بين الاتفاق وفضل العشر من ذي الحجة

نبارك للشعب السوداني عامة، ولفرقاء الاتفاق خاصة الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري، وقوى إعلان الحرية والتغيير، نسأل الله أن يدوم الاتفاق والاستقرار، مما تقره شريعتنا الإسلامية، ولا تجرمه القوانين، النقد البناء المنضبط بالأصول الشرعية والآداب، واحترام المخالف، وعدم سبه وتجريمه، ولا شك أن الاتفاق والائتلاف، والمصالحة، ورأب الصدع، وجمع الكلمة، أمور محمودة، في الجملة، وسبب للقوة والمنعة، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)… (الآية 103 آل عمران).

ومعلوم أن السودان يضم أطيافاً متنوعة، وأحزاباً متباينة، وجماعات مختلفة، وأعراق متعددة، وهذه التباينات، يصعب ــ إن لم يكُ مستحيلاً ــ جمعهم على كلمة سواء، فكان الجدير بقياداتهم ، أن يعملوا على الالتقاء على ما يمكن فعله، بدلاً من الفوضى والمظاهرات والمليونيات والمسيرات، وضابطة ما يحقق مصالح العباد والبلاد، ولا يعارض أصلاً شرعياً، ولا يهدم شيئاً من ثوابت الدين ومسلماته، أصل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في المصالحة مع أهل مكة، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لا يسألون خطة يعظمون فيها حرمات الله، ألا أعطيتهم إياها), انتهي اخرجه البخاري.

فالواجب أن تبني الوثائق في هذه المرحلة على مواضع الاتفاق، التي تحقق المصالح لجميع أهل السودان، من ذلك:

1/ العيش بكرامة وتوفير كافة الخدمات التعليمية والصحية. 2/ العدالة وسيادة القانون. 3/ التنمية وبناء البلد. 4/ السلام وإنهاء الحروب وتسوية النزاعات والمصالحات الوطنية. 5/ الأمن والاستقرار. 6/ تولية الأكفاء والأمناء.

لكن المؤسف حقاً، تحاشت الوثيقة ذكر الإسلام والقرآن والمسلمين، أو هوية البلاد الإسلامية، مع الأسف الشديد لا نصيب لدين الأمة في تلك الوثيقة، لا في الاستلهام ولا الإلمام به، ولا إعلاء لقيمه العالية، والسامية، وكأن كاتب الوثيقة لا صلة له بالإسلام، أو لا يعلم علاقة هذه البلاد بهذا الدين العظيم، على أيه حال نواصل السرد في بنود وثيقة الاتفاق والرأي الشرعي فيها، في المقالات القادمة.

فضل العشر من ذي الحجة

روى الإمام البخاري في صحيحه، من حديث عبد الله بن عباس، رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها، أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء).

من نعم الله علينا أن يدلنا على مواسم، يغفر لنا بها ذنوبنا، من ذلك الأيام العشر من ذي الحجة. ومن جملة العمل الصالح في هذه الأيام، الصيام، والصدقة، وقيام الليل، والتهليل والتكبير.

نواصل

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى