وزير الخارجية الروسي في الخرطوم.. “الصديق وقت الضيق”

يصل غداً

وزير الخارجية الروسي في الخرطوم.. “الصديق وقت الضيق”

تقرير- صبري جبور

يصل الخرطوم غداً (الأربعاء)، وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، لبحث ملفات ثنائية وإقليمية مع القادة الحكوميين، ويعتقد خبراء أن زيارة لافروف تستهدف معرفة أين تؤشر البوصلة السودانية، لا سيما في ظل تسارع خطى التقارب بين الخرطوم وواشنطن عبر بوابة تل أبيب التي بعثت بوزير خارجيتها للسودان، الخميس المنصرم.

في فبراير 2022م، سجل نائب رئيس مجلس السيادة  قائد الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، زيارة إلى روسيا لبحث عدد من الملفات المهمة، ومن غير المستبعد، أن يحاول لابروف إحياء اتفاق تعاون مع القادة العسكريين في الخرطوم، لإنشاء قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر.

وكانت الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، تحفظت على مشروع القاعدة، الأمر الذي أدى إلى توقفه، في وقت أبدى خبراء ومختصون تفاؤلهم بزيارة وزير الخارجية الروسي، بأعتبار أن المرحلة تتطلب دعم الشركاء والأصدقاء الدوليين، من أجل نجاح الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة مدنية متوافق عليها من الأطراف السودانية.

قضايا مشتركة

من المنتظر أن يصل السودان اليوم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في زيارة رسمية تستغرق يومين.وقال وزير الخارجية المكلف، علي الصادق، لـ(سونا): إن زيارة لافروف تبحث القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بجانب سبل زيادة ميزان التبادل التجاري والاستثمارات الروسية خاصة في مجال البُنى التحتية.ورحب الصادق بزيارة نظيره الروسي، معرباً عن تطلعه لترقية علاقة البلدين، وإنفاذ برامج التعاون، خاصة الصادرة عن مخرجات اللجنة الوزارية المشتركة.وأبان عن تطلع السودان لوقف الحرب (الروسية – الأوكرانية) وحلّها عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، مشيراً لآثارها السالبة علي الاقتصاديات الإفريقية والأمن الغذائي وارتفاع تكلفة السلع والخدمات في كل القارة الإفريقية.

محطة للتنافس           

يقول المحلِّل السياسي د. راشد التجاني، إن السودان أصبح محطة للتنافس الدولي لهشاشة الوضع السياسي، وأضاف ” أي دولة تتعتقد أن لديها تأثير في الوضع المقبل لتعظيم فوائدها ومصالحها.

ويؤكد التجاني في إفادة لـ(الصيحة) أمس، أن التوجهات الروسية تصب في اتجاهين أمنياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن موسكو ترى أن الخرطوم مهمة جداً لها اقتصادياً وأمنياً، داعياً السودان إلى استثمار العلاقة مع روسيا بدون أيما مخاوف.

ملفات مهمة

ويقول السفير علي يوسف: إن لافروف سيلتقي خلال الزيارة بوزير الخارجية السفير علي الصادق، وبرئيس مجلس السيادة ونائبه وبالطبع ستبحث اللقاءات العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة والتطورات في السودان، لا سيما السياسية، وتوقع أن يكون موضوع الشركات الروسية العاملة في السودان واحدة من أجندة البحث، لافتاً إلى أن بعض الشركات الروسية لديها عمل جيِّد في السودان  خاصةً شركات الذهب العاملة، وإنها تعود بفائدة على السودان.

وأشار السفير في تصريح سابق لـ(الصيحة) إلى أن الزيارة يرجّح أن تبحث في ملفات قضايا مهمة وهي أمن البحر الأحمر وأهميته الاقتصادية، ولا يستبعد أن يثير الجانب الروسي القاعدة الروسية، لكن يوسف توقع أن لا يستحوذ الملف على النقاشات، لجهة أن أي اتفاق لإقامة قاعدة عسكرية لدولة أجنبية يستوجب موافقة البرلمان وهو غير متوفر الآن.

وقال الخبير الدبلوماسي، إن أمن البحر الأحمر يهم عدداً كبيراً من الدول الإقليمية والدولية، وقال مؤكد إن الزيارة ستتطرق لهذا الملف، وقال: إن السودان لديه مصلحة في خلق علاقات متوازنة  في هذا الخصوص مع الغرب وأمريكا، وتابع ما يهمنا أن تكون منطقة البحر الأحمر منطقة سلام خالية من القواعد العسكرية وأن يكون ممر مائياً  تجارياً وهذا أمر مهم.

وتوقع السفير علي يوسف: إن تثار خلال الزيارة التطورات في دول الجوار السوداني  خاصةً الأوضاع في أفريقيا الوسطى وتشاد على خلفية الزيارات الأخيرة لرئيس ونائب رئيس المجلس السيادي، وقال: إن السودان يسعى أن يكون محايداً ولا يتدخل في الصراعات الداخلية للدول.

توسيع التعاون

فبراير الماضي  عقد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالعاصمة الروسية موسكو، جلسة مباحثات مشتركة مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وناقشت المباحثات سُبل تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائي بين السودان وروسيا في مُختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وركزت على ضرورة توسيع قاعدة التعاون الثنائي في المجالات السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والتجارية.

وأعرب حميدتي في كلمته خلال تلك المباحثات، عن امتنان الحكومة السودانية للدعم والمساندة المتواصلة التي ظلّت تقوم بها روسيا تجاه السودان في جميع المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، ممتدحاً وقوف الشعب الروسي مع الشعب السوداني عبر التاريخ، الأمر الذي ساعد في تعزيز أواصر الصداقة إلى مستويات رفيعة.

وأوضح أن المباحثات مع وزير الخارجية أسهمت في خلق تفاهمات جديدة ستدفع بالعمل المُشترك للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها السودان، في مجالات الزراعة والتعدين والصناعات التحويلية والنفط والغاز وغيرها من المجالات الاقتصادية.

صداقة ممتدة

وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدوره كان قد أكد على عمق العلاقات الروسية السودانية، وأشار إلى أن ما يجمع البلدين كونهما متشابهين في كثير الأشياء مما ساعد في خلق روابط صداقة ممتدة مبنية على الاحترام المتبادل، وأوضح أن بلاده تدرك أهمية التطورات الراهنة في السودان، وهي على قناعة بمقدرة السودانيين على حل مشاكلهم.

ودعا لافروف إلى عدم التدخل في شؤون السودان، وأكد حرص بلاده على رفع مستوى التعاون مع السودان في مجالات الطاقة والزراعة والتعدين، وحماية البيئة، وأوضح أن السودان يتمتع بفرص واعدة ستغير من واقع البلاد في المستقبل، ودعا إلى إزالة العديد من التعقيدات التي تعيق تدفق الاستثمارات الروسية من بينها قوانين الاستثمار، وأشار إلى استعداد الشركات الروسية لبدء عمليات استثمار في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى