شذى صالح تكتب: التعليم الحكومي إلى أين؟

شذى صالح تكتب: التعليم الحكومي إلى أين؟

وأنا أشرح درس الرياضيات لابن جيراننا بمرحلة المتوسط؛ بعد أن أجاب على التمرين رمقني بنظرات فرح وابتسامة عريضة (يعني أنا حليت صاح؟!).. جاوبته بذات البهجة (أيوة كل التمرين صاح ).. معلل فرحته أردف قائلاً (في المدرسة ماقعد أفهم وما بحل التمارين )!.. صمت بخيبة ثم شاركته الحوار (لكن انت ممتاز وبتفهم بسرعة ما شاء الله ربنا يحفظك).. بدأ يسرد لي معاناته (انتي عارفة الفصل فيهو كم؟!..نحن83..).

ارتسمت على وجهي ابتسامة خفيفة وحدي أعرف معناها؛ كلماته أعادتني لمرحلة الطفولة؛ كنت أقول ذات الكلمات معللة لوالدتي تدني تحصيلي الأكاديمي.

درست في مراحلي الأولى بمدرسة المجلس الأفريقي “الخاصة بنات”، على مدار ثلاث سنوات كنت أحرز الدرجة الكاملة بكل المواد؛ لظروف ألمت بعائلتي التحقت بمدرسة الميرغنية الحكومية بنات”.. في حينها كنت أقارن بين المدرسة التي التحقت بها ومدرستي السابقة (وفرق شاسع طبعا)!..

في بداية العام الدراسي أقف على باب الفصل الرابع مندهشة أتساءل (وين الأدراج؟!… وليه البنات بيتجارو كده).. تجاوبني إحداهن (هنا مافي أدراج في كنب وبالحجز  أجري أحجزي).. وقفت لبرهة متجاهلة وصيتها وانتهى بي الأمر إلى الجلوس في الصفوف الأخيرة.

تشاركت الجلوس في الكنبة الأخيرة برفقة عدد من الزميلات، كنت طفلة ثرثارة كثيرة التساؤلات أسائلهن بين الحين والآخر (ليه مافي مراوح؟.. ليه مافي كولر؟.. ليه نحن الننضف الفصل؟.. ليه كل اتنين في كتاب؟.. ليه 64 بت في فصل واحد؟).

استصعبت التأقلم وكان عزائي الوحيد في تلك المدرسة بعض الرفيقات وكل الأساتذة؛؛ (ماما هويدا أستاذتي الطيبة المتميزة التي فارقتها بمدرسة المجلس عوضني الله بأستاذات يحملن صفاتها) وجه الشبه الوحيد في ذاك الزمان هم الأساتذة.

تجلسني أستاذة رحاب (الله يطراها بالخير وين ما كانت)؛ في كرسيها أثناء شرحها واقفة للدرس؛ تثني أستاذة اللغة العربية على تعبيري مع وضع خطوط حمراء على أخطائي الإملائية وتحرص على معالجتها دون تذمر أو ملل؛ والكثير الكثير…

ويبقى شتان الفرق ما بين التعليم الحكومي والخاص “ولكن أن يصل الأمر إلى أن يمتنع طلاب التعليم الحكومي البتة عن الدراسة إنها حقا لمعضلة ولاعزاء لأبناء هذا الجيل

ختاماً: من المؤسف أن تكون إجابة سؤالي (التعليم الحكومي إلى الهاوية)!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى