محمد التجاني آدم يكتب :سلام إلى رسل السلام في قريضة أم ضل وتلس الخضراء..

 

7 فبراير 2023م

*

فلادلفيا – فبراير 2023

 

تابعت كغيري من على البُعد، التلاحم المجتمعي بين محليتي تلس الخضراء وقريضة أم ضل.

تاريخياً الفلاتة والمساليت أكثر قبيلتين تعايشتا وتجاورتا مئات السنين في أمن ووئام.

السلام هو أساس استقرار المجتمعات وركيزة عامة من ركائز الأمم التي تسعى للتقدم والتنمية، في ظل الأمن يستطيع الإنسان تعمير الأرض و العيش بسلام واطمئنان، ولا يخشى على نفسه أو ماله أو عرضه أو أهله من ويلات الحروب التي تُزهق الأرواح قبل الأموال.

لا يُمكن أن تتحقّق التنمية المستدامة في أيِّ بلد إذا كانت هناك حروبٌ أو نزاعاتٌ متكررة، وستُوجه كل الجهود للحرب والدفاع لأنّ حفظ النفس أولى.

مبادرة شباب رسل السلام في تلس، قامت بجُهُود شعبية خالصة ومن شباب حمل هموم أهله وسعى بجهده لمد حبل التواصل مع الجيران وكل مُحيطه المجتمعي بعد سنين عجاف من الحروب العبثية المتكررة (والتي لا تخلو من أغراض أو جهات تدعم في الظلام). نتمنى أن تمتد هذه الفكرة إلى أهلنا في برام الكلكة وكتيلا وأم دافوق. إن الذي يجمعنا كشعوب عاشت مئات السنين متجاورة أكثر من الذي يُفرِّقنا. كما نتمنى من الأخ الوالي هنون أن يتبنى هذه الفكرة ويدعمها لتعم بقية المحليات، لأنّ السلام الذي يأتي من الأرض وبإرادة الشعوب في ساحاتها الشعبية يختلف من الذي يُقام في القاعات وبروتوكولات الحكومة.

 

إنّ الرسالة التي وصلت من ميدان الحرية في تلس أمس مفادها (منقو قل لا عاش من يفصلنا) ، لا عودة لأيام الحرب والقتال والجفوة الشقاق، لقد سئمنا لغة الحرب والموت ورائحة الدماء وصوت السلاح.

نتمنى أن نتفرّغ للتنمية والاستقرار ونسمع قريباً افتتاح عشرات محطات المياه والدوانكي في قوز دنقو وكركادة ومرموسو إحيمر بُنق والخضراء وغيرها.

تلس هي نوارة جنوب دارفور، وأعتقد أهلنا في تلس لا يعلمون الخير الذي يُحيط بهم من أنعام وثروة طبيعيّة وحيوانية وقوى بشرية لا حدّ لها، لهذا نحن أحوج الناس للسلام والأمان.

أهلنا الرُّحّل هم الأقل حظا ًفي كل شيء والأقرب للخطر في حلول النزاعات والحروب لطبيعة حياتهم المرتبطة بالترحال والتنقُّل المستمر.

(آن الأوان لانعقاد مؤتمر كبير في تلس يناقش مسألة استقرار أهلنا الرُّحّل).

ختاماً.. الشكر موصول إلى الشباب في تلس وقريضة وإلى كل فئات المجتمع ولكل من ساهم في هذا اليوم، ليتعانق النبال والسفروك ويفيض وادي قريضة من شماله إلى جنوبه ليغسل الدماء، ويمحو الأحزان، ويُطيِّب خاطر الأرامل واليتامى والنازحين. فلتشرق شمس جديد، لأن الحياة لا تتوقّف بموت أحد وسنة الله ماضية في كونه إلى أن تشرق الشمس من مغربها.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم.

شكراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى