مشروع مختلف.. يقوم على الإيمان

حاتم حسن أحمد يكتب: مشروع تمكين الشباب لريادة الأعمال.. مشروع مختلف.. يقوم على الإيمان

منذ سنين نضب عندي مخزون الدهشة وأصبح المشهد الماثل عندي بين قوسي الاعتياد والتكرار حتى التقيت بمشروع أدهشني فتحولت كلي إلى حاجبٍ مرفوع أسه الدهشة ومقامه الانبهار.

ببساطة هو برنامج تمكين الشباب لريادة الأعمال الزراعية وهو تعاون بين وزارة الزراعة وبنك التنمية الافريقي يهدف إلى تقديم العون الفني والتدريب والتمويل والمتابعة للخريجين من الجنسين وفق معايير فنية محددة تستند على دراسة جدوى لمشاريع فردية وجماعية، وتقوم وحدة التنسيق المركزية بمتابعة الرواد بمراجعة دراسة الجدوى والتدريب والتنسيق مع البنوك كمصادر تمويل كل ذلك بدورة مستندية تحفظ الحقوق ولا تكتفي بذلك بل تتابع بالنصح والإرشاد سير تنفيذ كل هذه المشاريع بهمة تتجاوز حدود الوظيفة بإبمان مطلق وجدية غابت عن الممارسة الاقتصادية والتنموية في القطاعين العام والخاص مسنودة بالمؤسسية والعلمية، وسارت المسيرة تحفها آمال عراض واشفاق من المتابعين أمثالي وكانت مثار الإعجاب المستحق والرواد يتحلقون حولها بتطلع وهمة ونشاط بمشاريع خلاقة وذات جدوى اقتصادية انتزعت مكانها بجدارة في خارطة قصص النجاح فمضوا من نجاح إلى نجاح ولا زالت خطواتهم مكللة بالتوفيق.

في المقابل، هنالك من لم يحالفهم التوفيق فتعثرت خطواتهم وتكبلت خطاهم وجوبهوا بإجراءات لاسترداد المبالغ حتى يتم تمويل دفعات أخرى بعد فشلهم في السداد بعد انقضاء آجال فترة السماح الممنوحة لهم وكذلك فترة التمديد التي أسهمت فيها وحدة التنسيق المركزية ويبقى التحدي أمام الرواد النجاح في السداد أو تحمل النتائج المعرفة لهم مسبقاً عبر عقد التمويل.

لا يغيب عن المتابع حالة التردي الذي أحاط بالاقتصاد السوداني والذي بالضرورة أن يلقي بظله على المشروع…

وحدة التنسيق المركزية التي أعطت ولم تستبق شيئاً وهي تقاتل منذ أن كان المشروع فكرة وتخلق لحماً وعظماً فصار كائناً حياً يمشي بين الناس واهتزت الأرض تحته وربت وأخرج زينته للرواد وأسرهم الممتدة أيام الاستقرار ومواصلة الدعم والصرف على المشروع ولا يخفى على الجميع انعكاس عدم الاستقرار السياسي على توقف التمويل الإقليمي والدولي مما كان له بالغ الأثر على المشروع….

وحدة التنسيق المركزية بتكوينها الباذخ لأفرادها المتكئين على خبرات نوعية وتأهيل ومحصلات معرفية متنوعة ساهمت في تكوين فريق عمل منسجم يتفاوتون في المهام والواجبات ولكن على درجة واحدة من الإيمان بالمشروع حتى تظن أنه أصبح مكملاً عندهم لأركان الإيمان الخمسة الإيمان بالله والملائكة والرسل واليوم الآخر وبالقضاء والقدر ومشروع ريادة الأعمال  فأصبح الرئة التي يتنفسون بها وبصيرتهم وبصرهم، أخلصوا له النوايا فتيسرت لهم المطايا يفرحون عندما يجوبون الفيافي لمتابعة نجاح الرواد ويألمون عندما يكون الأمر غير ذلك متناسين همومهم الخاصة ولهم بيوت مفتوحة عليها ما على البيوت الأخرى من التزامات وهم بذات الهمة حال استقرار الأوضاع في السابق أو اهتراءها كما هو ماثل الآن فيعملون دون رواتب أو نثريات ويدفعون من جيوبهم الخاصة في أحايين كثيرة لبعض الأنشطة يدفعهم حبهم لعملهم ويقينهم التام بأن الماثل الآن سيزول وتعود الأزهار للإزهار…..

أعلم يقيناً أنهم الآن حزاني وتكاد الانطفاءة تأخذهم وحالة الابتئاس تحبط حركتهم وتثبط من هممهم ولكن إذا كانت النفوس عظاماً تعبت من مرامها الأجساد…..

أتمنى صادقاً أن تتلبسهم روح نبي الله يعقوب فرغم أن عيونه أبيضت من الحزن الكظيم إلا أن يقينه بعودة يوسف وأخيه كانت أقوى من كل شئ فارتد بصيراً

لذا نقول لوحدة التنسيق المركزية تفاءلوا الخير تجدوه

أنتم رسل هذا الزمان وكتابكم مشروعكم هذا ورسالتكم ريادة الأعمال وأمتكم الشباب وما أدراك ما الشباب فهم أداة تعمير إذا بقيتم معهم ونهباً للذئاب إذا ما تركتموهم للذئاب التي تأكل من الغنم الغاصية….

مشروع قام على الإرادة والإدارة لن يفشل أبداً أبداً أبداً

وحدة على رأسها دكتور صالح خير الله وأركان حربه دكتورة سعاد رمرم وعمر الأمين وجمال عبد القادر وعمر محمد علي وأمجد صلاح وأفراح حبيب الله وعصام الدين حاج ووليد إدريس وعبد الهادي عثمان وعلي إبراهيم وسمية إبراهيم أم كلثوم وثريا وضباط الاتصال ومديري الحاضات بالمركز والولايات وكل من فات ذكره.

لكم التجلة والانحناءة وكامل التقدير وأنتم تذودون عن حياض مستقبل السودان (شبابه) الذي يشكل نصف الحاضر وكل المستقبل، أنتم السند لهم في السراء والضراء.

كونوا كما الرسل فهم أهل الابتلاء وموضع البلاء ولكن تزينوا بالصبر فنالوا ثمرة ذلك، امضوا بذات الثبات واليقين أنكم قادرون على إحداث التغيير  وكما كانت هنالك بدر هنالك أحد….

ولكم نقول….

الناس بالناس ما دام الحياة بهم

والعسر واليسر أوقات وساعات

فأفضل الخلق في الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش خلق وهم في الناس أموات….

* مستشار اقتصادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى