شاكر رابح يكتب : إغلاق الحدود سدٌ للثغرات

23 يناير 2023
الحدود السياسية الجغرافية الطويلة الممتدة بين الدول بشكل عام، والأفريقية علي وجه الخصوص، تُعد من أخطر المشكلات التي تحيط بأمن الدول وتُهدِّد العلاقات فيما بينها، وتمثل خميرة عكننة وازعاجا دائما للأجهزة الأمنية، وقد نشبت بسببها كثير من الحروب بين دول الجوار، بيد أن أُس الخلاف على الحدود، وهناك دول أخرى ظل النزاع الحدودي بينها قائماً دون الوصول الى مرحلة الاشتباك المسلح، ومع ذلك تمثل الحدود قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.
القرار الذي اتخذته الدولة ممثلةً في توجيهات نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو إبان زيارته لمحلية بليل بولاية جنوب دارفور بإغلاق الحدود بين السودان ودولة أفريقيا الوسطى، يؤكد بجلاء أن القائد حريصٌ على سد الثغرات بالطرق الحضارية السلمية، بحيث لا ضرورة لفتح الحدود طالما أصبحت معبراً للمتسللين والمتفلتين وقطّاع الطرق، وبذا خيار الإغلاق يمثل حلاً ناجعاً، ووسيلة لوقف الأنشطة والتحرُّكات العسكرية لمعارضي نظام الحكم في دولة أفريقيا الوسطى، ويعتبر قرارا سياسيا متميزا، ويغلق الباب تماماً أمام أي نزاع حدودي يمكن أن ينشأ بين الدولتين مستقبلاً، خاصّةً بعد تسرُّب مجموعات مُسلّحة ترتدي ملابس رسمية تشبه الى حدٍّ كبيرٍ أزياء قوات الدعم السريع عبرت الحدود الى الاتجاه الآخر لتغيير نظام الحكم في افريقيا الوسطى، لا شك عبور هذه القوات غير النظامية للضفة الأخرى سوف يؤثر تأثيراً سلبياً على العلاقات التاريخيّة، فضلاً عن تأثيره على الاستقرار السياسي والأمني بين البلدين. مُحاولة البعض خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني على الحدود، هو نتاج لوجود نزعة ورغبة خارجية تتبنّى أجندات أجهزة استخبارات أجنبية تهدف الى ازدياد حِدّة النزاعات والخلافات عبر عناصر داخلية عبارة عن “تُجّار حرب” يُريدون خلق فوضى لإضعاف الجبهة الداخلية للسودان، الذي هو الآخر غارقٌ في أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، وهَم تلك المجموعات إيقاع الفتنة مع دول الجوار لتدخل في حروب وصراعات وأزمات لا عائد ولا فائدة من ورائها، فكان لا بد من الإشادة بهذه الخطوة الاستباقية وتسليط الضوء عليها بحسبان قرار القائد بإغلاق الحدود ونشر قوات مُشتركة مُهمّتها تتمثّل في سَدّ الثغرات والتضييق على المجرمين المتواجدين بين الحدود، وهو قرارٌ يتوافق تماماً مع موجهات وقرارات الشرعية الدولية التي تُشير إلى أن النزاعات بين الدول تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.
في تقديري، حدود السودان مع دولة افريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وإريتريا وليبيا والحدود البحرية الإقليمية مع المملكة العربية السعودية، يجب أن تكون حدوداً للتكامُل الثقافي والحضاري والاجتماعي، وتبادلاً للمنافع والمصالح المشتركة وليست للتشاكس أو الصراع.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى