يصلها اليوم: البرهان في إنجمينا.. ملفات بينية وإقليمية على الطاولة

يصلها اليوم: البرهان في إنجمينا.. ملفات بينية وإقليمية على الطاولة

تقرير- مريم أبَّشر

من المقرر أن يقوم  الفريق  أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي اليوم بزيارة رسمية لدولة تشاد تستغرق يوماً واحداً، وحسب مصدر رفيع تحدث لـ(الصيحة) فإن الزيارة تأتي تلبية لدعوة تلقاها من رصيفه التشادي محمد دبي، وستبحث الزيارة جملة من الملفات والقضايا المشتركة  على رأسها ملف الحدود والمشكلات القبلية بجانب الأوضاع الإقليمية.

ويرافق البرهان وزير الخارجية وومدير الاستخبارات وعدد من كبار المسؤولين في الدولة وكان البرهان قد تلقى دعوة رسمية من الرئيس التشادي نقلها مبعوثه الشخصي الأسبوع المنصرم.

صراع

ويرى مراقبون أن الزيارة تأتي في  وقت مهم ومعقد لكلا الدولتين فضلاً عن الخلل الأمني الإقليمي والصراع الدولي بجانب قضايا أخرى أبرزها تجارة البشر و المخدرات وجملة من الملفات ذات البعد الإقليمي والدولي.

يذكر  أن السودان كما قال المراقبون يمر بفترة حرجة في تاريخه السياسي في أعقاب إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 التي أطاحت بحكومة الفترة الانتقالية  والتي أعقبتها عزلة دولية و إقليمية.

اهتمام إقليمي

الزيارة رغم أنها من السودان إلى تشاد وبخلاف الزيارات التي استقبلتها الخرطوم من أديس أبابا رئيس الوزراء أبي أحمد ومن القاهرة قبلاً مدير المخابرات ولكن جميعها يكشف اهتمام دول الإقليم والجوار السوداني بما يدور في داخل السودان من عدم استقرار أمني وسياسي هذا مابتدر به إستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الدكتور عبد الرحمن أبو خريس، حيث أشار  إلى أن زيارة البرهان لأنجمينا وعقده لقاءً مع الرئيس دبي، ربما تكون في الظاهر لبحث المشاكل والاضطرابات الأمنية التي تحدث في دارفور وعلى حدود البلدين نظراً للتداخل  القبلي باعتبار أن الحكومة الحالية بالسودان ضعيفة وتشاد كذلك تعاني من انفلات أمني وربما رأت تشاد أن الوقت ملح  لبحث القضايا الأمنية و ملفات العلاقات الثنائية بما فيها الوقوف على أداء القوات المشتركة .

يمضي أبوخريس، منبِّهاً إلى أن الزيارة -أيضاً- لا تبعد عن دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي للسودان باعتبار أن أي عدم استقرار في السودان من شأنه التأثير على دول الجوار  والمنطقة الإقليمية ويضيف قائلاً: الاهتمام بالسودان لم يأت من فراغ بما في ذلك أمريكا التي تحرص على أهمية حدوث استقرار في السودان بالنظر إلى تأثيراته المباشرة على المنطقة وذلك بسبب موقعة الجيواستراتيجي ويضيف: الاهتمام له دواعٍ أمنية وسياسية ويقول: إن أمريكا تضع تركيزها على السودان بضرورة أحداث استقرار فيه،لأن أي انفلات بالسودان سيكلف أمريكا فاتورة باهظة .

وقال: إن ما يحدث من اهتمام إقليمي ودولي كذلك لا يخرج من التطورات الدولية والحرب الأوكرانية الروسية و صراع القوى الدولية في ظل التمدد الروسي ومحاولة أمريكا محاصرة هذا التوسع في الإقليم،بما أن السودان باتساع  رقعته الجغرافية وتعدد موارده يشكل مركز للصراع الدولي، فإن أمريكا تضع نصب أعينها  أهمية خلق استقرار أمني    سياسي على أراضيه قطعاً للطريق أمام أي محاولة لحدوث انفلات أمني في المنطقة الإقليمية.

تبادل المواقف

ويقول الخبير الدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو: إن الزيارة تأتي في إطار حرص دول الجوار لتبادل المواقف والتفاكر حول كيفية إدارة الأزمات و معالجة حالات التوترات الأمنية، معلقًا على توالي زيارات قيادات دول الجوار للسودان بقوله:  إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أمس الأول، أتت في إطار محاولات تبادل وجهات النظر حول القضايا الخلافية في الفشقة وقضية استقرار وتأثيرات ذلك على الأمن في المنطقة بما فيها مصر وتشاد.

ويضيف كرمنو: إن الأوضاع السياسية في تشاد رغم عدم وجود أحزاب سياسية كما هو الحال في السودان، إلا أن زيارة البرهان اليوم تأتي في سياق محاولات البحث عن حلول  للمشكلات باعتبار  أن الأفضل لهم  تبادل وجهات النظر والخبرات حول كيفية التوصل لحلول للمشكلات حتى لا ينفلت الأمن في الإقليم. ويرى السفير أن استقرار تشاد مهم للسودان ولدول الجوار، ويضيف أي انفلات للأمن في تشاد فإن تأثيراته ربما تصل فرنسا والمحيط الأطلسي وقال: إن زيارة البرهان اليوم رغم أنها تبدو ظاهرياً ثنائية، إلا أنها ترتبط بالوضع الأمني الإقليمي ويرى أن استقرار الأمن  مهم لاثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وكل المنطقة،كما أن مصر الأكثر تأثيرًا وحرصاً على خلق وضع أمن فيه في ظل الأوضاع المضطربة أمنياً في جوارها  الإقليمي.

وجهة نظر

وترى مي محمد علي، محلِّل الشؤون الدبلوماسية إنه من خلال الوفد الذي يرافق البرهان نجد أن الطابع الأمني يسيطر على طبيعة الزيارة وليس بحث العلاقات الثنائية فقط، وبالتالي عطفاً على ذلك نجد أن الوضع الأمني في كلا الدولتين يمر بمرحلة انتقالية وخلال الفترة الأخيرة ورغم الحوار الوطني الذي جرى في تشاد إلا أن الوضع لم يستقر وكانت هناك محاولات انقلاب على النظام الحاكم  وأفرز ذلك  قضية الحدود بين الدولتين وضرورة ضبطه بما يخدم الدولتين وكذلك تأثر السودان بالوضع الأمني على الحدود من خلال النزاعات التي اندلعت في ولاية غرب دارفور المتاخمة على الحدود مع تشاد وبالتالي كلا الطرفين يحتاجان بحث هذه المساءل بجانب بحث تداعيات الأوضاع في الدول المجاورة مثل: الكنغو وأفريقيا الوسطى.وقالت لـ(الصيحة) نعلم أن أي تدهور في السودان سينعكس بالضرورة على تلك الدول خاصة في ظل قبائل متداخلة، مشيرة إلى وجود كثير من القضايا التي تحتاج إلى تنسيق مشترك مع كل دول الجوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى