ياسر زين العابدين المحامي يكتب: حاجة فيك تقطع نفس خيل القصائد

في الحقيقة

ياسر زين العابدين المحامي

حاجة فيك تقطع نفس خيل القصائد

واقعنا عكس التوقُّع والمشهد هو…

حاكم، أمير، كتاكيت، خروج الأخيرة

من القفص…

أطلقها الأمير بظن عودتها فما عادت

وقد بلغ منه الجهد…

عاد خائباً، كسّيراً، مهدوداً، قليل الحيلة

حرج الصدر…

قال الحاكم للأمير املأ القفص تارة

أخرى، هزه إليك حتى تجهدها…

فعل، وفتح القفص في الميدان، ولم

تخرج…

هكذا تُحكم الشعوب ومن يعي…

نشبه هذه القصة، أصاب الجهد منا…

من نافذة الحياة شاهدنا عود ثقاب

قدحوه، والنار حولنا…

تتمدّد بالثانية، تتجسّد خطراً داهماً…

ألسنة اللهب لم تغب عن ناظرينا…

خوف، سكن، تجذُّر، الشك والتربص…

جدار أنقاضه تزيد كل مرة عمداً…

هد (الحيل)، الغرام واجترار الذكرى…

حدثني البعض (أنا) الآن الترقُّب ثم

انتظار المستحيل…

من انتظر المستحيل غاب بردهاته

وشرب كدراً وطيناً…

ومن يشرب صفوه إذا ما وردنا، تلك

أحلام اليقظة…

ساسة، ورجل صالح بفهم مختلف..

تواثق والعهد الذي كان مسؤولا هنا

لا مكان له…

السؤال ممنوعٌ، الصبر مطلوبٌ، وليالي

الصبر مريرة…

لأنها (أمرّ) من الصبر (ذاتو)…

لعل الله بعد ذلك يحدث أمرا…

من خرق السفينة قطعاً له فهمٌ…

من بنى الجدار مأمورٌ أن يفعل…

ومن قَتَلَ الغلام فثمة حكمة…

ما بين العجلة والأجندة سؤال…

بيننا، بينهم فراق كفراق الطريفي…

الساسة يتحاورون، يتجادلون، ينافقون

شهيقاً وزفيراً…

قالوا لن يسقط الجدار سنبنيه الذي

نحلم به يوماتي…

سرقوا أحلامنا، افهامنا, أشواقنا…

نحن بذات قفص الكتاكيت المُغلق…

بعضٌ منا أنهكه ذاك المَدّ والجزر…

بعض قطع نفس خيل القصائد بعز الهجير…

الحبل ممدودٌ كحبل المَهلة…

في أدبياتنا يربط ويفضل، ليتنا ما

تمهّلنا…

حدّثونا الحاجة أم الاختراع…

الحاجة وطنٌ رغم الضحك التّافه والبكاء…

رغم خوف ساكن فينا حدّ العصب…

رغم نحنا الساس، والرأس، والسقوط…

من قرأ العيون عرف التسهيد، سمع التنهيد…

عرف وجع الألم وخوف الوجع…

حاولوا فقأ عيونه، هم هؤلاء، أولئك…

لعلهم ما قرأوا الوطن (صاح)…

هم بعكس احتشاد وعيه، وحضوره…

ثباته، ألقه،

مسجون والحرية سور…

بينهم وبينه ما صنع الحداد….

وشمس بكرة في لحظة مخاضها…

من قرأه من كل الجهات ولم يحفل..

من رشح مواطن العافية في جسده المنهك…

من رسخ وصاياه العشر واللون الشحيح

إنها الخيبة المعطونة في ماء السراب..

وسراب بقيعة لم يك يوماً ما ماءً…

ما بين هذا وذاك…

الحاكم وضع الكتاكيت بالقفص، هزّها

حتى بلغ منها الجهد…

مد لسانه هازئاً، هكذا تُحكم الشعوب

بغياب الوازع…

ينام القطيع وهو يحلم بالثورة…

والحجا للناس (الجنّها) ثورة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى