أشرف فوجي يكتب : الراهن السوداني.. الجميع على المحك!

2فبراير 2023م

السودان الوطن الواحد قد كان وماذا يكون، تلك الأغنية التي صدح بها القامة الموسيقار محمد الأمين أحد البقية الباقية من قامات بلادي الفنية التي تهاوت أغلبها في مطلع الألفية الثالثة، الأغنية التي شكّلت الوجدان الوطني في دواخل المواطن السوداني في أقاصي البلاد شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، أضحت إحدى الأغنيات المنتهية الصلاحية اذا صح التعبير في ظل الراهن السياسي الجديد بالبلاد، الذي تراجع فيه الحس الوطني لدى المواطن السوداني وعلى المستويين ساسة وقواعد، والذي تسبّب بدوره في فقد الوطن جزءاً عزيزاً من أجزائه المُهمّة وفتح الباب عريضاً على مصراعيه أمام طامعي بقية الأجزاء، سيّما في الشرق والغرب المُغاضبين نظراً للغبن والظلم التاريخي الذي وقع عليهما من قِبل النخب السياسية الحاكمة التي تقلدت مقاليد الحكم في البلاد منذ الاستقلال والى يوم الناس هذا، لضيق أفق النخب وغياب التخطيط الاستراتيجي في تلك الأزمنة الغابرة، إضافةً للنظرة العرقية المُخلة من قبل بعض القادة السياسيين تجاه أبناء الشرق بالتحديد لتفشي داء العنصرية البغيضة في نفوس رعاة التميُّز العرقي في بلادي، فضلاً عن مستجدات الساحه السياسية والأجندة الخارجية التي ظهرت ملامح خطورتها في الآونة الأخيرة على السطح، ذلك ما أثار فضول المراقبين وترقُّب اللاعبين السياسيين بشرق السودان، وحفيظة واستنكار الوطنيين الخُلّص لموقف المركز السالب من ما يجري في الشرق من حراك له ظلال استراتيجية سالبة على مستقبل الشرق خاصة ومستقبل الوطن الجريح عامة، ذلك ما دفعنا على كتابة هذه المادة التي نحاول من خلالها سبر أغوار المماطلة الماثلة ورمي حجر في بركة ثبات المركز المنصرف عن أمر ثغر السودان الجلل الذي لا يُضاهيه أمر آخر أهميةً وخطورةً في هذه المرحلة الحرجة من عُمر البلاد التي أضحى أمر سيادتها مُستباحا تتجاذبه أهواء السفارات والمحاور وأجندة بعض الدول الطامعة وأخرى مُعادية استغلت انشغال وضعف إرادة القائمين على أمر البلاد، ودفع أيضاً بعض ضعاف النفوس من أبناء جلدتنا من النَّيل من شرف عازة وكبرياء الخليل، ويقيني أن التاريخ سيحفظ لهم مواقفهم المُخزية هذه وأقوالهم القادحه في حق الوطن والمواطن السوداني، وليعلم الجميع حُكّاماً ومعارضين ورموزاً تُوصف بالوطنية، أن الصمت الماثل من قبلكم تجاه ما يجري في البلاد من تردٍ وانهيار يُعد خيانةً وطنيةً عُظمى تستحق التجريم والوصم التاريخي المُشين، ذلك ما يستوجب منكم جميعاً حُكّاماً ومعارضين الاستيقاظ من ثباتكم المُخل، وشحذ هممكم، والاهتمام الجاد بالمُستجدات المُتتالية ومن ثَمّ القيام بتحديد المُوجِّهات والحلول لإنقاذ البلاد من مآلات المرحلة المقبلة، آخر حلقات المُخطّط الكارثي لاحتواء أزمة السودان المستفحلة، وإسكات الأصوات التي تُؤجِّج الأوضاع المأزومة بالعاصمة الخرطوم بإعفائهم من المهام المُوكلة إليهم، درءاً للفتن المُتوقّعة حال استمرارهم في شغلهم للحقائب التي كُلِّفوا بإدارتها إبان التكليف الأخير، إذا أراد النظام الحاكم بالبلاد عسكراً ومدنيين بحق حماية البلاد من الانزلاق ومسح الصورة الشائهة التي رُسمت عنهم في أذهان المُواطنين والمُراقبين على حد سواء، نظراً لفشلهم وتقاعسهم الذي لا تُخطئه عين.

خارج النص:- للأوطان حُرمة وقُدسية يهون في سبيل صون كرامتها والحفاظ على أمنها ومُكتسباتها فعل كل المُمكن وبعض المُستحيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى