الاتفاقيات الدولية.. تعزيز الصادرات السودانية

الخرطــوم- نفيسة علي
الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية التجارية  تعزز من مكانة الصادرات السودانية وفتح أسواق خارجية جديدة، حيث استفاد السودان من تلك الاتفاقيات والمتمثلة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، منظمة الايقاد، والكوميسا، الاتحاد الأفريقي، منطقة التجارة الحرة القارية، منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
واستعرضت الأستاذة ماجدة أحمد المهدي مدير العلاقات الثنائية بوزارة التجارة والتموين ورقة بعنوان مفهوم العلاقات الدولية ودورها في تنمية الصادرات السودانية في ندوة العلاقات الثنائية والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصيغة التجارية بمعرض الخرطوم الدولي الدورة 40 مؤخراً، استعرضت تاريخ العلاقات الدولية ودور المنظمات الدولية في تطوير الصادرات من ناحية البُنى التحتية ومشاريع وفتح أسواق وتخفيض للتعريفة الجمركية عن طريق استقطاب دعم من المنظمات لتسهم في فتح أسواق للصادرات والاستفادة من التدريب والتأهيل.
وأكدت الأستاذة ماجدة أن السودان طورعلاقاته الثنائية مع دول كثيرة وأبرم اتفاقيات وبرتوكولات ومذكرات تفاهم ساعدت في فتح أسواق جديدة مع الدول (العربية، الأفريقية، الآسيوية، الأوروبية، أمريكا الشمالية، أمريكا اللاتينية وأمريكا الجنوبية)، وأشارت إلى أن الصادرات السودانية تدخل في بعض الدول عبر التجارة الحرة وفي بعض الدول عبر التجارة التفضيلية (عبر ميزات تجارية)، وتجارة الحدود وتجارة العبور (الترانزيت) وذلك لتفادي القواعد و الإجراءات والأدوات والأساليب التي تقوم عليها التجارة الدولية والمتمثلة في السياسة التجارية الحمائية التي تخدم الدول الكبرى وتعيق نفاذ صادرات الدول النامية في الأسواق العالمية.
وتتضمن هذه الاتفاقيات والبروتوكولات العديد من المجالات الزراعية، الصناعية، الصحة، التعليم، الاستثمار والإعلام والمجال التجاري، موضحة أن أهم الإتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مع دول التعاون الثنائي جنوب أفريقيا، إثيوبيا، أفريقيا الوسطي، تشاد، البرازيل، بلاروسيا، تركيا، روسيا الاتحادية وأشارت إلى أن أهم الدول التي تمنح مزايا لنفاذ السلع بتعرفة صفرية: (الاتحاد الأوربي، الصين، شيلي، الهند، اليابان).
وقالت: إن الصادرات السودانية تتمتع بتعريفة صفرية لدول الهند والصين وبنغلايش وتسعى وزارة التجارة والتموين في هذا العام لتكملة الاتفاق التفضيلي لكل من تركيا وأندونيسيا، وبالمقابل السماح بدخول منتجات هذه الدول التي تتمثل في استيراد المواد الخام للصناعات التحويلية والبرمجيات والتكنولوجيا، مما يسهم في تقليل التكلفة الإنتاجية ووفرة المنتج ذو الجودة العالية باسعار منخفضة تزيد من رفاهية المستهلك.
وأشارت الأستاذة ماجدة إلى أن السودان استفاد من الدعم المقدم من الكوميسا في هذا العام والذي فاق الخمسة مليون يورو في مجال البُنى التحتية للصادرات السودانية مثل دعم وزارة الزراعة بمعامل كاملة وحديثة في مجال وقاية النباتات، فضلاً عن تدريب عدد من منسوبي الوقاية بالسودان وتلقي تدريب عالي المستوى في مجال المكافحة والإنذار المبكر في انتشار الآفات الزراعية بالمركز الإقليمي كيفكس بكينيا وهو يعتبر المركز المرجعى الإقليمي في أفريقيا، بجانب تطوير صناعة الجلود بكلية الجلود بجامعة السودان والعلوم والتكنولوجيا ومركز كرري والتدريب المهني بمعدات حديثة في مجال صناعة الأحذية ودباغة الجلود وتحسين صادرات الجلود وتدريب عدد من منسوبي هذه المهنة بمعدات تقدر بأكثر من 300 ألف يورو .
واستعرضت الأستاذة ماجدة أهم المعوقات التي تواجه استفادة السودان من الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية في فتح أسواق جديدة تتمثل في ضعف القدرة التنافسية للسلع الزراعية والصناعية والتعدينية السودانية في الأسواق العالمية والإقليمية، عدم تنويع صادرات المعادن، توطين صناعة التعدين بدلاً من تصديره خام، عدم استفادة القطاع الخاص من التعريفة الصفرية على الصادرات السودانية للأسواق العربية والكوميسا وأسواق الدول الإسلامية، عدم تأهيل المناطق الصناعية وإنشاء المناطق الصناعية المتكاملة، عدم وجود إدارة رشيدة للمؤسسات الإنتاجية بحيث تحدد المنتجات وفقاً لحاجات السوق والتقدم التكنولوجي، ضعف في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات الحيوية للاقتصاد القومي، عدم وجود تبني لبرنامج ترقية الصادرات السودانية بالتركيز على القيمة المضافة عبر ترقية أساليب الجودة والتعبئة والتغليف وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات السودانية وسلع تنتج خصيصاً للتصدير بهدف التحول إلى الإنتاج من أجل التصدير حتى تتمكن من المنافسة، عدم وجود مستشاريات أو ملحقيات تجارية في الخارج كآليات لمتابعة تنفيذ السياسات التجارية والاتفاقيات والبروتوكولات مع المناطق والدول الأخرى.
وعقب على الورقة دكتور نور الدين التلب، مؤكداً على أهمية الصادر والذي يعتبر داعماً للاقتصاد القومي، مشيرًا إلى أن الأمن الاقتصادي أعمق من الأمن الاستراتيجي والأمن الغذائي هو عمق الأمن الاستراتيجي فالسودان يزخر بموراد مختلفة إضافة للإنسان نفسه والذي يعتبر أصل الحضارات وأصل سلة وغذاء العالم  ويعتبر منارة العالم لما فيه من عقول.
وقال دكتور عيسى ترتيب شاطر، مدير عام العلاقات الدولية بوزارة التجارة والتموين: إن وزارة التجارة والتموين هي المنفذ الرئيس للعلاقات الدولية وتستجلب العائد من إجمالي النقد الأجنبي فهي تحمي الاقتصاد وَالمنتجين وميزان المدفوعات وفتح الأسواق عن طريق الاتفاقيات الدولية والإقليمية إضافة للدعم الفني والمؤسسي وتدريب المرأة ورفع المعايير الدولية والمساهمة في الصحة وصحة النباتات من أجل زيادة الصادرات وفق المعايير الدولية، مشيراً إلى أن هنالك تداخل في الاختصاصات مما يؤثر سلباً على هذا النهج الذي تسير عليه الوزارة فالملحقيات التجارية هي داعم أساسي للسلع السودانية وحماية الصادر  فوزارة التجارة ليست صادر ووارد فقط، بل هي كل الاقتصاد فملتقى رجال الأعمال السوداني الجزائري والذي نظمته إدارة العلاقات الدولية بوزارة التجارة كبرنامج مصاحب للمعرض خير دليل لدفع الاقتصاد فقد حقق نجاحاً كبيراً وتمت فيه عقد شراكات تجارية واستثمارية واقتصادية كبرى. وأكد المشاركون في الندوة أهمية ودور الملحقيات التجارية والسفارات في المحافظة على السلع السودانية وحمايتها وفتح أسواق ومنافذ جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى